logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

قصف السجن الاحتياطي في صعدة

٢ آذار ٢٠٢٢

السجن الاحتياطي (معسكر الأمن المركزي سابقاً) مديرية سحار بمحاذاة حدود مدينة صعدة مركز محافظة صعدة.

اطبع المقال

  • الحادثة: قصف السجن الاحتياطي في صعدة
  • نوع الهجوم: غارات جوية
  • الموقع: السجن الاحتياطي (معسكر الأمن المركزي سابقاً) مديرية سحار بمحاذاة حدود مدينة صعدة مركز محافظة صعدة.
  • التاريخ: 21 كانون الثاني/يناير 2022
  • التوقيت: بين الساعة 00:50 - 02:30 بعد منتصف الليل
  • الضحايا: 91 قتيل، 236 مصاب.
  • الذخائر المحتملة: غير معروفة (مصداقية الأدلة المتوفرة تقبل الشك)
  • المسؤول المحتمل: التحالف العربي بقيادة السعودية

ماذا حدث ومتى؟

في ساعات الفجر الأولى من يوم الـ 21 كانون الثاني/يناير 2022، نقل تلفزيون المسيرة التابع لجماعة “أنصار الله” الحوثيين، مشاهد دموية لضحايا تحت الأنقاض، بعد غارات جوية استهدفت عنابر تكتظ بمئات النزلاء في السجن الاحتياطي -معسكر الأمن المركزي سابقًا- في محافظة صعدة شمال اليمن، حسب قناة المسيرة الفضائية. حدث الهجوم عقب أقل من ساعة من إنقطاع خدمة الانترنت عن عموم البلاد.

حول المنطقة:

يقع السجن الإحتياطي (معسكر الأمن المركزي سابقًا) شمال مديرية سحار على الحدود الإدارية مع مدينة صعدة مركز المحافظة، على بعد 2.5 كم تقريبًا جنوب مطار صعدة الدولي.

محافظة صعدة المحاددة للمملكة السعودية في حدود اليمن الشمالية، تعد المعقل الرئيس لجماعة “أنصار الله” الحوثيين ومعظم قياداتها، أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية في آيار/مايو 2015، هدفًا عسكريًا إلى جانب منطقة مران.

تعرضت المحافظة لغارات جوية عنيفة منذ اليوم الأول من بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن تحت مسمى “عملية عاصفة الحزم”، شملت معسكرات ومباني حكومية وبنى المحافظة التحتية بما في ذلك معسكر الأمن المركزي، والذي تحول في منتصف عام 2020 إلى مركز اعتقال تابع لسلطات الحوثيين تحت مسمى “السجن الاحتياطي بصعدة”.

1 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Maps، مدينة صعدة مركز المحافظة.

ماذا حدث:

في 21 كانون الثاني/يناير 2022، تداولت منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، وقنوات فضائية، أنباءًا عن تعرض السجن الإحتياطي في صعدة، لغارات جوية من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، أوقعت عشرات الضحايا النزلاء بينهم مهاجرين.

2 لقطة شاشة تغريدة بعثة “أطباء بلا حدود” على تويتر.

3 لقطة شاشة تغريدة قناة “الجزيرة -عاجل” على تويتر

نفي التحالف:

قال العميد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي لقوات التحالف ، في بيانٍ له عدم إدراج مركز الاحتجاز في صعدة “الهدف محل الادعاء” ضمن قوائم عدم الاستهداف (NSL) وفقًا للاستراتيجية المعتمدة لدى مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في اليمن (OCHA) ولم يبلغ به من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) ،فيما يذكر أيضًا عدم تطابق معايير الهدف مع الأحكام الواردة في القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

وذكر الفريق المشترك لتقييم الحوادث في ٢٧ يناير/كانون الثاني ٢٠٢٢ استمرار متابعته لجميع نتائج العمليات في اليمن وأنه باشر التحقيق حول الحادثة عبر جمع الحقائق والمعلومات المتعلقة، مؤكدًا مشاركته النتائج فور اكتمالها.

توقيت الهجوم:

استهداف السجن الاحتياطي في صعدة جاء بعد ساعات من غارات طيران التحالف على مبنى الاتصالات في الحديدة والذي أدى إلى خروج خدمة الإنترنت في عموم المحافظات اليمنية بعد ساعتين ونصف من الهجوم عليه، انقطعت على إثره المعلومات الواردة من قبل المواطنين المحليين وإمكانية تحليل الطابع الزمني للمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي.

آخر ما تم نشره قبل انقطاع الانترنت من قبل مغردين محليين ( أحمد سعيد - ابو جبران - ق (بديل) ) على تويتر، معلومات تفيد بوجود تحليق للطيران في سماء محافظة صعدة بين الساعة 11:59 قبل منتصف الليل - والساعة الـ 12:48 دقيقة بعد منتصف الليل- قبل دقائق من خروج خدمة الإنترنت-، فيما غرد حساب سعودي يدعى “mohammed” -ردًا على مستخدم آخر- عند الساعة 12:52، مفيدًا أن طيران التحالف شن غارات جوية على صعدة.

4 لقطة شاشة تغريدة “أحمد سعيد” على تويتر

5 لقطة شاشة تغريدة “ابو جبران” على تويتر.

6 لقطة شاشة تغريدة حساب “ق (بديل)” على تويتر.

7 لقطة شاشة تغريدة “Mohammed” على تويتر.

وبحسب تصريحات رئيس بعثة “منظمة أطباء بلا حدود” في اليمن، وإفادات حراسة السجن الاحتياطي في فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب، ترواح توقيت القصف بين الساعة 02:00 - 02:30 بعد منتصف الليل، فيما أظهر كشف استقبال الحالات في فيديو آخر لـ “الميسرة مباشر” توقيت استقبال أول حالة عند الساعة 01:36 من شاشة جهاز الاستقبال في مستشفى الجمهوري بصعدة.

8 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب، يظهر الفيديو كشف استقبال ضحايا الهجوم على السجن الاحتياطي في مستشفى الجمهوري.

بناءًا على معلومات التحليق والقصف في تغريدات المستخدمين على تويتر، إلى جانب توقيت استقبال أول ضحايا القصف وشهادات حراس السجن الاحتياطي يمكننا تحديد النطاق الزمني المحتمل لاستهداف السجن بين الساعة 00:50 - 02:30 فجر يوم الـ 21 من كانون الثاني/يناير 2022.

الموقع الجغرافي:

أظهر المحتوى البصري من داخل السجن الاحتياطي في فيديو قناة “المسيرة مباشر”، وصور من حساب “سكمشا يمن| SCMCHA YEMEN” على تويتر، أربعة مباني في موقعين مختلفين تعرضت للاستهداف وهما العنبرين الأول والثاني ، والعنبرين السابع والثامن وفقاً للمسميات المعتمدة من قبل حراسة السجن.

بمقارنة الأدلة البصرية مع صور الأقمار الصناعية من Google Earth، وصور أقمار صناعية حصرية للأرشيف اليمني قمنا بتحديد موقع المباني المتضررة وهما العنابر رقم 1 و 2 عند إحداثية: 16.931354, 43.732876، والعنابر رقم 7 - 8 عند إحداثية: 16.929937, 43.730558

لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر”

9 صورة عبر الأقمار الصناعية حصرية بالأرشيف اليمني. للسجن الاحتياطي في صعدة بعد الهجوم، تظهر الدمار الناجم عن الضربات الجوية وتطابق المعالم مع الأدلة البصرية في مشاهد ما بعد الاستهداف.

لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” صور من حساب “سكمشا يمن| SCMCHA YEMEN” على تويتر

11 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth.

طبيعة الموقع المستهدف:

الموقع المستهدف كان سابقاً معسكرًا للقوات الخاصة -الأمن المركزي سابقًا- في صعدة كما تظهر معلومات الموقع فيGoogle Map. قبل أن يتحول لسجن احتياطي للمهاجرين وسجناء محليين.

12

في السابق، تعرض المعسكر لهجمات جوية متعددة منذ مارس/آذار 2015 وحتى مارس/آذار 2018 شملت كل المباني تقريبًا مع تفاوت في حجم ونوع الضربات كما تظهر صور الأقمار الصناعية الأرشيفية لـ Google Earth.

أول استهداف 27 آذار/مارس 2015 ثاني استهداف مايو - 2015

13 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ آيار/مايو 2015

14 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ تموز/يوليو 2017

15 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ آذار/مارس 2018

في يونيو/حزيران 2020 ظهر أول استحداث في المعسكر ببناء سور من الطوب الاسمنتي يحيط بالمبنى الغربي، وفي النصف الثاني من كانون الأول/ديسمبر من نفس العام، بدأ إصلاح العنبر الأول وترميم الأضرار الناتجة عن القصف.

16 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ حزيران/يونيو 2020

17 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ 30-12-2020

أظهرت آخر الصور الأرشيفية المتوفرة في Google Earth، بتاريخ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، إضافة أسوار ومباني حديثة مع بعض النقص في الإنشاءات التي ظهرت في مشاهد ما بعد الهجوم، ما يعني أن الاستحداثات استمرت حتى نهاية العام 2021، أي قبل وقت قصير من الهجوم.

لقطة شاشة من فيديو المسيرة مباشر - صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth

في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، نشر “وليد علي عمر الكثيري” على منصة فيسبوك، منشورًا لتوجيهات رئيس نيابة صعدة وجه فيه بحجز متهمين في السجن الاحتياطي، ما يعني أن المعسكر منذ ذلك الحين تحول فعليًا إلى سجن ويستقبل النزلاء.

19 لقطات شاشة منشور حساب “وليد عمر الكثيري” على فيسبوك، تظهر وثائق صادرة من نيابة استئناف محافظة صعدة تطالب بالقبض على متهمين وإدارجهم في الحجز أو السجن الإحتياطي، بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

19 1 لقطات شاشة منشور حساب “وليد عمر الكثيري” على فيسبوك، تظهر وثائق صادرة من نيابة استئناف محافظة صعدة تطالب بالقبض على متهمين وإدارجهم في الحجز أو السجن الإحتياطي، بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

زيارات أممية:

تشير نتائج البحث في المصادر المفتوحة إلى زيارات أممية للسجن الإحتياطي المستهدف، جميعها ناقشت أوضاع المحتجزين من المهاجرين ، حيث زار رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بصعدة “كخابير خاسيا” أول مرة في نيسان/أبريل 2021 وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ -التابعة للحوثيين-.

20 صورة من خبر وكالة الأنباء اليمنية سبأ -التابعة للحوثين-

في تموز/يوليو من نفس العام، زار السجن كلاً من “أندريا نويس” نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، و”دينا بارمر” مدير البرامج بالمنظمة الدولية للهجرة، بحسب موقع “المسيرة نت” وفيديو نشره الإعلامي “عيسى عاطف” في قناته على يوتيوب، يؤكد تحليل الأدلة البصرية أن الزيارة كانت للسجن الاحتياطي المستهدف.

21 لقطة شاشة خبر موقع “المسيرة نت” على الويب.

لقطات شاشة من فيديوهات اليمن الفضائية” عيسى عاطف - قناة RT الروسية

23 لقطات شاشة من فيديو”اليمن الفضائية” عيسى عاطف. بتاريخ 7 تموز/يوليو 2021

24 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، للسجن الاحتياطي (معسكر الأمن المركزي سابقاً)

نشرت قناة “أمة السلام” على يوتيوب، فيديو لقناة المسيرة، لزيارة “كاثرينا ريتز” ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للسجن الاحتياطي، أفاد التقرير بأن “كاثرينا” زارت السجن الاحتياطي أربع مرات من قبل آخرها في 28 كانون الأول/ديسمبر 2021، برفقة الممثل الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر.

لم نستطع التأكد من صحة التصريحات كونها جاءت على لسان معِد التقرير، كما لم نعثر على تغريدات في حساب “كاثرينا” خلال الفترة الماضية يشير إلى تلك الزيارات.

النشاط العسكري في الموقع:

لم نجد في المعلومات المتوفرة في المحتوى مفتوح المصدر ما يثبت قطعًا وجود نشاط عسكري في السجن الاحتياطي واستمرار استخدامه ثكنة عسكرية في الفترة القريبة من الهجوم، سوى شاحنة نقل فارغة مخبئة بين الأشجار بطريقة مشابهة لاستراتيجية التمويه التي ينتهجها الحوثيين في التمويه على معداتهم العسكرية.

ظهرت الشاحنة في صور الأقمار الصناعية الأرشيفية من Google Earth، في الأيام 8-13-14 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، واختفت في يوم 30 من نفس الشهر، وظهرت صباح يوم الهجوم خلف الأشجار مرة أخرى في فيديو قناة “المسيرة مباشر”.

25 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth بتاريخ 23-10-2021، لم تظهر أي تواجد للشاحنة خلف الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة.

26 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth بتاريخ 8-11-2021، لأول ظهور للشاحنة خلف الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة.

27 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ 13-11-2021، تظهر أن الشاحنة ما زالت تحت الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة.

28 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ 14-11-2021، تظهر أن الشاحنة ما زالت تحت الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة.

29 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ 14-11-2021 (مختلفة عن الأولى في ذات التاريخ)، تظهر أن الشاحنة ما زالت تحت الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة

30 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، بتاريخ 30-11-2021، تظهر اختفاء الشاحنة من تحت الأشجار في السجن الاحتياطي بصعدة.

31 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب، تظهر الشاحنة خلف الأشجار مجدداً في يوم الهجوم بالقرب من العنبر المستهدف رقم (1).

لقطة شاشة من فيديو حساب “راصد المليشيات” على تويتر. لهجوم جوي من قبل طيران التحالف على مركبة عسكرية بين الأشجار تابعة للحوثيين في إحدى الجبهات العسكرية في وقت سابق (مثال طرق التمويه عند الحوثيين)

في فيديو قناة “المسيرة مباشر” تبدو الشاحنة من خلال تقريب الصورة أنها فارغة وظهرت في أكثر من لقطة في الفيديو الذي وثق عملية إنتشال الضحايا منذ فجر اليوم حتى طلوع ضوء النهار، ظهرت الشاحنة في اللقطات النهارية الأولى ما يعني أنها كانت تحت الأشجار وقت الهجوم. فيما تبدو هيئة الشاحنة في الفيديو أنها مدنية، ولا يمكن التحقق من الاستخدام الفعلي لها عبر المعلومات مفتوحة المصدر.

32 لقطة شاشة مقربة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب، تبدو فيها الشاحنة وأنها فارغة.

33 2 لقطة شاشة من فيديو “قناة المسيرة مباشر” للشاحنة وهي تحت الأشجار من زاوية أخرى، كأنها شاحنة نقل مدنية غير أن الاستخدام الفعلي لها غير معروف.

عدم استهداف الشاحنة التي تبعد عن العنبر المستهدف رقم (1) قرابة 85 متراً، على الرغم من وجود الشاحنة يوم الاستهداف، يعني أنها لم تكن ضمن أهداف الغارات الجوية على السجن وهي النشاط الوحيد تقريبًا المتوفر في المحتوى مفتوح المصدر الذي يثير الشكوك، مما يرجح خلو السجن الاحتياطي من أي نشاط عسكري مؤكد.

33 1 المسافة بين العنبر المستهدف رقم (1)، وبين موقع الأشجار التي تقف تحتها الشاحنة يقدر بـ 85 متر، باستخدام أداة قياس المسافات من Google Earth.

المسؤول المحتمل:

أقرت القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية استهداف موقع “معسكر القوات الخاصة” -الأمن المركزي سابقاً- كونه هدف عسكري مشروع لاستخدامه في أنشطة عسكرية، وقال البيان “لم يتم أخطار التحالف أو تلقيه أي طلب بإدراجه على قوائم عدم الاستهداف من أي منظمة أممية أو منظمة غير حكومية دولية، ولم يثبت للتحالف وجود أي علامات للتمييز بحسب نصوص وأحكام القانون الدولي الإنساني”

ملاحظة: “كان يطلق على القوات الخاصة اليمنية في السابق قوات الأمن المركزي، أي أن كلتا التسميتين يقصد بها ذات الوحدة العسكرية

ويقصد بعلامات التمييز “أن الأشخاص الذين يرتدون أو الأعيان التي تحمل علامات تستفيد من حماية دولية محدّدة ويجب ألا تكون هدفًا لأي هجمات أو أعمال عنف”.

وأكد التحالف في البيان الذي نشر اليوم التالي بعد الهجوم بعدم إدراج مركز الاحتجاز في صعدة “الهدف محل الادعاء” ضمن قوائم عدم الاستهداف (NSL) وفقًا للاستراتيجية المعتمدة لدى مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في اليمن (OCHA) ولم يبلغ به من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC). وأحال التحالف وثائق الحادثة للفريق المشترك لتقييم الحوادث من أجل التحقيق فيها ونشر النتائج فور إكتمالها وفقاً لبيان الفريق.

وبناءًا على الآلية المعتمدة بتحديد المواقع ضمن قوائم عدم الاستهداف فإن المكتب المسؤول عن جمع تلك البيانات من جميع المنظمات و الجهات الحكومية هو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (OCHA)، حيث تم زيارة السجن الاحتياطي من قبل نائب مدير المكتب في نيسان/أبريل 2021، إلى جانب منظمات ومكاتب أخرى زاروا السجن منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة والذي يفترض أنهم قد أدرجوا الموقع ضمن قائمة عدم الاستهداف منذ وقت مبكر.

إذا ثبت إدراج موقع السجن الاحتياطي ضمن قوائم عدم الاستهداف وعلم التحالف به، يمكن تحميل التحالف مسؤولية انتهاك قوانين الحرب المتعلقة بحماية المدنيين والأعيان المدنية.

الغارات والذخيرة المستخدمة:

استهدف السجن الاحتياطي بثلاث ضربات جوية باستخدام أنواع مختلفة من الذخيرة نظراً لحجم التأثير في كل موقع، أصابت الضربات ثلاثة عنابر في موقعين مختلفين شرقي وغربي السجن.

الغارة الأولى: (الترتيب بحسب الضرر الأكبر)

استهدفت العنبر رقم (1) والذي يعد من أكثر العنابر اكتظاظًا بالنزلاء كما أظهرته كاميرات المراقبة في فيديو قناة الهوية، وأحدثت ضررًا في المكان بـ مساحة تقدر بـ 1200 متر مربع تقريباً، ظهرت فجوة الصاروخ في فيديوهات قناة “الساحات” وقناة ”المسيرة مباشر”.

33 3 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب.

33 صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، توضح مساحة الدمار باستخدام أداة قياس المسافات.

34 لقطات شاشة من فيديوهات قناتي الساحات - المسيرة مباشر على يوتيوب

35 لقطات شاشة من فيديوهات قناة “الهوية” و”المركز الإعلامي لأنصار الله”

الذخيرة المستخدمة:

عُثر على بقايا من الذخيرة المستخدمة بالغارة على العنبر رقم (1) عرضت في فيديو “المركز الإعلامي لأنصار الله”، وهي جزء من وحدة القنابل الموجهة PAVEWAY II - GUIDED BOMB UNIT-12 (GBU-12)، تعمل على توجيه باليزر للرأس الحربي من نوع MK-82 ، صنعت من قبل شركة Raytheon الأمريكية كما يشير الكود المدون على القطعة المتبقية من الذخيرة.

36 لقطة شاشة من فيديو “المركز الإعلامي لأنصار الله” تظهر بقايا ذخيرة في السجن الاحتياطي.

38 صورة من موقع “GICHD”، لقنبلة من نوع MK 82، متصلة بالقنبلة الموجهة PAVEWAY II - GUIDED BOMB UNIT-12 (GBU-12 (تستخدم القنبلة MK 82، كرأس حربي للقنبلة الموجهة)

تحقق الأرشيف اليمني من قطعة الذخيرة المتبقية السابقة، وإن كانت بالفعل تم العثور عليها في الموقع المستهدف، من خلال التدقيق في قطع الشظايا المعروضة للمنظمات الأممية أثناء زيارة السجن الاحتياطي والتي جمعت من الموقع بعد الهجوم في فيديو “عيسى عاطف”،إذ يتضح أن القطعة التي تتضمن رمز شركة “Raytheon” لم تكن بين تلك القطع، مما يشكك بمصداقية وجود القطعة فعليًا في موقع الهجوم.

38 1 لقطات بانورامية من فيديو “عيسى عاطف” على يوتيوب، تظهر الشظايا المتبقية من الذخيرة التي تم جمعها من السجن الاحتياطي بعد الهجوم ولم تكن القطعة التي دون عليها رمز شركة “Raytheon” من بين تلك القطع.

الغارة الثانية:

تعرض العنبر رقم (8) -عنبر أرضي- لغارة أسفل الجانب الغربي للمبنى،ارتطمت بالرصيف وأحدثت فجوة كبيرة في الجدار مصيبةً منطقة وجود النوافذ لتشكيل الهيئة التي بدت عليها، بزاوية سقوط تقدر بـ 39 درجة. تطاير على إثرها الركام إلى الداخل حيث يقبع العديد من النزلاء.

39 1 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر” على يوتيوب. تم تعديل إضاءة الصورة على اليسار لتوضيح فجوة السور.

39 لقطات شاشة من فيديوهات “قناة المسيرة مباشر”، و“المركز الإعلامي لأنصار الله” على يوتيوب.

لقطة شاشة من فيديو “المركز الإعلامي لأنصار الله”، وصورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، عبر أداة تحديد الزاوية من خلال الصور “Online Protractor”

41 تصميم هندسي يحاكي مكان وزاوية سقوط القنبلة على العنبر رقم (8)

الغارة الثالثة:

استهدفت الغارة الثالثة العنبر رقم 7 -ملاصق العنبر رقم 8- وأصابت الجزء العلوي من المبنى الذي يرجح أنه فارغ ويقبع بالدور الأرضي اسفله نزلاء من المهاجرين ، ولم تظهر مشاهد ما بعد الاستهداف انتشال أي ضحايا من الموقع.

42 لقطات شاشة من فيديوهات “ابو حسين المؤيد” للمسيرة مباشرة، وقناة “اليمن اليوم” على يوتيوب.

43 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر”

الضرر المادي:

دمرت الغارات مبنى العنبر رقم (1) بشكل كامل تقريبًا والسور المحيط بالمبنى، إلى جانب الدور العلوي لمبنى مجاور له، فيما أحدثت فجوة في جدار العنبر رقم (8) وأخرى في العنبر رقم (7) إلى جانب تضرر بعض الجدران والسور المحيط بالمبنى.

لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة المباشر” وصورة عبر الأقمار الصناعية حصرية للأرشيف اليمني.

لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة المباشر” وصورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth.

الضحايا:

أعلنت وزارة الصحة والسكان- التابعة للحوثيين-الحصيلة النهائية لضحايا الهجمة في 25 يناير/كانون الثاني 2022، والتي قُدرت ب ٩١ قتيلًا و٢٣٦ جريحًا ،بعد إنهاء فرق الإنقاذ عملية انتشال ضحايا الهجوم على السجن الاحتياطي، فيما لم تذكر الإحصائية تفصيلًا عن عدد الضحايا المحتجزين من المهاجرين والمحليين.

وأفادت “عرفات جبريل” رئيسة المنظمة الأورومية لحقوق الإنسان في تغريدةٍ لها على تويتر، أن الهجوم على السجن، اسفر عنه ١٥ قتيل وعدد كبير من الجرحى بينهم ٩ نساء كُنَّ يزرن أهاليهن في المحتجز.

لا يوجد ذكر لسقوط ضحايا من النساء في المعلومات مفتوحة المصدر بشأن الهجوم، كما أن الزيارات في السجون اليمنية بالعادة تكون في وضح النهار، وذلك ما كتب على بوابة السجن الاحتياطي أن الزيارات في الساعة 11 صباحاً.

46 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر”

فيما لم يظهر المحتوى البصري مفتوح المصدر أي ضحايا من المهاجرين سوى جريح ناج أصيب في فخذه ظهر في لقطة فيديو قناة “المسيرة مباشر”.

47 لقطة شاشة من فيديو قناة “المسيرة مباشر”، لأحد المصابين من المهاجرين جرح في فخذه الأيمن بفعل الهجوم وفقاً للقناة.

في نفس الفيديو السابق يذكر مراسل القناة عند الدقيقة ٠٧:٠٤ مقتل أحد الأسرى ممن كانوا متواجدين في السجن مشيرًا لبقايا أشلاءه ،مكررًا لفظ “جثث القتلى من الأسرى” في الدقيقة ٠٧:٢٧ من الفيديو كتأكيد لوجود أسرى حرب في الموقع المستهدف.

عند الدقيقة 02:35 ثانية، في جزء مقتطع من الفيديو نشر في قناة “ابو حسين المؤيد” مراسل قناة المسيرة على يوتيوب، ، يؤكد أحد حراسة السجن على سلامة جميع المهاجرين في الدور الأرضي للعنبر الـ (7).

أوضحت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن السجن الإحتياطي بصعدة يُعتقد سعة احتجازه ١٣٠٠ موقوف أمام المحاكمة بالإضافة الى ٧٠٠ مهاجر محتجز.

تشير معظم الأدلة البصرية كالملابس واللهجة التي يتحدث بها المصابين إلى أن معظم ضحايا الهجوم كانوا من اليمنيين الأسرى والمحتجزين على ذمة قضايا مختلفة فضلاً عن بعض حراسة السجن الاحتياطي.

الملخص:

بناءًا على المعلومات الواردة أعلاه، خلص الأرشيف اليمني إلى أن هجوم بثلاثة غارات جوية من قبل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، استهدف السجن الاحتياطي (معسكر الأمن المركزي سابقًا) بصعدة، فجر الجمعة 21 كانون الثاني/يناير 2022، راح ضحيته 91 قتيلاً، و263 مصابًا من النزلاء بينهم أسرى حرب ومحتجزين مدنيين فضلاً عن مهاجرين.

ومن خلال المعلومات مفتوحة المصدر تبين أن معسكر الأمن المركزي تعرض للقصف بين العامين 2015-2018، و تحول إلى مركز اعتقال منذ يونيو/حزيران 2020، ضم مهاجرين منذ مطلع العام 2021، ومن أبريل/نيسان وحتى 28 كانون الأول/ديسمبر من نفس العام، تم زيارة السجن ثلاث مرات تقريبًا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن والمنظمة الدولية للهجرة.

على الرغم من الزيارات الأممية للسجن، نفى التحالف العربي بقيادة السعودية إدراج الموقع المذكور في قوائم عدم الاستهداف ضمن الآلية المعتمدة (NSL)، واعتبر السجن هدف عسكري مشروع لاستخدامه في أنشطة عسكرية، إلا أن المعلومات الواردة بشأن إدراج الموقع غير متوفرة، في حال ثبت إدراج موقع السجن الاحتياطي ضمن قوائم عدم الاستهداف وعلم التحالف به، يتحمل التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية انتهاك قوانين الحرب.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية