logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

قصف سوق في مدينة تعز القديمة بمحافظة تعز

١١ تموز ٢٠٢٣

قصف سوق في مدينة تعز القديمة بمحافظة تعز

اطبع المقال

ملخص الحادثة:

  • الحادثة: قصف سوق في مدينة تعز القديمة بمحافظة تعز
  • الموقع: سوق اللقمة بالباب الكبير مديرية المظفر، محافظة تعز
  • التاريخ: 3 يونيو/حزيران 2016
  • التوقيت: بين الساعة 03:20 و 3:32 مساءً بالتوقيت المحلي
  • النوع: قصف مدفعي
  • الذخيرة المحتملة: هاوتزر عيار 122 ملم
  • الضحايا: 9 قتلى، بينهم طفل وامرأتان، وإصابة 11 بينهم طفل وامرأتان
  • المسؤول المحتمل: قوات الحوثي-صالح

المقدمة :

في مساء 3 يونيو/حزيران 2016، قُصف سوق شعبي مزدحم في مدينة تعز القديمة بمديرية المظفر بمحافظة تعز، بقصف مدفعية مزعوم، ضمن سلسلة من الهجمات على المدينة. تسبب القصف على السوق في سقوط ضحايا من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

عن المنطقة:

تقع مدينة تعز القديمة في مديرية المظفر بمحافظة تعز. يوجد بالمدينة عدة بوابات رئيسية منها باب موسى والباب الكبير. يقع سوق اللقمة على بعد 130 متر من الباب الكبير. يتسوق سكان المدينة القديمة من هذا السوق على مدار العام. يقع السوق على طريق يربط الجزء الشرقي من المدينة القديمة بباقي مدينة تعز. كل يوم يمر آلاف المدنيين على هذا الطريق.

كانت مدينة تعز القديمة من المناطق التي لم تصلها المواجهات المسلحة وكانت ضمن المنطقة الجغرافية الخاضعة لسيطرة الجيش الحكومي والمقاومة الشعبية منذ الأيام الأولى للحرب باستثناء قلعة القاهرة التاريخية، التي كانت تحت سيطرة جماعة الحوثي-صالح لموقعها الاستراتيجي المطل على المدينة. سيطرت المقاومة الشعبية الموالية لحكومة اليمن المعترف بها دولياً على قلعة القاهرة في أغسطس 2015.

figure a100

الصورة 100A صورة أقمار صناعية من خرائط غوغل، تظهر قلعة القاهرة المطلة على المدينة القديمة وباب موسى (المدخل الغربي) والباب الكبير (المدخل الشرقي).

الحادثة:

في صباح 3 يونيو/حزيران 2016، اندلعت مواجهات عسكرية شرق مدينة تعز، استمر خلالها قصف الأحياء السكنية حتى منتصف الليل. وفي ساعات المساء، سقطت إحدى القذائف على سوق اللقمة قرب الباب الكبير المدخل الشرقي لمدينة تعز القديمة، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء.

figure a101

الصورة 101A لقطة شاشة لمنشور طارق فؤاد البنا في فيسبوك

يصف هذا المنشور في فيسبوك وقوع مجزرة في سوق الباب الكبير المزدحم وسط مدينة تعز، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. وزعم أن مواجهات عنيفة اندلعت صباح ذلك اليوم في حي الكمب شرقي المدينة.

figure a102

الصورة 102A لقطة شاشة لمنشور قضية تعز في فيسبوك

يدعي هذا المنشور في فيسبوك أن مليشيات الحوثي وقوات صالح أطلقت في تعز خمس قذائف منفصلة أصابت المسبح والمدينة القديمة. وسقطت آخر هذه القذائف على حي الضربة بجوار جامع الرحمن وعالم الماركات مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص.

figure a103

الصورة A103 لقطة شاشة لمنشور سالم الزبيري في فيسبوك

يزعم هذا المنشور في فيسبوك أن قذيفة سقطت في شارع 26 المزدحم، أمام البنك اليمني للإنشاء والتعمير في تعز، وتقول إنه كانت هناك تقارير عن وقوع إصابات.

figure a104

الصورة A104 لقطة شاشة لمنشور محمد مهيوب أحمد علي في فيسبوك

يزعم هذا المنشور في فيسبوك أن قذيفة هاون سقطت في شارع 26 في تعز، وأن 4 أصيبوا، بينهم طفل كان يبيع البترول.

figure a105

الصورة A105 لقطة شاشة لمنشور جمال الأسمر في فيسبوك

يقول هذا المنشور في فيسبوك أنه “حتى المساجد لم تسلم في تعز اليوم”، ويدعي أن 3 قذائف أصابت المسجد خلال 15 دقيقة، وأن الصورة المعروضة من مسجد جمال الدين بحارة إسحاق بتعز.

figure a106

الصورة A106 لقطة شاشة لمنشور فارس الأثوري في فيسبوك

يذكر هذا المنشور على فيسبوك أنه في وقت نشره، تم تنفيذ قصف عشوائي عنيف في تعز بقلعة القاهرة.

تحديد الموقع الجغرافي للحادثة:

استناداً إلى المحتوى المرئي في مقاطع فيديو يوتيوب لقناة الجزيرة مباشر وتلفزيون بلقيس التي أظهرت السوق، حدد الأرشيف اليمني مكان سقوط القذيفة عند الإحداثيات: 13.572639, 44.011874 ، 130 متر جنوب الباب الكبير داخل سور مدينة تعز القديمة.

figure a107

الصورة 107A لقطات من مقاطع فيديو يوتيوب لقناة الجزيرة مباشر وتلفزيون بلقيس، وصورة أقمار صناعية من غوغل إيرث توضح موقع السوق في وسط مدينة تعز

تاريخ ووقت الحادثة:

نشر فارس الأثوري في فيسبوك صورة تظهر لحظة سقوط قذيفة في المدينة. من خلال تحليل الصورة يتضح أن الدخان كان يتصاعد من سوق اللقمة خلف الباب الكبير. كان منشور الأثوري واحداً من أول التقارير حول الحادثة في 3 يونيو/حزيران 2016 الساعة 03:32:55 مساءً، بناءً على أداة تحليل Unix Timestamp Converter. المدى الزمني للقصف بين الساعة 03:20:00 - 03:32:55 مساءً بالتوقيت المحلي.

figure a108

الصورة 108A لقطة شاشة لمنشور فارس الأثوري في فيسبوك

يقول هذا المنشور في فيسبوك أنه في وقت نشره كان هناك قصف كاتيوشا على مدينة تعز.

figure a109

الصورة A109 لقطة شاشة من Unix Timestamp Converter، تظهر وقت نشر المنشور في الساعة 03:32:55 مساءً، 3 يونيو/حزيران 2016

figure a110

الصورة A110 صورة القمر الصناعي من غوغل إيرث، وصورة من منشور فارس الأثوري في فيسبوك توضح موقع تأثير المقذوف. يمكن رؤية الدخان في الصورة

يتزامن 3 يونيو/حزيران مع 27 من شهر شعبان في التقويم الإسلامي، أي قبل ثلاثة أيام من بداية شهر رمضان، والذي يعتبره المسلمون شهراً للصيام. كما ذكر مراسل الجزيرة في هذا الفيديو، فإن الأسواق في الأيام التي سبقت بداية شهر رمضان تزدحم بشدة بالناس الذين يشترون المواد الغذائية والسلع لتجهيزات رمضان. في اليمن، يبدأ وقت الذروة للتسوق بعد الساعة 3 مساءً، مما يعني أن السوق وقت الهجوم كان في ذروته.

الذخيرة المحتملة:

لم يتم العثور على صور أو مقاطع فيديو لبقايا المقذوف من خلال تحليل محتوى المصدر المفتوح المتعلق بهذا الحادث. مع ذلك، تظهر عديد من التقارير الإخبارية مدى الدمار في الأرصفة الحجرية على بعد 6-8 أمتار من نقطة التأثير. تظهر لقطات الشاشة أدناه من التقارير كيف تناثر الحطام حول الموقع. بناءً على تحليل هذه المصادر المفتوحة، يبدو من غير المحتمل أن تكون القذيفة قذيفة هاون.

