logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

هجوم بطائرة مسيرة على قرية الشرجة في محافظة الحديدة

١٧ أيار ٢٠٢٤

هجوم بطائرة مسيرة على قرية الشرجة في محافظة الحديدة.

اطبع المقال

  • الحادثة: مقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخر في قرية الشرجة
  • الموقع: قرية الشرجة بمديرية الجراحي، الحديدة
  • التاريخ: 24 كانون الثاني/يناير 2023
  • الوقت: من المحتمل قبل الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي
  • الضحايا: مقتل ثلاثة أطفال وإصابة طفل
  • الذخيرة المحتملة: غير معروفة
  • المسؤول المحتمل: التحالف بقيادة السعودية

مقدمة

أفادت وسائل إعلام محلية وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير 2023، بوقوع غارة محتملة بطائرة مسيرة في منطقة الشرجة بمديرية الجراحي جنوب شرق محافظة الحديدة. أدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة أطفال - طفلتان من نفس العائلة وطفل - وإصابة طفل آخر، جميعهم تحت سن 13 عام. تبادلت الأطراف المعنية الاتهامات واختلفت الآراء بشأن المسؤولية عن الهجوم، ومع ذلك، تشير نتائج التحقيق إلى أن التحالف بقيادة السعودية قد يكون هو المسؤول.

تحذير محتوى قاسي

يضم هذا القسم محتوى قاسي، بما فيه وصف مقتل الأطفال في الهجوم. لا يمكننا وضع رابط للمحتوى السمعي البصري في هذا القسم من التحقيق بسبب محتواه القاسي وصور الرفات البشرية. إذا كنت ترغب في طلب الوصول إلى نسخة غير منقحة، يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى: request@yemeniarchive.org.

المنهجية

قام الأرشيف اليمني بالتحقيق في الحادثة بناءً على:

  • جمع والتحقق من 54 مصدراً مفتوحاً مشتركاً حول الحادثة، معظمها من مصادر مؤيدة لأنصار الله الحوثيين، بسبب محدودية المعلومات مفتوحة المصدر المتاحة في الإنترنت في هذا الوقت.
  • جمع وحفظ وتحليل مقاطع الفيديو والصور والتقارير في منصات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. يتعلق هذا المحتوى بالحادثة وتداعياتها (مثل الترتيبات الجنائزية، والدمار المادي، وما إلى ذلك)، والسياق الإقليمي بما في ذلك النشاط العسكري الأخير في المنطقة، بالإضافة إلى معلومات حول المسؤولية عن الهجوم.
  • تحديد تاريخ ووقت الهجوم من خلال عمليات البحث المتقدمة على تويتر لتتبع التغريدة الأولى حول الحادث، مدعومة بنتائج TweetedAt التي تستخدم الهندسة العكسية للإشارة إلى التوقيت الدقيق للمنشور بالإضافة إلى إجراء تحليل الظل لتأكيد الوقت المقدر للحادث.
  • تقييم الأضرار الناجمة عن الحادثة.
  • النظر في الروايات المتنافسة حول مرتكب الجريمة المزعوم والتي ظهرت من مختلف الجهات الفاعلة بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية، والموظفين الحكوميين، والمنظمات غير الربحية، وإفادات الشهود.

عن المنطقة

تقع قرية الشرجة في مديرية الجراحي جنوب شرق محافظة الحديدة غربي اليمن. الصورة أدناه توضح 26 مديرية مختلفة في محافظة الحديدة.

shi 1

لقطة شاشة لخريطة توضح التقسيمات الإدارية - مديرية الجراحي باللون الأزرق - محافظة الحديدة. الأرشيف اليمني 25 نيسان/أبريل 2024.

رغم أن مديرية الجراحي تقع تحت سيطرة قوات أنصار الله الحوثيين، إلا أنها تعتبر أيضاً قريبة نسبياً من خط المواجهة.

shi 2

لقطة شاشة من موقع LiveuaMap تظهر نقاط سيطرة القوات العسكرية المقدرة في مديرية الجراحي والمناطق المحيطة بها بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2023. تظهر منطقة الشرجة ضمن المنطقة الحمراء. اللون الأحمر لمناطق سيطرة قوات أنصار الله الحوثيين، والأزرق يظهر سيطرة القوات المشتركة في الساحل الغربي المدعومة من التحالف بقيادة السعودية. الأرشيف اليمني 17 نيسان/أبريل 2024.

تقع مديرية الجراحي ضمن المناطق المحمية بموجب اتفاق الحديدة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحركة أنصار الله الحوثيين. تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مفاوضات جرت في ستوكهولم بالسويد، تحت رعاية الأمم المتحدة في 13 كانون الأول/ديسمبر 2018، ويدعمه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2534، الذي أذن لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) والمساعدة في تنفيذه.

بعد نحو عام على الاتفاق، ظهرت أنباء عن إنشاء أول نقطة لوقف إطلاق النار في شارع الخمسين بمنطقة الخامري عند المدخل الشرقي للحديدة، وهي نقطة ساخنة مهمة بين القوات الحكومية والحوثيين. يجري التخطيط لإنشاء نقاط إضافية لوقف إطلاق النار في مدينة الصالح وحوش الأبقا، ومنطقة منظر جنوب الحديدة.

في 20 شباط/فبراير 2020، أفاد موقع الرياض أن ضباط الارتباط في محافظة الحديدة وافقوا على وقف جميع الأنشطة العسكرية في مديرية حيس ووقف الهجمات على نقاط المراقبة. يحظر الاتفاق تحليق الطائرات بكافة أشكالها، ويشترط وقف الغارات الجوية، وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار في كافة جبهات ومديريات الحديدة. رغم اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال مناطق في الحديدة تتعرض لقصف من قوات أنصار الله الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية.

الحادثة

تداولت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وعديد من وسائل الإعلام، صباح الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير 2023، أنباء عن هجوم بطائرة مسيرة في قرية الشرجة، أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة طفل آخر في قرية الشرجة. أشارت التقارير إلى احتمال قيام طائرة مسيرة تابعة للقوات المشتركة بالمسؤولية عن الحادث. شاركت وكالة سبأ للأنباء اليمنية في تطبيق تيليجرام مقطع فيديو مصور بعد الحادثة. يبدأ الفيديو بإظهار فتاة تبدو هامدة على الأرض ووجهها مغطى بالدماء. ثم يتحرك ليظهر فتاة أخرى، تبدو أيضاً هامدة ووجهها للأسفل، على بعد بضعة أمتار من الأولى.

يُظهر الفيديو بعد ذلك جثتي طفلين معاً على سرير، حيث يقول أحد البالغين إنهما مجرد أطفال عاديين يبحثون عن الحليب لتناوله على الإفطار.

ينتقل الفيديو لعرض لقطات من المستشفى، تتضمن مقابلة مع أحد الشهود تفيد بأن الحادثة التي وقعت في الشرجة تضمنت هجوماً على المنازل حيث قُتلت فتاتان وصبي، جميعهم تحت سن 10 سنوات.

يستمر الفيديو بإظهار لقطات للصبي المتوفى، تليها مقابلة مع مسؤول في المستشفى. ذكر مسؤول المستشفى أنه تم إعلان وفاة الطفلين، وهما فتاة وصبي، لدى وصولهما الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير 2023 حوالي الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي.

وفقاً للتقرير الإخباري الذي أعده المذيع والصحفي المحلي محمد معوضة، والذي يتضمن لقطات مصورة بعد الحادث، كانت شقيقتان وصبي في طريقهم للبحث عن الحليب لتناول الإفطار عندما تعرضوا لهجوم بطائرة مسيرة. في جزء آخر من تقرير محمد معوضة وردت أسماء الضحايا وأعمارهم. بالإضافة إلى ذلك، تم نقل الضحايا إلى مستشفى الجراحي الريفي ومستشفى زبيد، حيث تم توثيق حالاتهم لدى وصولهم.

تضمن مقطع فيديو آخر نشرته قناة المسيرة في تيليجرام – وهي قناة تلفزيونية يمنية يبدو أن حركة أنصار الله أسستها وتملكها– من المستشفى مقابلة مع والد الصبي المتوفى. ذكر في المقابلة أن هجوماً بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ابنه وفتاتين من جيرانه في الشرجة. كما أظهر الفيديو لقطات لطفل مصاب يتلقى العلاج في المستشفى. يظهر الفيديو أيضاً الأطفال وهم في الأكفان.

استناداً إلى اللقطات التي تمت مشاركتها في مقاطع الفيديو في الإنترنت في موقع الحادثة، يبدو أن السكان المحليين في قرية الشرجة يعيشون بشكل أساسي في أكواخ كما هو موضح في الصور أدناه.

واصلت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي تداول الأخبار حول مقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخر نتيجة الهجوم.

shi 3

لقطة شاشة من مقطع فيديو شاركته قناة المسيرة في تيليجرام تظهر نوع المنازل التي يبدو أن السكان المحليين في قرية الشرجة يعيشون فيها. الأرشيف اليمني 30 آذار/مارس 2024.

shi 4

لقطة شاشة من مقطع فيديو تمت مشاركته في صفحة المجاهدين الرسمية في تيليجرام توضح نوع المنزل الذي يعيش فيه السكان المحليون. الأرشيف اليمني 31 آذار/مارس 2024.

تاريخ ووقت الهجوم

تشير الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في الإنترنت حول حادثة الشرجة إلى أنها وقعت خلال ساعات نهار الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير 2023. أظهر البحث المتقدم في تويتر أن أول تغريدة بخصوص الحادثة نشرتها “المسيرة – عاجل”. ذكرت التغريدة أن ثلاثة أطفال استشهدوا وأصيب آخر نتيجة قصف الطيران لقرية الشرجة بمديرية الجراحي. تُظهر أداة TweetedAt أن المنشور تم نشره في 24 كانون الثاني/يناير 2023 الساعة 13:26 بالتوقيت المحلي.

shi 5

لقطة شاشة من بيانات TweetedAt من قناة المسيرة – عاجل، الحساب الأول الذي ذكر الحادثة، تظهر أنها نُشرت بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2023 الساعة 10:26:35 بتوقيت جرينتش (13:26:35 بالتوقيت المحلي). تم التقاط الصورة في 23 مارس 2024

بالإضافة إلى التغريدات المذكورة أعلاه، يظهر مقطع فيديو منشور في وسائل التواصل الاجتماعي مقابلة من المستشفى مع شخص ذكر أن الأطفال وصلوا متوفيين حوالي الساعة 9:30. مع الأخذ بعين الاعتبار توقيت التغريدة الأولى حول الحادثة وتصريح الشخص الموجود في المستشفى، أجرى الأرشيف اليمني تحليل الظل التالي لتقدير توقيت الحادثة بشكل أفضل.

لتحديد توقيت الحادثة، قام الأرشيف اليمني بتحليل ظل زجاجة الحليب الذي يمكن رؤيته قرب الضحية في مقطع فيديو يظهر آثار الهجوم.

shi 6

لقطة من الفيديو الذي تم نشره في الصفحة الرسمية للمجاهدين على تيليجرام. أضاف الأرشيف اليمني القياسات لتحديد طول الظل بالنسبة لزجاجة الحليب بشكل أفضل. الأرشيف اليمني 25 آذار/مارس 2024.

من خلال تحليل إحداثيات القياسات، يبلغ ارتفاع زجاجة الحليب في الصورة حوالي 55 بكسل، ويبلغ طول ظلها حوالي 50 بكسل. بالنظر إلى هذه النسبة القريبة (نسبة طول الظل إلى ارتفاع الجسم تبلغ حوالي 50/55 أو 0.91 تقريباً)، تكون زاوية ارتفاع الشمس أقل بقليل من 45 درجة، لأن زاوية 45 درجة ستعطينا نسبة 1 (حيث الظل الطول يساوي ارتفاع الجسم).

مع أخذ ذلك في الاعتبار، ومعرفة وقت الظهيرة الشمسية في اليمن في يوم الحادثة وهو الساعة 12:20 ظهراً، عندما يكون ارتفاع الشمس في أقصى حد له لهذا اليوم، فيمكن تقدير الوقت الذي تم فيه التقاط الصورة. بالنظر إلى أن زاوية ارتفاع الشمس أقل بقليل من 45 درجة، فإن تصريح الشخص الذي تمت مقابلته في المستشفى حول وصول الأطفال حوالي الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي، والتقرير الأول عن الهجوم المنشور في الساعة 13:26 بالتوقيت المحلي، فالحادثة من المحتمل أنها حدثت في وقت سابق لظهيرة الشمس. باستخدام الفرق في طول الظل وارتفاع الجسم لتحسين الحسابات السابقة، من المقدر أن وقت الحادثة من المحتمل أن يكون قبل الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي وربما قبل الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي.

للحصول على تقدير دقيق، يجب تفسير نسبة البكسل هذه بالنسبة لزاوية ارتفاع الشمس الفعلية باستخدام علم المثلثات ثم حسابها للوقت المقابل من تلك الزاوية. الاحتمال الآخر هو استخدام أداة SunCalc حيث يمكن حساب الوقت بناءً على زاوية الظل، من خلال الموقع الدقيق لزجاجة الحليب المتوفرة. مع ذلك، كما هو موضح أدناه، لا يمكن تقييم الموقع الدقيق لهذا الهجوم بالمعلومات المتاحة في هذا الوقت. بالنظر إلى هذه العوامل، يمكننا القول إن الوقت يسبق الساعة 09:30، إلا الأرشيف اليمني لم يتمكن من تحديد الوقت الدقيق للحادثة وأي وقت محدد به هامش خطأ.

shi 7

لقطة شاشة من موقع dateandtime.info تظهر الظهيرة الشمسية في الحديدة في 24 كانون الثاني/يناير 2023. الأرشيف اليمني 25 آذار/مارس 2024.

الموقع الجغرافي

بناء على الخبر الذي تداوله مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية في فيسبوك – وهو مركز مستقل يهتم بتوثيق جرائم العدوان في اليمن – رجح أن الحادثة وقعت في قرية الشرجة التابعة لمديرية الجراحي بمحافظة الحديدة. بحث الأرشيف اليمني في مواقع الخرائط مثل OpenStreetMap وBing وGoogle وGeoHack، لكنه لم يتمكن من تحديد موقع قرية الشرجة بدقة. بالإضافة إلى ذلك، تشاور الأرشيف اليمني مع خبير محلي يمني فيما يتعلق بالموقع الجغرافي للحادثة.

shi 8

لقطة شاشة لبلدة الجراحي من جوجل إيرث الموجودة بإحداثيات 14.1245014,43.3580148. الأرشيف اليمني 31 آذار/مارس 2024.

من المهم الإشارة إلى أنه في بعض التقارير حول الهجوم، تمت الإشارة إلى قرية الشرجة على أنها منطقة الشرجة. ذكر تقرير إخباري نقلته وكالة الأنباء اليمنية أن الحادث وقع في قريتي دكام والبرودي بمنطقة الشرجة. يتطابق هذا التقرير مع ما اقترحه الخبير اليمني المحلي الذي استشرناه حول المنطقة.

shi 9

لقطة شاشة لقرية البردوي في مديرية الجراحي. الأرشيف اليمني 03 نيسان/أبريل 2024.

shi 10

لقطة الشاشة في الأعلى من برنامج Google Earth Pro تظهر المساحة الجغرافية والهيكلية مقارنة بلقطة شاشة - في الأسفل - مأخوذة من مقطع فيديو تم تصويره أثناء الحادثة. تشير الدوائر الحمراء إلى الأكواخ التي تظهر في لقطة الشاشة من Google Earth Pro وقد تمت إضافتها بواسطة الأرشيف اليمني في 17 نيسان/أبريل 2024. الأرشيف اليمني 03 نيسان/أبريل 2024.

shi 11

لقطة شاشة من Google Earth Pro توضح المنطقة المزعوم أنها الشرجة، المستطيل الأحمر أضافه الأرشيف اليمني في 03 نيسان/أبريل 2024. الأرشيف اليمني 03 نيسان/أبريل 2024.

مقارنة منطقة الشرجة في خرائط جوجل بخط المواجهة في 24 كانون الثاني/يناير 2023 في LiveUMap تضع منطقة الشرجة المذكورة على مقربة شديدة من خط المواجهة. يشير هذا إلى أن المنطقة المتأثرة قد تكون داخل المستطيل الأحمر الذي أضافه الأرشيف اليمني إلى الصورة أعلاه.

shi 12

shi 13

في الأعلى، لقطة شاشة من Google Earth Pro توضح موقع منطقة الشرجة بين منطقة الجراحي ومنطقة حيس مقارنة بلقطة شاشة LiveuaMap، التي توضح مسافة منطقة الشرجة إلى خط المواجهة. أضاف الأرشيف اليمني الصناديق الزرقاء في 17 نيسان/أبريل 2024. الأرشيف اليمني 04 نيسان/أبريل 2024.

نظراً للخصائص الجغرافية للمنطقة وقربها من خط المواجهة، يشير الأرشيف اليمني إلى أن الحادثة ربما وقعت في منطقة الشرجة، كما يشير المربع الأحمر على الخريطة، لكن لم يتمكن من تحديد الموقع الدقيق للحادثة.

الذخائر المستخدمة المحتملة

تداولت قناة اليمن والعين برس والمسيرة ويحيى الأسطى أنباء عن الحادثة تشير إلى أن طائرة مسيرة تابعة للتحالف بقيادة السعودية هاجمت قرية الشرجة وقتلت ثلاثة أطفال وأصابت آخر. لم تحدد التقارير أي معلومات أخرى حول نوع السلاح المستخدم.

شارك تقرير إخباري في الإنترنت لقطات مميزة لطائرة مسيرة، قيل إنها تابعة للتحالف بقيادة السعودية. لم يتمكن الأرشيف اليمني من التحقق من اللقطات المستخدمة في الفيديو إذا كانت من هجوم الشرجة.

shi 14

لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية للمجاهدين في تيليجرام. تظهر الصورة ما يبدو أنه طائرة مسيرة. الأرشيف اليمني 31 آذار/مارس 2024.

ذكر موقع RUSI، وهو موقع يقدم معلومات عن الطائرات المسيرة المسلحة في الشرق الأوسط، أنه رغم امتلاك السعودية لواحدة من أكبر القوات الجوية وأكثرها تقدماً في العالم العربي، إلا أن السعودية قامت بشراء عدد قليل نسبياً من الطائرات المسيرة المسلحة، وكانت من الصين. كما كشفت السعودية عن نوايا طموحة لإنتاج طائرات مسيرة مسلحة بدعم من الصين، ووافقت الصين على بناء مصنع لتصنيع الطائرات المسيرة في السعودية قادر على إنتاج طائرات CH-4 وربما الجيل التالي من طائرات CH-5.

بالإضافة إلى ذلك، يظهر موقع قاعدة بيانات نقل الأسلحة وموقع RUSI أن السعودية تشغل نوعين مختلفين من الطائرات المسيرة، CH-4A وCH-4B Rainbow وWing Loong I & II، وهي نسخة أصغر من CH-4، إلى جانب أنواع الأسلحة التي من الممكن تستخدمها هذه الطائرات.

picture

shi 15

تظهر لقطات الشاشة الطائرات المسيرة التي تستخدمها السعودية في حملتها في اليمن. على الجانب الأيسر طائرة CH-4(D/E) وعلى الجانب الأيمن منظر جانبي للطائرة Wing Loong II. الأرشيف اليمني 31 آذار/مارس 2024.

عند مقارنة صورة الطائرة المسيرة مع فيديو الطائرة المسيرة أعلاه، يشير ذلك إلى أن أحد النوعين قد يكون استُخدم في الحادثة. مع ذلك، نظراً لمحدودية المعلومات مفتوحة المصدر المتاحة في الإنترنت وعدم العثور على أي بقايا سلاح، لم يتمكن الأرشيف اليمني من تحديد نوع الطائرة المسيرة أو السلاح الذي تم استخدامه في هذه الحادثة.

هذه ليست الحادثة الأولى التي تظهر طائرة مسيرة سعودية في المجال الجوي اليمني. في نيسان/أبريل 2019، انتشرت أخبار في تويتر عن خسارة السعودية لطائرة مسيرة من طراز CH-4 فوق اليمن. انتشرت صور بقايا الطائرة المسيرة على نطاق واسع في الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، في تحقيق سابق، وثق الأرشيف اليمني حادثة وقعت في 23 أيار/مايو 2022، بين الساعة 20:50 و20:54 بالتوقيت المحلي. حيث سقطت طائرة بدون طيار من طراز CH-4B صينية الصنع في شارع مزدحم بالمدنيين قرب دوار الرويشان في أمانة العاصمة. أسفر ذلك عن مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم امرأة وشاب من الجنسية السورية.

الأضرار المادية

بالإضافة إلى وفاة ثلاثة أطفال وإصابة رابع، أظهر مقطع فيديو نشرته قناة المسيرة في تيليجرام بقرة مصابة جراء الحادثة. تُظهر الصورة أدناه ما يبدو أنه جروح في ظهر البقرة، من المحتمل أن يكون سببها شظية.

shi 16

لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته قناة المسيرة في تيليجرام، تظهر بقرة مصابة جراء الحادث. أضاف الأرشيف اليمني العلامات الخضراء في 17 نيسان/أبريل 2024. الأرشيف اليمني في 30 آذار/مارس 2024.

لم يتمكن الأرشيف اليمني من تحديد ما إذا كان الهجوم تسبب بأضرار مادية أخرى في المنطقة بسبب محدودية المعلومات المرئية مفتوحة المصدر.

المسؤول المحتمل

في 24 كانون الثاني/يناير 2023، أشارت معلومات مفتوحة المصدر حول الحادثة التي أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخر في قرية الشرجة إلى طائرة مسيرة تابعة للتحالف بقيادة السعودية باعتبارها مسؤولة عن الحادثة.

في المقابلات التي أجريت مع أولياء الأمور والسكان المحليين، تشير جميعها إلى أن طائرة مسيرة تابعة للقوات السعودية كانت مسؤولة عن الحادثة. أدانت وزارة حقوق الإنسان في اليمن – وزارة حقوق الإنسان إحدى وزارات الحكومة اليمنية المتخصصة في حقوق الإنسان – الحادثة واتهمت السعودية بالمسؤولية عنها وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.

أدان إداريون في محافظة الحديدة، الهجوم الذي شنته القوات السعودية بطائرات مسيرة الثلاثاء 24 آذار/مارس 2023، في منطقة الشرجة بمديرية الجراحي، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة عدة آخرين.

في نفس يوم الحادثة، نشرت الصحافة اليمنية أخباراً تتعلق بحوادث أخرى في المناطق المجاورة مثل الجبلية وحيس، حيث ورد أن طائرة استطلاع سعودية متورطة.

بالإضافة إلى ذلك، وفي نفس يوم الحادثة، تداولت حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً عن الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها القوات السعودية في محافظة الحديدة. أفاد مسؤولو الارتباط بحدوث 240 خرقاً من قبل القوات السعودية في الحديدة، منها 10 غارات جوية استطلاعية على حيس والجراحي والجبلية. مسؤولو الارتباط هم مراقبين من الجيش اليمني وأنصار الله الحوثيين، شكلتهم بعثة الأمم المتحدة الخاصة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة، وتم توزيعهم على خمس نقاط مراقبة.

نشر موقع كرادل مقالاً في 24 كانون الثاني/يناير 2023، يفيد بأن التحالف بقيادة السعودية نفذ هجوماً على قرية الشرجة، أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال، وإصابة آخر. كما ذكر المقال حادثة أخرى وقعت في اليوم السابق، 23 كانون الثاني/يناير 2023، في مديرية شداء بصعدة، أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة أربعة. قال المقال أن تصريح المتحدث باسم التحالف تركي المالكي نفى تورط التحالف الذي تقوده السعودية في هذه الضربات. إلا أن الأرشيف اليمني لم يتمكن من العثور على أي بيان رسمي من التحالف بقيادة السعودية بخصوص حادثة الشرجة أو حتى البيان الذي ذكره موقع كرادل.

تعارضت المعلومات أعلاه مع ما ورد في بعض التقارير الإخبارية التي نشرتها مصادر 24 والساحل نت ونيوزيمن، حيث اتهمت جماعة أنصار الله الحوثيين بالهجوم. بحسب هذه التقارير، فإن السبب وراء الهجوم هو أن قوات أنصار الله الحوثية كانت تحاول مصادرة أرض من مالك أرض محلي. ذكرت التقارير أن محمد فتيني جلمود، الموالي لجماعة أنصار الله الحوثية، هدد أهالي قرية الشرجة وطلب منهم المغادرة. لم يتمكن الأرشيف اليمني من تأكيد هذا الادعاء.

الضحايا

أفاد المنشور الأول الذي تم تداوله في فيسبوك حول الحادثة بمقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخر. ذكرت تغريدات في تويتر حول الحادثة، جميعها نفس العدد من الضحايا، بمقتل ثلاثة أطفال وإصابة آخر.

بالإضافة إلى ذلك، شاركت التقارير الإخبارية أسماء وأعمار وصور الأطفال المتوفين: شقيقتان، 13 و10 سنوات، وصبي يبلغ من العمر 9 سنوات. كما تداولت منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن إصابة طفل رابع. أظهر مقطع فيديو تم تداوله في تيليجرام، لقطات للطفل المصاب وهو يتلقى العلاج في المستشفى.

تمت مقابلة أهالي الأطفال في المستشفى وفي القرية. كما نشر تقرير تلفزيوني لقطات لامرأة، يبدو أنها والدة الأطفال، وهي تبكي. كما تضمن الفيديو مقابلة مع والد الطفل المصاب في المستشفى.

في 24 كانون الثاني/يناير 2023، يوم الحادثة، نشر المركز الإعلامي لأنصار الله أخباراً حول إجمالي عدد الضحايا الناجمة عن تصرفات القوات السعودية في اليمن، حيث ذكر أن 50025 شخصاً قتلوا أو أصيبوا.

بناءً على المعلومات المرئية مفتوحة المصدر التي تم جمعها الأرشيف اليمني وتحقق منها، قُتل ثلاثة أطفال - فتاتان وصبي - وأصيب صبي آخر.

خلاصة

خلص تحليل المعلومات والمحتوى المرئي مفتوح المصدر الذي تمت مشاركته في الإنترنت والذي جمعه الأرشيف اليمني حول الحادثة التي وقعت في منطقة الشرجة إلى أنه يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير 2023، قبل الساعة 09:30 بقليل، شن التحالف الذي تقوده السعودية غارة محتملة بطائرة مسيرة على منطقة الشرجة. مما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال، فتاتين وصبي، وإصابة صبي آخر، جميعهم دون سن 13 عام. قبل الحادثة، كانت المواجهات العسكرية تتزايد في المنطقة، حيث يبدو أن تقع بالقرب من الخطوط الأمامية. في حين تشير المعلومات إلى التحالف بقيادة السعودية باعتباره مرتكب الهجوم المحتمل، فإن الافتقار إلى المحتوى المرئي جعل إسناد المسؤولية أمراً صعباً. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد تعقيدات تحديد المسؤولية في مناطق النزاع على الحاجة إلى التدقيق المستمر، وتعزيز الأدلة، والنظر في التقارير الخارجية لفهم أكثر شمولاً للحادثة. نظراً لأن بعض جوانب التحقيق لا تزال غير حاسمة، مثل تحديد الموقع الجغرافي الدقيق لهذا الهجوم، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص المعلومات المرئية، فمن المهم الاستمرار في الحفاظ على الأدلة عبر قنوات مفتوحة المصدر تتعلق بالحادثة في محاولة لتسهيل التحقيقات المستقبلية ولضمان الوصول إلى المعلومات، وتقديم الحقيقة لعائلات الضحايا والناجين - الذين لم يتم اقتراح أي شكل من أشكال التعويضات لهم وسط مناشداتهم للمجتمع الدولي لوضع حد للهجمات العشوائية على المدنيين.

الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي – مهاجمة المدنيين والأعيان المدنية

القانون الإنساني الدولي

السياق ذو الصلة بهذا التحقيق هو أن اليمن لا يزال يعاني من نزاع مسلح غير دولي. في القانون الإنساني الدولي، المعروف أيضاً بقانون النزاعات المسلحة، مبدأ التمييز هو حجر الزاوية ويفرض على جميع أطراف النزاع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين والأعيان المدنية. تنص القاعدة 1 والقاعدة 7 من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، على أنه يجب ألا تكون الهجمات موجهة ضد المدنيين، ويجب عدم مهاجمة الأعيان المدنية إلا لتحقيق أهداف عسكرية. هو انتهاك للمادة 3 من اتفاقية جنيف والبروتوكول الإضافي (الثاني).

في موضوع مشروعية التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها أمام محكمة العدل الدولية، استشهدت عدة دول بمبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية. ذكرت المحكمة في رأيها أن مبدأ التمييز هو أحد “المبادئ الأساسية” للقانون الإنساني الدولي في جميع النزاعات. كما تم التأكيد على مبدأ التمييز مؤخرًا في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2624 (2022) الذي أدان بشدة الأطراف لتوجيه الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن.

تشير المعلومات المتوفرة إلى أن المنزل الذي أصيب في هذه الحادثة لم يكن هدفاً مشروعاً للهجوم، إذ لا يبدو أنه كان هدفاً عسكرياً أو يُستخدم لتحقيق أهداف عسكرية. علاوة على ذلك، تشير الخسائر والإصابات المتعددة في صفوف المدنيين الموثقة إلى انتهاك الحماية القانونية للمدنيين.

القانون الجنائي الدولي

قد تخضع الهجمات غير القانونية على الأهداف المدنية للمحاكمة بموجب القانون الجنائي الدولي. على وجه الخصوص، المادة 8 (2) (هـ) (ط) من نظام روما الأساسي، والتي تتعلق بجريمة الحرب المتمثلة في مهاجمة المدنيين أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية. مع ذلك، فإن الفرص الحالية لمتابعة المسؤولية الفردية عن الجرائم الدولية المرتكبة في اليمن محدودة ومن الأفضل العثور عليها في أنظمة المحاكم الجنائية المحلية في دول ثالثة.

القانون الدولي لحقوق الإنسان

بالإضافة إلى ذلك، تقييم القانون الدولي لحقوق الإنسان ذو صلة، وخاصة بشأن الحق في الحياة وحماية الأطفال. يحمي القانون الدولي لحقوق الإنسان الحق في الحياة لجميع الأفراد، بما في ذلك الأطفال - وهذا هو الأكثر أهمية على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل. تحمي اتفاقية حقوق الطفل، التي تم التوقيع والتصديق عليها من قِبل من اليمن والسعودية، الأطفال قانونياً من الأذى وتعزز حقهم في البقاء والنمو.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية