قصف منازل في الحي الليبي السكني بصنعاء

-الحادثة: قصف منازل في صنعاء

-النوع: ضربات جوية

-الموقع: الحي الليبي السكني، مديرية معين شمالي غرب محافظة أمانة العاصمة صنعاء

-التاريخ: 17 يناير/كانون الثاني 2022

-التوقيت: بين الساعة 21:14 و21:28 بالتوقيت المحلي

-الخسائر المادية: تدمير كلي لمنزلين، وتدمير جزئي لـ 3 منازل أخرى وملحقين.

-الذخائر المحتملة: غير معروفة، أطلقت من طائرات إف 15 وإف 16.

-المسؤول المحتمل عن القصف: قوات التحالف العربي بقيادة السعودية

حقق الأرشيف اليمني في حادثة قصف منازل في الحي الليبي السكني بصنعاء بعد أكثر من عامين على وقوعها، واعتمد المنهجية أدناه.

المنهجية

• جمع وحفظ وتحليل 73 فيديو وصورة وتقرير، نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر معلومات عن نوع الهجوم والهدف والجهات التي تبنت الهجوم.
• تحديد موقع التأثير من خلال المعلومات المتوفرة عن منطقة الاستهداف في التقارير والبلاغات المرتبطة بالحادثة، والوصف المكتوب للمنطقة، والمعالم التي ظهرت في المحتوى البصري للحي السكني، ومطابقتها مع صور الأقمار الصناعية.
• تحديد توقيت الهجوم من خلال تتبع الطابع الزمني لأولى بلاغات السكان المحليين التي أشارت إلى وجود تحليق وقصف، والمعلومات الزمنية التي حددها مستخدمي منصات التواصل في بلاغاتهم عن الحادثة.
• التحقق من طبيعة الموقع المتضرر بالفحص والتدقيق في المحتوى المرئي المرتبط بالحادثة، والتدقيق في أسماء ونوع وأعمار وصلات القرابة بين ضحايا القصف، التي وردت في المصادر المفتوحة.

حول المنطقة:

يقع الحي الليبي السكني (المدينة الليبية) في مديرية معين شمال غرب محافظة أمانة العاصمة صنعاء، بمحاذاة شارع الستين الرئيسي، وحوالي 2 كم شمال جامعة صنعاء. يوجد بجوار الحي مرافق تعليمية وطبية.

ماذا حدث؟

نشر حساب وكالة الأنباء السعودية في فيسبوك منشور يتضمن عدة تصريحات أطلقها التحالف بعد عملية القصف في صنعاء تحديدًا عند الساعة 23:32 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022 وفقًا لتحليل الطابع الزمني للمنشور عبر أداة Timestamp، قال فيها أن التحالف ينفذ عمليات جوية على مدار 24 ساعة فوق صنعاء، وأضاف “الهجمات العدائية على المدنيين بالمملكة والإمارات سيتم محاسبة مرتكبيها”، وأفادت الوكالة في المنشور أن التحالف استجابة للتهديد سينفذ عملية ردع شاملة لتحييد مصادر التهديد.

لقطة شاشة منشور حساب وكالة الأنباء السعودية الرسمي في فيسبوك عند الساعة 23:32 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، ورد فيه عدة تصريحات من التحالف العربي بقيادة السعودية أكدت فيها وجود عملية عسكرية جوية للتحالف في صنعاء استجابة لتهديد وهجمات عدائية على المدنيين في الإمارات والسعودية. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة من أداة تحليل الطابع الزمني Timestamp تظهر توقيت منشور وكالة الأنباء السعودية في فيسبوك بحسب التوقيت المحلي لليمن، وتشير إلى الساعة 23:32 ليل يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022.

نشرت مصادر بعد ظهر ذلك اليوم مشاهد اندلاع حريق في مواقع نفطية في منطقة المصفح إمارة أبوظبي بدولة الإمارات، وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الحريق أسفر عن انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية مشيرةً إلى أن الحادث أودى بحياة 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين من جنسيات مختلفة.

عند الساعة 12:19 بعد الظهر نوه حساب العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي لقوات الحوثيين إلى “بيان مهم للقوات المسلحة” ينشر بعد ساعات “للإعلان عن عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي”.