أدناه، في الصورة A111، لقطات شاشة من مقاطع فيديو لقناة يمن شباب، وتلفزيون بلقيس، وتلفزيون بلقيس 2، وأخبار الشارقة 24، وصور من خالد فؤاد البنا، وصورة قمر صناعي من غوغل إيرث، توضح كيفية انتشار الشظايا جنوباً وغرباً وفي الجنوب الشرقي. يبدو أن هذا يتناقض مع الكيفية التي يمكن أن تتطاير بها قذيفة الهاون في جميع الاتجاهات.

figure a111

الصورة A111

من خلال تتبع الحوادث في نفس اليوم في مدينة تعز، وجدنا أن منشور طه صالح (الشكل A112) شارك معلومات حول قذيفة ثانية سقطت بعد دقائق بالقرب من السوق. قال الصحفي أحمد الباشا من تعز، الذي وثق الحادث في سوق اللقمة، إن القذيفة الثانية أصابت الدرج المؤدي إلى سطح مدرسة حائل للبنات. يبدو أن المكان الذي سقطت فيه القذيفة يقع على الإحداثيات 13.571071, 44.009967 على بعد 240 متر من السوق.

figure a112

الصورة A112 لقطة شاشة لمنشور طه صالح في فيسبوك

يقول هذا المنشور في فيسبوك أنه عندما ذهب لتصوير القذيفة الأولى في المدينة القديمة (تعز)، سقطت القذيفة الثانية بجواره وبجوار المدنيين الآخرين. ووصف الهجمات بأنها مذابح شنيعة أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ووصف حالة الرعب والخوف في المدينة.

figure a113

الصورة 113A صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث، توضح المسافة بين مدرسة مجمع حائل وسوق اللقمة

حوالي الساعة 10:00 من مساء اليوم نفسه، سقطت قذيفة ثالثة غير منفجرة على مسجد جمال الدين، على بعد 84 مترا من السوق. أظهر فحص تحليل المصدر المفتوح دليلاً على أن القذيفة غير المنفجرة كانت قذيفة هاوتزر قديمة عيار 122 مم من نوع OF-462A. من خلال مقارنة الدليل المرئي للقذيفة من المسجد (الصورة 113A) بصور مدافع هاوتزر عيار 122 ملم (الصورة 114A)، وجد فريق الأرشيف اليمني أنها تشبه مدافع هاوتزر عيار 122 ملم. شكلت المواقع الثلاثة المتأثرة (المدرسة - السوق - المسجد) خطاً مستقيماً، مع انحراف أفقي ضئيل وفرق في المسافة العمودية. تشير دقة مسار القذائف الثلاث إلى أن المواقع الثلاثة قد قصفت بمدافع الهاوتزر، خلافاً لما أشارت إليه بعض المصادر من أن القذيفة التي أصابت السوق هي صاروخ كاتيوشا (بي إم 21 غراد). صواريخ الكاتيوشا “أسلحة عمياء” تفتقر إلى الدقة.

figure a114

صورة 114A صورة من حساب أنيس الشاعر في فيسبوك، تظهر القذيفة التي سقطت على مسجد جمال الدين ولم تنفجر

figure a115

الصورة 115A صورة من حساب فيسبوك 1939-45 Collectibles Ammunition ، تُظهر المقذوفات 122 مم OF-462 و O-462A

figure a116

الصورة A116 صورة القمر الصناعي من غوغل إيرث، تظهر مواقع التأثير الثلاثة في خط مستقيم، في نفس اليوم الذي تم فيه قصف السوق

الضحايا:

وردت أنباء عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في مناطق متفرقة من مدينة تعز. اختلف العدد التقديري لضحايا سوق اللقمة. لكن تقريراً للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان حول حادثة السوق، أفاد بمقتل 9 مدنيين بينهم طفل وامرأتان، وإصابة 11 مدنيا بينهم طفل وامرأتان.

القتلى:

figure a117

الصورة 117A لقطة شاشة من تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان تظهر تفاصيل القتلى في سوق اللقمة

الإصابات:

figure a118

الصورة 118A لقطة من تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان تظهر تفاصيل المصابين في سوق اللقمة

المسؤول المحتمل:

كما ذكرنا سابقاً، دعم تحليل فريق الأرشيف اليمني للأدلة مفتوحة المصدر النتائج التي تفيد بأن القذائف الثلاث سقطت في خط عمودي مستقيم، مما يعني أنها جاءت من نفس المدفع. تظهر صورة من منشور أنيس الشاعر في فيسبوك (الصورة A119 أدناه) داخل المسجد زاوية اصطدام المقذوف وسجاد الصلاة مع نقوش تشير إلى الاتجاه الشمالي الغربي.

figure a119

الصورة 119A

سجاد الصلاة في المساجد عليها نقش يشير إلى المحراب (محراب في جدار مسجد). المحراب يشير إلى القبلة/الاتجاه نحو مدينة مكة في السعودية. يمكن تحديد موقع القبلة في مدينة مكة باستخدام Google Qibla Finder. بناءً على اتجاه القبلة إلى الشمال الغربي من موقع التأثير، وزاوية تأثير القذيفة، حدد تحليل محتوى المصدر المفتوح أن القذيفة أتت من الشمال الشرقي وعلى طول الخط المستقيم الذي يربط مواقع التأثير الثلاثة.

figure a120

الصورة A120 سجادة الصلاة في المساجد عليها نقش يشير إلى القبلة في مدينة مكة. لقطة شاشة من Google Qibla Finder ، تُظهر مكة شمال غرب موقع التأثير في مسجد جمال الدين

figure a121

الصورة A121 صورة القمر الصناعي من غوغل إيرث وصورة من حساب أنيس الشاعر في فيسبوك توضح مسار القذيفة (أصفر) واتجاه القبلة/الشمال الغربي (أزرق)

خطوط الاشتباك بين الحكومة اليمنية وقوات المقاومة الشعبية من جهة وقوات الحوثي-صالح تبعد كيلومترين على طول الخط من موقع السوق. هذه المنطقة تحت سيطرة الحكومة اليمنية وقوات المقاومة الشعبية. فيما تخضع بقية المنطقة، بما في ذلك المرتفعات والمخيمات، على طول الخط نفسه لمطار تعز الدولي، لسيطرة الحوثيين.

figure a122

الصورة A122 تُظهر هذه الصور ما يُزعم أنه ضرر ناتج عن هذا الهجوم المحدد على المسجد والسوق. الصورة العلوية مأخوذة من منشور في فيسبوك للمسجد بعد الهجوم. الصورة اليسرى السفلية للسوق مأخوذة من يمن شباب ون، والصورة السفلية اليمنى للسوق من قناة بلقيس.

figure a123

الصورة A123 صورة القمر الصناعي من غوغل إيرث، توضح مسار القذيفة (أصفر) واتجاه القبلة / الشمال الغربي (أبيض)

تظهر صورة القمر الصناعي أدناه خطوط الاشتباك بين الحكومة اليمنية وقوات المقاومة الشعبية من جهة وقوات الحوثي-صالح من جهة أخرى على بعد كيلومترين على طول الخط من موقع السوق. هذه المنطقة تحت سيطرة الحكومة اليمنية وقوات المقاومة الشعبية. فيما تخضع بقية المنطقة، بما في ذلك المرتفعات والمخيمات، على طول الخط نفسه لمطار تعز الدولي، لسيطرة الحوثيين.

figure a124

الصورة A124 صورة القمر الصناعي من غوغل إيرث، والتي توضح مناطق السيطرة العسكرية وخطوط الاشتباك. اللون البني: الحوثيون. اللون الأبيض: الحكومة المعترف بها دولياً وقوات المقاومة الشعبية

مع استمرار المواجهات العسكرية على الجبهة الشرقية لمدينة تعز، في 3 يونيو/حزيران 2016، ضربت قوات الحوثي-صالح على ما يبدو قلعة القاهرة التي استخدمت كموقع عسكري منذ بداية الحرب وبجوار مدرسة حائل التي فيها القذيفة الثانية بعد القذيفة في السوق. مدرسة حائل نقطة تجمع للمقاومة الشعبية بقيادة أبو العباس. يشير ذلك إلى أن الحوثيين كانوا مسؤولين عن الهجوم.

الخلاصة

قدم تحليل التوثيقات مفتوحة المصدر أدلة داعمة محتملة لاستنتاج أن قوات الحوثي-صالح من المحتمل أن تكون قد قصفت بشكل مباشر بمدافع هاوتزر 122 ملم مسجداً في مدينة تعز القديمة بمحافظة تعز، مساء يوم 3 يونيو/حزيران 2016. لأن السوق والمدرسة كانا على نفس المسار من المسجد، يقدم تحليل الأرشيف اليمني أدلة داعمة محتملة لمدافع هاوتزر عيار 122 ملم قصفت السوق والمدرسة أيضاً. مع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لتوضيح ذلك بشكل قاطع. الصورة الوحيدة للذخيرة التي حصل عليها فريق الأرشيف اليمني كانت داخل المسجد، لأنها لم تنفجر. انفجرت الذخيرة التي أصابت السوق والمدرسة، ولم يتم العثور على أي دليل مرئي على مخلفات الذخيرة في موقعي الارتطام الأولين. بحسب ما ورد أسفر الهجوم على السوق عن مقتل 9 مدنيين، بينهم نساء وطفل، وإصابة 11 مدنياً، بينهم نساء وطفل.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية