الحادثة: تفجير منازل مدنيين في رداع
النوع: تفخيخ منازل
الموقع: حي الحفرة وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء
التاريخ: 19 مارس/آذار 2024
التوقيت: بين 07:25 08:02 صباحاً
الضحايا: 9 قتلى و9 مصابين
الأضرار: تدمير كلي 8 منازل ، تضرر 17 منزل
المسؤول المحتمل: جماعة أنصار الله الحوثيين

مقدمة

في صبيحة يوم الـ 19 مارس/آذار 2024 استفاقت مدينة رداع شمالي غرب محافظة البيضاء، على وقع حادث مدوي في حي الحفرة، حيث تمثل في تفجير فجرت منازل مدنيين من قبل قوات أمنية تابعة للحوثيين منازل مدنيين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وانهيار عدد من المنازل على ساكنيها.

المنهجية

أجرى الأرشيف اليمني تحقيقاً في الحادثة بناءً على:

جمع وحفظ وتحليل 80 مصدرًا يحتوي على فيديو وصور وتقارير، نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر معلومات ومحتوى مرئي لحظة الهجوم وسياق وقوعه.
تحديد موقع التأثير من خلال المعلومات المتوفرة عن منطقة التفجير في التقارير والبلاغات المرتبطة بالحادثة، والوصف المكتوب للمنطقة، والمعالم التي ظهرت في المحتوى البصري المتسلسلة لحظة التفجير وأثناء انتشال الضحايا وبعد، ومطابقتها مع صور الأقمار الصناعية كلاً على حده.
تحديد توقيت الهجوم من خلال تحليل الظل والبلاغات الأولى عن الحادثة والشهادات الواردة في التقارير المتعلقة بالحادثة.
فحص ادعاءات وطبيعة المسؤولية عن الحادثة خلافًا عن الرواية الرسمية التي أعلن عنها الحوثيين وذلك من خلال تتبع استخدام نمط تفجير المنازل في حوادث أخرى بمحافظة البيضاء والإجراءات المتخذة في ظل تواجد ذات السلطات الأمنية، إلى جان التأكد من اتخاذ إجراءات بحق من تم اعتبارهم مسؤولين مباشرين عن الحادثة.
فحص التقارير والبيانات الرسمية وغير الرسمية التي أوردت أعداد الضحايا المدنيين بالحادثة ومطابقتها مع أكثر من مصدر للتثبت من دقة المعلومات.

حول موقع المنطقة

يقع حي الحفرة في وسط مدينة رداع مركز مديرية رداع غرب محافظة البيضاء وسط اليمن، قرب الحدود الإدارية لمحافظة ذمار. يتواجد الحي بجوار قلعة رداع التاريخية، ويتكون من عدة مباني ذات طراز قديم مبنية من الطين والخشب.

تسيطر قوات أنصار الله الحوثيين حالياً على محافظة البيضاء بكامل مديرياتها. في السابق كانت هناك خطوط مواجهات مع القوات الحكومية والمقاومة في بعض المديريات على أطراف المحافظة، لكن الحوثيين سيطروا عليها بالكامل في سبتمبر/أيلول 2021.

سيطر الحوثيون على مدينة رداع مركز المديرية في وقت من مبكر من الحرب قبل مارس/آذار 2015، بالإضافة إلى معظم محافظة البيضاء رغم المواجهات في مناطق محدودة مع القبائل وتنظيم القاعدة.

كان لتنظيم القاعدة في اليمن حضوراً قوياً بمديرية رداع منذ مطلع عام 2012، وخاض مواجهات عسكرية مع القوات الحكومية في عامي 2012 و 2013. مع سيطرة الحوثيين على صنعاء وتوسعهم نحو البيضاء، شارك التنظيم مع القبائل في القتال في الأيام الأولى. بسقوط المدينة بقيت بعض الجيوب للتنظيم في المناطق الجبلية بمنطقة قيفة شمال المديرية حتى أغسطس/آب 2020، بعد ان سيطر الحوثيون على كل المناطق في رداع.

رغم ذلك شهدت مديرية رداع مواجهات عسكرية متكررة بين الحوثيين والقبائلـ آخرها في قرى خبزة بمنطقة قيفة شمالي رداع في يوليو/حزيران 2022، بعد محاصرة قوات أمنية للقرى بمزاعم البحث عن مطلوبين أمنياً من رجال القبائل.

صورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث عبر المتصفح الذي يتميز بخاصية تحديد رسومية. تم إنشاء حدود تقريبية باللون الأزرق لمدينة رداع مركز المديرية، وبداخله تم تحديد مربع بحدود ذات لون اصفر لحي الحفرة.

ماذا حدث:

في صباح 19 مارس/آذار 2024، أبلغ مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي عن تفجير قوات أمنية تابعة للحوثيين منازل مدنيين بحي الحفرة في مدينة رداع غربي محافظة البيضاء، ما أسفر عن سقوط وانهيار عدة منازل على ساكنيها مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر انتشال المواطنين من بين ركام منازل، وعمليات إسعاف ومشاهد متنوعة من موقع الحادثة. بالإضافة إلى فيديو لحظة تفجير المنازل، يُظهر جنود بالزي العسكري المموه يقفون بجانب مدرعة عسكرية محلية الصنع، مرددين بعد التفجير شعارات خاصة بالحوثيين.

لقطة شاشة منشور من حساب على فيسبوك تضمن مجموعة فيديوهات مختلفة تم تداوله بشكل واسع لحادثة تفجير المنازل في رداع، تم الاعتماد على المصدر لتجنب تعديد المصادر التي نشرت ذات المحتوى بشكل منفصل. تم حذف الرابط أو أخفاء المنشور من قبل مالكه لكن المنشور تم أرشفته من قبل الأرشيف اليمني متوفر في منشور آخر في حساب.

سياق الحادثة

تعود أسباب الحادثة إلى يونيو/حزيران 2023. حسب منشور على فيسبوك نشره حساب مركز رصد للحقوق والتنمية، أطلق مشرف تابع للحوثيين يدعى ابو حسين الهرمان يرافقه عدد من المسلحين النار في ليل 25 يونيو/حزيران 2023 على شاب يدعى إبراهيم الزيلعي وأخيه، يعملان في بيع القات، ما أسفر عن مقتل الأول وإصابة الثاني إصابة شديدة بسبب عدم دفع الضرائب، وفقاً للمنشور.

لقطة شاشة منشور من حساب مركز رصد للحقوق والتنمية على فيسبوك، نشر في 26 يونيو/حزيران 2023 أي قبل عام، يكشف تفاصيل حادثة قتل في مدينة رداع أقدم عليها مشرف أمني تابع للحوثيين أودت إلى مقتل سيف ابراهيم الزيلعي وإصابة شقيقه بجروح.

بعد يومين من مقتل الزيلعي، أفاد حساب مدفع جهنم في مجموعة على فيسبوك تحمل اسم "مشاكل أبناء رداع الداخلية" أن هناك شكاوى وتظلمات سابقة رفعت ضد المدعو الهرمان لم تلقى أي تجاوب من قبل مما اسماهم سلطة الأمر الواقع.

لقطة شاشة منشور بتاريخ 27 يونيو/حزيران 2023 في مجموعة عام لأبناء مدينة رداع من قبل حساب يوضح فيه تقديم الوجاهات في المنطقة شكاوى وتظلمات سابقة ضد المشرف الأمني إلا أن تلك المطالبات لم تلقى أي تجاوب من قبل سلطات الحوثيين.

بتتبع الحادثة في المجموعة الخاصة بأبناء رداع على فيسبوك نشر حساب عدة منشورات منذ يوم الحادثة طالب فيها السلطات المحلية والأمنية في المدينة، القبض على المتهمين لكن فيما يبدو أن القضية لم تلقى تجاوب رسمي وفقًا للمنشورات، وعلى العكس من ذلك سيّر المدعو الهرمان حملات عسكرية على حي الحفرة برداع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2023 وفقًا للحساب.

لقطات شاشة لمنشورات من حساب على فيسبوك في مجموعة "مشاكل رداع الداخلية بديل" تتضمن المنشورات مطالبات وتذمر من عدم استجابة السلطات لاتخاذ إجراءات بشأن حادثة مقتل الزيلعي، مفيدةً بتوجه حملة عسكرية على حي الحفرة بدلاً من إنصاف الضحايا. اختفت المنشورات نظرًا لتحويل المجموعة من عامة إلى خاصة لكن الارشيف يمتلك نسخة مؤرشفة منها.

في 21 مارس/آذار نشر حساب على فيسبوك ثلاثة مقاطع فيديو كاميرات المراقبة تظهر كمين نصبه شقيق الزيلعي لدورية شرطة تابعة للحوثيين في مساء 18 مارس/آذار أي قبل يوم من الحادثة. فيما أشار حساب alaji على إكس عند الساعة 04:50 فجرا يوم 19 مارس/آذار إلى مقتل الهرمان.

لقطة شاشة من فيديو نشر على حساب في فيسبوك تحتوي على توثيق كاميرات مراقبة لحظة استهداف شخص يدعى الزيلعي لدورية أمنية تابعة للحوثيين في مدينة رداع أودت إلى مقتل المشرف الأمني المدعو الهرمان المتهم بقتل شقيق الزيلعي مساء 18 مارس/آذار 2024.

لقطة شاشة تدوينة على إكس لحساب أكد مقتل الهرمان بعد ساعات من الحادثة في رداع بالإضافة إلى أربعة آخرين من مرافقيه على يد أحد شباب آل الزيلعي.

قبل أن تتداول بعد ذلك بساعات منصات التواصل الاجتماعي أنباء حول تفجير منزل الزيلعي في حي الحفرة في رداع مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

لقطة شاشة لأولى البلاغات على إكس صباح 18 مارس/آذار 2024، بشأن عملية تفجير الحوثيين منازل بمدينة رداع تعود لآل الزيلعي.

موقع المنازل المتضررة:

ذكر حساب شبكة إيجاز على إكس تفاصيل أولية عن موقع الحادثة بوصفه منازل قديمة في حي الحفرة بمدينة رداع غرب محافظة البيضاء. سهّل البحث في بيانات خرائط جوجل تحديد موقع الحي، مما ساعد في تحديد نطاق جغرافي للبحث عن موقع التفجير الدقيق ضمن نطاق محدد.

لقطة شاشة منشور حساب شبكة إيجاز على إكس في 19 مارس/آذار 2024 تشير إلى حي الحفرة برداع كموقع للحادثة.

نتيجة البحث عن حي الحفرة في رداع عبر خرائط جوجل والتي حددت منطقة في وسط المدينة.

نشرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ بنسختها التابعة للحوثيين مشاهد لزيارة لجنة إلى موقع الحادثة في حي الحفرة برداع، تتضمن تفاصيل مرئية للحي تم مطابقتها مع أحد مقاطع الفيديو التي صورت أثناء إسعاف الضحايا. بمقارنتها مع صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث لحي الحفرة، يبدو أن موقع التصوير يقع عند إحداثية 14.416305, 44.841719، ورغم أن المشاهد لا تُظهر مكان المنازل المدمرة، إلا أنها وفرت نقاط بحث قريبة من الموقع المحتمل.

مطابقة مشاهد من فيديو وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين أثناء زيارة الحي المتضرر، مع فيديو نشر على فيسبوك لحظة إخراج وانتشال الضحايا من زقاق بالقرب من موقع الانفجار.

مطابقة لقطات الفيديوهات السابقة لوكالة سبأ وفيديو من حساب على فيسبوك، مع صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث الملتقطة في أبريل/نيسان 2023 في حي الحفرة برداع.

بالإضافة إلى الفيديو السابق أثناء اسعاف الضحايا، يوجد فيديو يوثق نفس اللحظة من زاوية أخرى نُشر ضمن مجموعة مقاطع فيديو على حساب في فيسبوك. تشير مشاهد المقطعين خروج المسعفين من زقاق يقع شرقا لتجمع الناس في الممر الذي ظهر مقابل مكان وقوف اللجنة.

لقطات شاشة من فيديو نشر على حساب فيسبوك، يظهر أحد المواطنين خارجًا من الاتجاه الشرقي للزقاق يحمل في يدي أحد الضحايا، حيث يشير السهم إلى مكان الخروج.

لقطة فيديو لنفس مشهد اسعاف احد الضحايا في اللقطة السابقة من زاوية أخرى تظهر اتجاه خروج المسعفين شرقي الزقاق كما هو موضح في صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث من نفس المنطقة.

يُظهر تحليل الفيديو لحظة التفجير جنود يقفون إلى جانب عربة عسكرية مدرعة، ومباني مختلفة الأحجام وخزان مياه حديدي مقابل المصور وحافلة ركاب بيضاء اللون جانبه. يتضح عند مطابقة المعالم المرئية مع صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث، أن الجنود يقفون في الجانب الأخر من الزقاق عند إحداثية 14.416888, 44.842175، ويعزز اتجاه خروج دخان التفجير إن المنازل المتضررة تقع شرق الزقاق.

لقطات شاشة على شكل بانورامي من فيديو نشره مستخدم على إكس يوم الحادثة يظهر بعض المعالم حيث يقف جنود ومدرعة عسكرية في الحي لحظة التفجير.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث ملتقطة في أغسطس/آب 2022 توضح موقع وقوف القوات الأمنية في الزقاق وفقًا لمطابقة المعالم التي ظهرت في الفيديو لحظة التفجير.

بذلك، يتقلص نطاق البحث عن المنازل المتضررة في حي الحفرة. للاقتراب أكثر من موقع المنازل ساهم طول واتجاه الظل الظاهر في مشاهد البحث بين الركام التي نشرها حساب على فيسبوك، في تحديد موقع المبنى المميز الظاهر في الفيديو جنوب المنازل المدمرة عند إحداثية 14.416014, 44.841942. بعد مطابقة المنزل مع صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث، وكون المنزل يقع بالمقابل تماماً من المنازل المتضررة، تشكلت مساحة ومسار بحث في مربع أكثر تحديدًا.

لقطات شاشة فيديو من موقع المنازل المدمرة أثناء البحث بين الركام تظهر مبنى مميز بجوار المباني الطينية، كما تظهر اتجاه الظل وموقع الشمس مما سهل من معرفة الاتجاه المحتمل للمنزل.

لقطة شاشة أداة تحليل الظل Sun Calc توضح اتجاه الظل وطول الظل كما ظهر في الفيديو أثناء البحث بين الركام.

لقطة شاشة من فيديو البحث بين الركام، مع صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث محدد فيها اتجاه الشمس في المربع المحتمل المحدد باللون الأزرق، فيما النقاط ذات اللون البرتقالي توضح المواقع السابقة التي تم تحديدها، مما ضيق نطاق عن الموقع الدقيق في منطقة صغيرة.

يوثق أحد المتواجدين في المكان تجمع المواطنين قرب الركام من الأعلى، فيما يوثق فيديو آخر الموقع من الاتجاه المقابل كما يوضح ظل الأشخاص، مما شكل مشهدين من اتجاهين لموقع التجمع. عند تشكيل صورة بانورامية للمكان من فيديو ثالث للمنازل المتجاورة والمساحة التي يقفون فيها والتي تحتوي على غرفة صغيرة، يمكن التأكيد على أن المنازل المدمرة تقع عند إحداثية 14.416488, 44.842291 في حي الحفرة وسط مدينة رداع.

لقطات شاشة من مقطعي فيديو يوثقان نفس المشهد من الأعلى والأسفل كما يوضح اتجاه الظل وتجمع المواطنين في المنطقة، وتظهر اللقطة العلوية خزان مياه حديدي بالقرب من المنازل المدمرة.

مقطع فيديو آخر أزاح التصوير إلى الجانب واظهر ملامح المنطقة المجاورة للمنازل المدمرة حيث يظهر صفائح حديدة بجانب منزلين بينهم فاصل مميز، ومقابله أيضًا منزلين بذات الفاصل (جدار من الطين يغطي الزقاق) إلى جانب غرفة صغير خلف المساحة التي يقف فيها المصور.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في أبريل/نيسان 2023، توضح موقع المنازل المدمرة والمعالم المحيطة بها السابقة كما أظهرتها مقاطع الفيديو من زوايا عدة.

توقيت التفجير:

أشار الصحفي فارس الحميري في منشور على إكس إلى وصول قوات أمنية تابعة للحوثيين تتكون من عربات عسكرية ومدرعات إلى حي الحفرة في رداع عند حدود الساعة السابعة صباحاً يوم 19 مارس/آذار 2024 "لملاحقة مطلوب أمني للجماعة".

لقطة شاشة تدوينة الصحفي فارس الحميري على إكس يوم الحادثة والتي أفاده من خلالها أن قوات أمنية تابعة للحوثيين وصلت في حدود الساعة السابعة صباحا إلى حي الحفرة في رداع.

فيما تحليل موقع الشمس وطول اتجاه ظل المباني في الزقاق الممتد نحو المباني الاخرى المجاورة، في فيديو نشره Sami Noman على إكس لحظة التفجير وفقًا لأداة Suncalc، يشير إلى أن التوقيت عند تلك اللحظة يتراوح بين الساعة 07:25 و 07:45 صباحا.

لقطة شاشة من فيديو نشره حساب على إكس يظهر امتداد ظل المبنى على المباني الأخرى لحظة تفجير المنازل.

تحليل الظل المحتمل لمبنيين في المنطقة يرجح أن يكون الظل المتدد لأحدهم نظرًا لتقاربهم الكبير، حيث يشير الظل إلى أن توقيت التفجير كان بين الساعة 07:25 - 07:44 صباحًا.

بتتبع البلاغات الأولية عن الحادثة على منصات التواصل الاجتماعي، نجد أن تدوينة حساب على إكس من ضمن البلاغات الأولى المنشورة عن وقوع تفجير منازل في حي الحفرة برداع، عند الساعة 08:02 صباح 19 مارس/آذار 2024 بحسب التوقيت المحلي.

لقطة شاشة تدوينة حساب على إكس تعد من أولى البلاغات عن الحادثة وفقًا لتحليل الطابع الزمني للتدوينة.

ووفقًا لتحليل الظل في مقاطع الفيديو لحظة الأنفجار والمعلومات الصحفية، وأول إبلاغ عن الحادثة على منصات التواصل الإجتماعي في من المرجح أن يكون وقت التفجير بين الساعة 07:25 والساعة 08:02 صباح يوم 19 مارس/آذار 2024.

المسؤول المحتمل:

نشرت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين بياناً بعد ساعات من تداول أنباء التفجير بشكل واسع على منصات التواصل الإجتماعي يوم 19 مارس/آذار 2024، منسوب إلى ناطق الوزارة أبدت فيه أسفها عما وصفته بالحادث المؤلم الذي تسبب بسقوط عدد من رجال الأمن والمواطنين، مشيرةً إلى أن الحادث وقع نتيجة خطأ من قبل رجال الأمن أثناء تنفيذ حملة أمنية.

خبر نشر على موقع وزارة الداخلية التابعة للحوثيين تعليقًا على حادثة التفجير في نفس اليوم 19 مارس/آذار حيث أفاد ناطق الداخلية أن الحادث حصل نتيجة خطأ.

في اليوم التالي للحادثة 20 مارس/آذار نشر حساب الإعلام الأمني اليمني التابع للحوثيين على إكس تفاصيل زيارة لجنة مكلفة من زعيم الحوثيين لزيارة أسر الضحايا، جاء في تصريح رئيس اللجنة أن وزارة الداخلية اتخذت إجراءات بحق المتسببين في الحادثة، منها إقالة مدير أمن محافظة البيضاء وعدد من المسؤولين الأمنيين، واصفة تصرفاتهم بالفردية.

تدوينة حساب الإعلام الأمني اليمني التابع للحوثيين على إكس توضح أن سلطات الحوثي اتخذت إجراءات بحق المسؤولين عند الحادثة وباشرت في إقالة عددًا منهم بينهم مدير أمن محافظة البيضاء.

ظهر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في فيديو نشره المركز الإعلامي على إكس في 21 مارس/آذار متحدثاً عن الحادثة في رداع، وقال إن ردة فعل الأمنيين في البيضاء على حادثة مقتل رجال أمن بالاعتداء والتصرف غير القانوني بتفجير منزل هو تصرف فردي لا يعبر عن الجماعة، مؤكداً أنه وجه السلطات التابعة لهم باتخاذ الإجراءات وتعويض المتضررين.

مع التصريحات والمواقف الصادرة عن الحوثيين بشأن الحادثة ووصفها بأنها تصرف فردي، تداول صحفيون وناشطون مناوئين للجماعة مقاطع فيديو تظهر عمليات تفجير منازل نفذها الحوثيون في مناطق مختلفة من اليمن بما في ذلك محافظة البيضاء.

حوادث تفجير منازل في البيضاء

خلال عام 2021 فُجّرت منازل في مديرية الزاهر، وأقرب تلك المنازل من حيث المكان والزمان والهيئة، كان تفجير منزلين قالت المصادر أنهما لمغتربين خارج اليمن في منطقة الزوب بمديرية القريشية المحاذية لرداع في 4 سبتمبر/أيلول 2020، بعد حملة أمنية سيرها الحوثيين إلى القرية على خلفية خلاف مع أبناء القبائل.

يُظهر فيديو لحظة تفجير منازل في قرية الزوب نشره محمد الريامي على إكس في عام 2024 يطابق صورة نشرت خلال فترة الحادثة في سبتمبر/أيلول 2020، بتحليل المشاهد يمكن تحديد موقع المنازل المتضررة عند إحداثية 14°29'58.0"N 44°49'29.0"E بمديرية القريشية غربي البيضاء.

لقطة شاشة بانورامية من فيديو يظهر لحظة تفجير أحد المنازل في قرية الزوب منطقة قيفة بمحافظة البيضاء،

كما نشرت صور في 7 سبتمبر/أيلول 2020 من حساب زيد الشليف على إكس، تعود لمركبات أمنية أحرقت بعد مواجهات نشبت بين أهالي القرية والقوات الأمنية، وتظهر مركبة أمنية محروقة كانت متواجدة أيضًأ في الفيديو لحظة التفجير مموهة بالوان تستخدمها القوات الخاصة التابعة وهو زي أحد الجنود المتواجدين وقت تفجير المنازل.

بالبحث عن الشخصيات الأمنية المعينة من قبل الحوثيين في منصب مدير أمن محافظة البيضاء خلال فترة تفجير المنازل بمنطقة الزوب في سبتمبر/أيلول 2020 يتضح أنه العميد عبدالله العربجي وهو ذاته مدير الأمن الذي أقاله الحوثيين على خلفية تفجير المنازل في رداع.

كما أن الجنود الذي ظهروا في مقاطع الفيديو في الحادثتين (الزوب والحفرة) يرتدون زيًا للقوات الأمنية ترتديه أيضًا الوحدات والقيادات الأمنية في محافظة البيضاء وفقًا تبين الصور التي نشرتها وكالة الأنباء اليمنية سبأ بنسخته التابعة للحوثيين.

جرت حادثة تفجير أخرى في 25 يوليو/تموز من العام 2021 بمديرية الزاهر غرب محافظة البيضاء لمنزل أحد أبناء آل حميقان عقب السيطرة على المنطقة من قبل الحوثيين بعد مواجهات عسكرية دارت مع مقاومة آل حميقان.

تداولت منصات التواصل الاجتماعي محتوى مرئي لحظة تفجير المنزل وصور له قبل وبعد التفجير. عند تتبع المعلومات التي تشير إلى موقع المنزل ومقارنة المعالم التي ظهرت في مقطع الفيديو مع صور الأقمار الصناعية الأرشيفية قبل وبعد التفجير عبر جوجل إيرث يمكن تحديد موقع المنزل عند إحداثية 13.943170, 45.392745.

بالإضافة إلى النمط المتبع من قبل الحوثيين في تفجير المنازل، وعند تتبع سير الإجراءات بحق المتهمين الرئيسيين في حادثة تفجير رداع الذين تم إحالتهم للقضاء وفقاً لبيان الحوثيين بعد الحادثة، تبين أن المسؤول الأول مدير أمن محافظة البيضاء المقال حراً في صنعاء.

إذ نشر حساب على فيسبوك يبدو من خلال تغطيته المتواصلة لأخبار وتحركات العميد عبدالله العربجي مدير أمن البيضاء المُقال بأنه أحد المقربين منه. نشر في 10 مايو/آيار 2024 بعد أقل من شهرين على الحادثة، صورة على حسابه تظهر العربجي بملابس مدنية حاملاً سلاحه الشخصي في ميدان السبعين بصنعاء أثناء مشاركته في حشود الحوثيين يوم الجمعة.

حجم الأضرار

أفادت منظمة مساواة للحقوق والحريات في بيان عن الحادثة، أن التفجير في حي الحفرة أسفر عن تدمير 8 منازل بينهم اثنين لأسرة الزيلعي وستة منازل لأسر مختلفة. وفقاً لوزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وقع التفجير في منزلين لبيت الزيلعي وآل ناقوس ما أدى إلى تدمير منازل أخرى مجاورة.

حسب المنظمة، المنازل الثمانية هي:

منزل محمد اليريمي
2 منازل لإبراهيم الزيلعي
منزل علوي المجاهر
منزل آل ناقوس
منزل المواطن أحمد خلبي
منزل المواطن صالح هادي
منزل آل الفقيه.

بتشكيل صور بانورامية من المحتوى المرئي من موقع الركام في فيديو أمان عفاش المنشور على فيسبوك، تقع المنطقة المتضررة بشكل كبير من التفجير ضمن مساحة 350 متر مربع تقريباً، وتضم عدة منازل متلاصقة. يصعب تحديد أياً منهما منزل منفصل عبر صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث.

بينما بلغ إجمالي المنازل المتضررة حوالي 17 منزلاً وفقًا للمعلومات الرسمية التي أعلن عنها الحوثيين في وسائل الإعلام التابعة لهم، عبر قناة اليمن الفضائية ووكالة الأنباء اليمنية سبأ (نسخة الحوثيين) على تيلجرام، أثناء ما وصفوه بتدشين عملية تسليم المساعدات المالية للمتضررين في حي الحفرة برداع.

أشار بيان منظمة مساواة إلى تدمير كلي لثمانية منازل، يعززها تحليل المحتوى المرئي، فضلاً عن تصريحات محافظ البيضاء المعين من قبل الحوثيين في فيديو قناة اليمن الفضائية بنسختها الحوثية الذي قال أن جبر الضرر استهدف ملاك 17 منزل من المنازل المتضررة جزئياً، وعليه فإن إجمالي الأضرار الناجمة عن التفجير هي تدمير 8 منازل كلياً، وتضرر 17 منزل آخر في الحي.

الضحايا

وفقاً لبيان تشييع جثامين الضحايا الذي نشر على فيسبوك، بلغ عدد قتلى التفجير تسعة أشخاص من أسرة واحدة بين أطفال ونساء، وأصيب تسعة آخرون من عائلات أخرى، حسب بيان منظمة مساواة للحقوق والحريات.

القتلى:

1. الأب محمد سعد اليريمي (65 سنة)

2. الأم. سيدة اليريمي (50 سنة)

3. سعد محمد سعد اليريمي (33 سنة)

4. علي محمد سعد اليريمي (22 سنة)

5. جبلي محمد سعد اليريمي (18سنة)

6. رمزي محمد سعد اليريمي (15 سنة)

7. مبروكة محمد سعد اليريمي (19 سنة)

8. كريمة أحمد العدادي

9. اكرم ابراهيم محمد سعد اليريمي

الخلاصة

بناء على المعلومات الواردة أعلاه، خلص الأرشيف اليمني إلى أن قوات أمنية تابعة لقوات أنصارالله الحوثيين فجرت منزلين في حي الحفرة بمديرية رداع في محافظة البيضاء في منطقة سكنية ذات طراز معماري شعبي مبنية من الطين والخشب، مما تسبب بتدمير 8 منازل كلياً وتضرر 17 آخراً، وسقط 9 قتلى مدنيين بينهم نساء وأطفال وأصيب 9 آخرين.

أقرّ الحوثيون بالحادثة واصفين إياها بالعمل الفردي والخطأ، متخذين أجراءات ضد المسؤولين الأمنيين في المحافظة وإحالتهم للقضاء، إلا أن المعلومات الواردة بعد شهر ونيف من التفجير كشفت أن العميد عبدالله العربجي مدير أمن المحافظة المُقال الذي يعد المسؤول الأول عن الحادثة حراً في صنعاء.

.css-68jq5d{padding-bottom:1.45rem;color:#ffffff;-webkit-transition:0.25s;transition:0.25s;}.css-68jq5d:hover{-webkit-text-decoration:underline;text-decoration:underline;}التحقيقات

تفجير منازل مدنيين في رداع

جدول المحتويات

التحقيقات