لقطة شاشة تغريدة حساب العميد يحيى سريع الناطق الرسمي لقوات الحوثيين في موقع إكس (تويتر سابقاً) عند الساعة 12:19 ظهر يوم الـ 17 من يناير/كانون الثاني 2022 أشار فيها إلى “بيان مهم للقوات المسلحة للإعلان عن عملية عسكرية في العمق الإماراتي خلال الساعات القادمة”. أخذت اللقطة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها ما اسمتها العملية الإرهابية على مطار أبوظبي في الإمارات الذي يقف خلفه الحوثيين حسب البيان. عند الساعة 16:26 في ذات اليوم أفاد حساب وكالة الأنباء السعودية “واس” في إكس نقلا عن التحالف معلومات اعتراض وتدمير ما مجموعه 8 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المملكة.

في الساعة 20:39 نشر حساب العميد يحيى سريع في إكس تغريدة قال فيها أن بيان القوات المسلحة سيكون عند الساعة التاسعة والنصف مساءً -أي بعد أقل من ساعة-. قبل دقائق من البيان نشرت مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بوجود تحليق مكثف لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية في سماء صنعاء، تلى ذلك أنباء عن ضربات جوية على مواقع في صنعاء.

لقطة شاشة تغريدة من حساب أحمد جحاف في إكس عند الساعة 21:19 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، أشار فيها إلى وجود تحليق لطيران التحالف العربي على صنعاء محددًا توقيت التحليق عند الساعة 21:15 مساءًا. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

في ليل 17 يناير/كانون الثاني 2022، نشرت منصات تواصل إجتماعي ومواقع إخبارية بلاغات عن ضربات جوية شنها التحالف العربي بقيادة السعودية على مناطق في أمانة العاصمة صنعاء أصابت الحي الليبي السكني بمديرية معين، أسفرت عن قتلى وجرحى مدنيين.

لقطة شاشة تغريدة حساب المسيرة عاجل في إكس عند الساعة 21:46 مساء يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، أفادت باستهداف طيران التحالف للعاصمة صنعاء واستمرار التحليق. أخذت لقطة الشاشة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة تغريدة حساب أخبار السعودية الرسمي في إكس عند الساعة 21:54 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، تفيد بأن التحالف ينفذ ضربات جوية على صنعاء.أخذت لقطة الشاشة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة منشور حساب وين الانفجار الان؟ في فيسبوك عند الساعة 21:28 مساء يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، يشير المنشور إلى وجود غارتان على صنعاء باتجاه مقر الفرقة الأولى مدرع. أخذت لقطة الشاشة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة تغريدة حساب المسيرة عاجل في إكس عند الساعة 22:41 مساء يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، أفادت بوقع قتلى وجرحى بالقصف على الحي الليبي بمديرية معين في القصف الذي وقع على صنعاء. مكتوبٌ في التغريدة ” #المسيرة_عاجل | مراسلنا في #صنعاء: 4 شهداء وأكثر من 5 جرحى في حصيلة أولية لجريمة غارات العدوان على الحي الليبي بمديرية #معين “. أخذت لقطة الشاشة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

نشر حساب المسيرة - عاجل في نفس الليلة معلومات تفيد عن حدوث “أضرار كبيرة في خمسة منازل سكنية بالمدينة الليبية” بفعل الضربات الجوية.

لقطة شاشة تغريدة حساب المسيرة عاجل على موقع إكس عند الساعة 23:40 مساء يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، تشير إلى حدوث أضرار في خمسة منازل سكنية بالمدينة الليبية إثر الغارات الجوية على صنعاء. أخذت لقطة الشاشة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

في 18 يناير/كانون الثاني، الساعة 00:46، نشرت قناة المركز الإعلامي لأنصار الله مقطع فيديو على يوتيوب؛ يظهر مشاهد ليلية لمنازل ومركبات مدمرة مع تواجد كبير لأشخاص وأعضاء الهلال الأحمر يقومون بالبحث بين الركام عن ضحايا.

تتطابق بعض اللقطات الليلية للمباني في الفيديو السابق مع لقطات أخرى من فيديو نهاري نشره المركز الإعلامي أيضاً في قناته على يوتيوب صباح اليوم التالي للقصف، حيث يظهر عمليات البحث عن ضحايا بين الركام بواسطة آليات حفر وأخرى لإزالة الركام.

لقطة ليلية من فيديو المركز الإعلامي لأنصار الله المنشور على يوتيوب عند الساعة 00:46 صباح 18 يناير/كانون الثاني 2022، يظهر بعض المعالم المميزة لـ واجهة أحد المباني المتضررة في موقع القصف وبعض الأشجار المجاورة. الأبيض: واجهة مبنى ذي زائدة طولية على الجهة اليمنى. الأزرق: فتحات نوافذ طولية على واجهة المبنى. الأخضر: شجيرات خضراء أمام المبنى. انشئت الصورة والرسوم التوضيحية في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة نهارية من فيديو أخر للمركز الإعلامي لأنصار الله المنشور على يوتيوب عند الساعة 15:49 مساء 18 يناير/كانون الثاني 2022، يظهر تطابق المعالم المميزة لـ واجهة أحد المباني المتضررة في موقع القصف وبعض الأشجار المجاورة في الفيديو الليلي . الأبيض: واجهة مبنى ذي زائدة طولية على الجهة اليمنى. الأزرق: فتحات نوافذ طولية على واجهة المبنى. الأخضر: شجيرات خضراء أمام المبنى. انشئت الصورة والرسوم التوضيحية في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

مطابقة، لقطة ليلية من فيديو المركز الإعلامي لأنصار الله المنشور على يوتيوب عند الساعة 00:46 صباح 18 يناير/كانون الثاني 2022، يظهر جزء من مبنى تعرض لأضرار حيث رسم الدمار في جدار علوي شكل متدرج أعلى واجهة مكشوف يظهر بها أحد الأعمدة الخرسانية، والتي تتطابق مع لقطة من فيديو المركز الإعلامي تم توثيقه في النهار ونشر عند الساعة 15:49 مساء 18 يناير/كانون الثاني 2022. المستطيل الأبيض: الشكل المتدرج أعلى الواجهة الناتج عن دمار الجدار العلوي للمبنى. أنشئت الصور والرسوم التوضيحية في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

عقب تداول أنباء القصف قال حساب وين الانفجار الآن في فيسبوك عند الساعة 23:21؛ أن الضربات الجوية أدت إلى مقتل العميد عبدالله قاسم الجنيد مدير كلية الطيران الأسبق جراء استهداف منزله في الحي الليبي وسقوط ضحايا آخرين. قبل ذلك بساعة و20 دقيقة نشر حساب أخبار السعودية الحكومي خبر نقلاً عن التحالف جاء فيه “تم استهداف قيادات إرهابية شمال صنعاء”.

لقطة شاشة منشور حساب وين الانفجار الان؟ في فيسبوك عند الساعة 23:21 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، يفيد عن أنباء مقتل العميد عبدالله قاسم الجنيد مدير كلية الطيران الأسبق جراء استهداف منزله في الحي الليبي بغارات الطيران. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة تغريدة حساب أخبار السعودية الرسمي على إكس عند الساعة 21:57 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، نقلت عن التحالف تصريح قال فيه أنه تم استهداف قيادات إرهابية شمال صنعاء. وذلك بالتزامن مع الأنباء التي أشارت إلى مقتل عميد عسكري في منزله بالحي الليبي جراء الضربات.أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

توقيت القصف:

حدد حساب أحمد جحاف توقيت التحليق في تغريدته في إكس عند الساعة 21:15. يتطابق هذا التوقيت مع توقيت منشور ابوسامي الهمداني في فيسبوك، حيث أفاد بوجود تحليق مكثف على صنعاء محدداً التوقيت بقوله “الأن”. كانت أول إبلاغ عن التحليق قبل ذلك بدقيقة تقريبًا في تغريدة من حساب نكال في إكس قال فيها أن طيران حربي يتجه صوب صنعاء.

لقطة شاشة لأول إبلاغ في إكس عن وجود تحليق لطيران حربي باتجاه صنعاء عبر حساب نكال في إكس عند الساعة 21:14 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة لإبلاغ آخر عن وجود تحليق مكثف في أجواء صنعاء نشر في فيسبوك عند الساعة 21:15 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022 عبر حساب ابو سامي الهمداني إذ يعد توقيت النشر مطابق لما أشار لها أحمد جحاف في تغريدته في إكس. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

في تغريدة أنور توفيق في إكس حدد توقيت الضربة الأولى على صنعاء عند الساعة 21:19 دقيقة ليلًا بالتوقيت المحلي، بعده بخمس دقائق عند الساعة 21:24 أشار رئيس تحرير صحيفة الوحدوي في صنعاء محمود شرف الدين في حسابه في إكس إلى وجودة ضربة عنيفة أخرى تهز العاصمة صنعاء حد قوله.

لقطة شاشة تغريدة من حساب انور توفيق في إكس عند الساعة 21:19 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، أشار فيها إلى حدوث أول غارة على صنعاء حدد توقيتها بوصفه الآن فضلاً عن كتابة التوقيت المشابه لوقت النشر “9:19”. أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

لقطة شاشة تغريدة من حساب محمود شرف الدين في إكس عند الساعة 21:24 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، أشار فيها إلى وجود غارة أخرى تهز صنعاء، الأمر الذي يعطي الفارق الزمني بين الضربتين المقدر بخمس دقائق تقريبًا.أنشئت الصورة في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

عند الساعة 21:28 دقيقة مساءًا نشر حساب وين الانفجار الان؟ في فيسبوك معلومات عن وقوع ضربتين للطيران باتجاه مقر ومعسكر الفرقة في صنعاء، فيما لم تذكر الأخبار بعد ذلك توقيت حدوث أي ضربة ثالثة في المكان واكتفت بذكر ضربتين، وبناءًا على المعرفات الزمنية السابقة فمن المرجح أن يكون توقيت القصف على الحي السكني قد وقع بين الساعة 21:14 و الساعة 21:28 ليلًا بحسب التوقيت المحلي يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، يعزز ذلك المحتوى المرئي الليلي المرتبط بالهجوم المنشور بعد وقت قصير من القصف.

لقطة شاشة منشور حساب وين الانفجار الان؟ في فيسبوك عند الساعة 21:28 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022 وفقًأ لتحليل الطابع الزمني للمنشور عبر أداة Timestamp، جاء فيه أن غارتان للطيران باتجاه الفرقة، حيث يمثل توقيت المنشور نهاية الضربات الجوية على صنعاء بالقرب من الفرقة الأولى مدرع. أنشئت الصور في مايو/أيار 2023 بواسطة الأرشيف اليمني.

موقع التأثير:

نُشر محتوى بصري كبير يوثق الموقع المتضرر في الليل والنهار ومحتوى بعد أيام من القصف لعمليات البحث وانتشال الضحايا المتواصل، بالإضافة إلى معلومات مكتوبة في ليلة القصف ذكرت أسماء مواقع مدنية وعسكرية قريبة من موقع القصف، إذ أفاد فيصل مدهش على إكس بسقوط ضحايا إثر غارتين جوار حديقة 21 سبتمبر، و مستشفى آزال.

لقطة شاشة تغريدة فيصل مدهش في إكس، عند الساعة 22:21 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، أشار فيها إلى موقع الضربتين أنها يقع جوار حديقة 21 سبتمبر -المسمى المقترح لمقر الفرقة الأولى مدرع- وجوار مستشفى آزال في صنعاء.

مصادر أخرى منها حساب وين الانفجار الآن واحمد الميدان في فيسبوك، أشاروا إلى أن القصف كان على الفرقة الأولى مدرع سابقًا أرفق الميدان صورًا مجمعة لحظة تصاعد دخان الضربات بعض منها تتطابق مع أخرى نشرت من قبل حسابات على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت معالم مرئية مميزة، ويتضح عند البحث أن حديقة 21 سبتمبر فكرة مشروع سيقام في موقع الفرقة الأولى مدرع أي انهما لنفس الموقع تقريبًا ويقع المستشفى ومقر الفرقة بالقرب من بعض في شمال أمانة العاصمة صنعاء .

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في أغسطس/آب 2022، يشير اللون الأبيض إلى مساحة مقر ومعسكر الفرقة الأولى مدرع سابقًا (حديقة 21 سبتمبر)، واللون الأزرق إلى موقع مستشفى آزال.

نشر المستخدمون في منصات التواصل الاجتماعي صورًا ليلية لحظة تصاعد دخان الضربات خلف تلة مكتوب عليها بوضوح شعار “لبيك يا رسول الله” من زوايا مختلفة، صورتين نشرتا من قبل حافظ اليمني في إكس و رمزي المراني في فيسبوك من موقعين متقاربين.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في مارس/آذار 2022 تظهر عبارة “لبيك يارسول الله” مكتوبة على تلة منخفضة بالقرب من مقر الفرقة الأولى مدرع ومستشفى آزال، كما ظهرت في الصور التي وثقت تصاعد دخان الضربات خلف التلة نشرت من قبل حافظ اليمني، و رمزي المراني مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022.

توضح الصور السابقة أن القصف كان خلف التلة تمامًا، بمقارنة المعالم المميزة التي ظهرت في توثيق المركز الإعلامي لأنصار الله للمنازل المتضررة ومحيطها بصور الأقمار الصناعية في المساحة خلف التلة، وبجوار المواقع المسماة من قبل المصادر، يتضح أن القصف قد وقع على منازل عند إحداثية: 15.383448, 44.177206 في الحي الليبي بمديرية معين شمال أمانة العاصمة صنعاء، وتظهر الصور الأرشيفية لجوجل إيرث قبل وبعد القصف أثر الدمار في الموقع المحدد.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث للحي الليبي السكني التقطت في فبراير/شباط 2022 تطابق المعالم مع ما أظهرته لقطة من فيديو المركز الإعلامي لأنصار الله المنشور في مساء 18 يناير،كانون الثاني 2022 لموقع التأثير حيث تظهر منارة مسجد يسار المنازل إلى جانب مبنى كبير أبيض اللون وخلفه مبنى ذوى قباب مميزة على اليمين.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في يناير/كانون الثاني 2022، قبل تاريخ القصف على المنطقة المبلغ عنه تظهر المباني وما زالت سليمة.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في فبراير/شباط 2022، بعد تاريخ القصف على المنطقة المبلغ عنه تظهر المباني وقد تدمرت إحداها كليا ونصف متبقي من المنزل المجاور مع آثار بقايا ركام.

الذخيرة المستخدمة:

لم يظهر المحتوى المرئي المرتبط بالحادثة الذي عثر عليه الأرشيف اليمني بقايا أو أجزاء من الذخيرة تساعد في تحديد الذخيرة المستخدمة في القصف من بين مجموعة الذخائر والقنابل التي تطلقها الطائرات المحددة.

استخدمت القوات الجوية للتحالف المشاركة في القصف طائرات من نوع إف 15 تمتلكها السعودية وإف 16 تمتلكها الإمارات وفقًأ لما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن التحالف في منشور في فيسبوك وأضافت أن الطائرات الهجومية تحضر لعملية مشتركة وحددت أن من ضمن الأولويات من وصفتهم بـ القيادات الارهابية.

لقطة شاشة منشور وكالة الأنباء السعودية في فيسبوك المنشور في مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، بعد القصف على الحي الليبي نقلت تصريحات عن التحالف تفيد باستخدام طائرات من نوع إف 16 وإف 15 هجومية في العملية على صنعاء وهي طائرات تمتلكها السعودية والإمارات.

المسؤول المحتمل:

أقر التحالف العربي بقيادة السعودية بمسؤوليته عن الهجوم باستخدام طائرات سعودية وإماراتية في استهداف من وصفهم بقيادات إرهابية شمال صنعاء في العملية العسكرية التي جاءت ردًا على قصف مواقع حيوية في الإمارات ومحاولة قصف مواقع داخل السعودية.

لقطة شاشة تغريدة حساب أخبار السعودية الرسمي في إكس عند الساعة 21:57 مساء 17 يناير/كانون الثاني 2022، نقلت عن التحالف تصريح يقر فيه بمسؤوليته عن استهداف قيادات في شمال صنعاء

طبيعة الموقع المستهدف:

أشارت قناة الحدث في منشور لها في فيسبوك ليلة الحادثة أن القصف استهدف اجتماعًا لقيادة تابعة للحوثيين كانوا في منزل العميد عبدالله الجنيد الذي قتل بالقصف، تتفق معظم المصادر أن الموقع كان منزل العميد وأسرته، تظهر المشاهد التي وثقت الركام والاثاث المتناثر في المكان عن وجود مستلزمات تعود لذوي إعاقة وأطفال.

لقطات شاشة من فيديو قناة المسيرة نشر في 20 يناير/كانون الثاني 2022، أي بعد ثلاثة أيام من القصف نقل فيه أحداث مؤتمر صحفي من موقع المنازل المتضررة أظهر الفيديو عبوة رضاعة أطفال كانت تحت ركام المنازل المتضررة.

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي لأنصار الله المنشور يوم 18 يناير/ كانون الثاني 2022، في المشاهد الليلية التي وزعت بعد حوالي 4 ساعات من الهجوم تظهر عربة متحركة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من المقعدين بين ركام المنازل المتضررة.

تؤكد قائمة الضحايا التي وردت في مؤتمر صحفي من موقع القصف نشره على قناة المسيرة أن الضحايا معظمهم من أسرة العميد عبدالله قاسم الجنيد ومن الأسر التي تسكن المنازل المجاورة. لم يرد أسماء قيادات عسكرية يمكن التثبت منها بشكل مستقل. وفقاً للمصادر الرسمية التابعة للحوثيين، كان العميد مدير كلية الطيران والدفاع الجوي حسب خبر نُشر قبل أقل من شهر من القصف.

لقطة شاشة من خبر وكالة الأنباء اليمنية سبأ الرسمية التي يديرها الحوثيون نشر في 22 ديسمبر/كانون الأول 2021 أي قبل أقل من 30 يومًا من القصف، تناولت فيه زيارة العميد الركن عبدالله الجنيد لمقبرة في صنعاء وضمنت صفته العسكرية بأنه مدير الطيران والدفاع الجوي.

الأضرار المادية:

تتفاوت التقديرات بشأن الضرر الذي لحق بالمنازل في المعلومات الواردة من مصادر موالية للحوثيين إذ تقول البيانات الأولية أن خمسة منازل تعرضت لأضرار كبيرة بفعل القصف، فيما أشارت جهات حكومية في مؤتمر صحفي نشرته قناة المسيرة الفضائية إلى تدمير خمسة منازل سكنية بالكامل وهو ما أكده تقرير نشر على موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين.

أظهر المحتوى البصري خلال الأيام التي تلت الحادثة مشاهد مكثفة لحجم الدمار في المنازل بالحي المتضرر. يبدو في المشاهد التي نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله أن منزلين تعرضا لإصابة مباشرة تسببت بانهيار أحدهم بالكامل ونصف الأخر، فيما لحقت أضرار جزئية في ثلاثة منازل كبيرة بأحجام متفاوتة، وتضرر ملحقين يتبعان المنزلين الرئيسين اللذين تعرضا للقصف، إلى جانب تضرر عدد من المركبات المدنية ودراجة نارية .

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي لأنصار الله المنشور مساء 18 يناير/كانون الثاني 2022، يظهر نطاق الأضرار التي لحقت بالمنازل جراء الهجوم ويمثل اللون أحمر: المنازل المدمرة بشكل كامل، واللون الأزرق: الملاحق المتضررة، واللون البرتقالي: المنازل المتضررة جزئيًا.

وفقاً لصور الأقمار الصناعية الملتقطة من جوجل إيرث بعد الحادثة بأشهر تحديدًا في يونيو/حزيران 2022 فقد تم إزالة منزلين بالكامل وركام نصف المنزل الأخر مع الابقاء على الملحقين التابعين لهما والمنازل الأخرى على حالها.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت في يونيو/حزيران 2022 للمنطقة المتضررة من القصف وقد أزيلت المباني الرئيسية والركام الذي نتج عن الهجوم مع الإبقاء على الملحقين المجاوران لهما، كما بقيت المنازل المجاورة لما يبدو أنها لما تتعرض لأضرار كبيرة تستدعي الهدم.

الضحايا:

ظلت الأنباء حول عدد الضحايا تتحدث باستمرار بالتزامن مع عملية البحث تحت الأنقاض خلال اليومين التاليين للحادثة. في 20 يناير/كانون الثاني 2022، نشرت قناة المسيرة مؤتمراً صحفياً تحدث فيه مدير مكتب الصحة في أمانة العاصمة حول إجمالي ضحايا الهجوم على الحي الليبي بمديرية معين شمال أمانة العاصمة والذي بلغ عددهم 14 قتيلاً، بينهم 4 نساء، و12 مصاباً، بينهم 3 نساء و3 أطفال معظمهم من أسرة الجنيد.

ورد في المؤتمر الصحفي أسماء وأعمار الضحايا. عند التدقيق في الأسماء تبين أن من بين القتلى الـ 14 يوجد 9 رجال، بالإضافة إلى 5 جثامين مجهولة الهوية ولم يرد اسماء نساء. أظهر فيديو لقناة المسيرة أثناء تشييع الضحايا بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2022 اسم امرأة من اسرة الجنيد لم ترد بين القتلى والجرحى في المؤتمر، لتصبح الاحصائية الاجمالية التقديرية 15 قتيل بينهم 9 ذكور و امرأة وخمسة مجهولين، و12 مصاباً: 6 ذكور و3 نساء و3 أطفال.

لقطة شاشة لأمراة من بيت الجنيد ظهر اسمها في ملصق يوم تشييع ضحايا الحي الليبي على قناة المسيرة في 25 يناير/كانون الثاني 2022 لم يرد اسمها في المؤتمر الصحفي.

الأسماء:

القتلى:

1. محمد علي صالح الفتيحي (40 عامًا)
2. عبدالله قاسم الجنيد (65 عاماً)
3. علي علي الأهدل (50 عاماً)
4. أحمد ناصر شيبان (45 عاماً)
5. مازن إسماعيل خالد عبيد ( 22 عاماً)
6. ماجد عبدالله قاسم الجنيد (33 عاماً)
7. عبدالله مقبل حسن الجنيد (32 عاماً)
8. عبدالله محسن صالح الوجيه (33 عاماً)
9. أيمن أحمد الصبري (23 عاماً)
10. مروى مصطفى محمد الجنيد ( المصدر فيديو التشييع)

• خمس جثث مجهولة الهوية

المصابون:

1. صفاء محمد مبارك 17 عام
2. حزام احمد محمد مبارك 19 عام
3. أريج أحمد محمد مبارك 20 عام
4. نبيل ناصر حزام مهدي 25 عام
5. علي ناجي عبدالله الجنيد 51 عامًا
6. تقي الدين أمين عبدالله الوجيه 35 عام
7. هدى محمد عباس الوجيه 60 عامًا
8. يوسف احمد الذرحاني 27 عامًا
9. حسام نصر يحيى النهمي 22 عام
10. وفاء عبدالله قاسم الجنيد 32 عام
11. نادين عمر محمد سيف (5 أعوام)
12. لجين عمر محمد سيف (سنتين) (شهرين: تقرير المسيرة)

خلاصة:

خلص تحليل المعلومات والمحتوى المرئي مفتوح المصدر الذي جُمعه الأرشيف عن الحادثة إلى أن طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية بين الساعة 21:14 و الساعة 21:28 ليلًا بالتوقيت المحلي، يوم 17 يناير/كانون الثاني 2022، شنت ضربتين جويتين على منزل مدير كلية الطيران والدفاع الجوي الموالي للحوثيين ومنزل بجانبه في الحي الليبي بمديرية معين شمال أمانة العاصمة صنعاء. أبلغت المصادر أن الهجوم أوقع 15 قتيلاً بينهم امرأة وخمسة جثامين مجهولة الهوية، وأصاب 12 آخرين بينهم أطفال ونساء، وألحق أضرارا متفاوتة بأربعة منازل وملحقين.

يشير السياق العسكري يوم الهجوم أن القصف على منزل القيادي العسكري في صنعاء جاء ردًا على قصف تبناه الحوثيين على مطار أبو ظبي ومنشأة نفطية في الإمارات، ومحاولتهم استهداف السعودية بصواريخ باليستية. بعد القصف، أعلن التحالف تنفيذ عملية عسكرية جوية في اليمن، قال أنه استهدف فيها قيادات إرهابية شمال صنعاء، رداً على هجمات الحوثيين على السعودية و الإمارات.