logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

تدمير مستشفى أطباء بلا حدود في المخا جزئياً

٢٣ كانون الأول ٢٠٢٢

اطبع المقال

  • الحادثة: تدمير مستشفى أطباء بلا حدود في المخا جزئياً 
  • النوع: أضرار جانبية (نتيجةً انفجار مخزن ذخائر)
  • الموقع: مدينة المخا بمحافظة تعز
  • التاريخ: 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019
  • التوقيت: بين الساعة 06:00 و07:51 ليلاً
  • الضحايا: لم يُبلغ عن ضحايا
  • الذخائر المحتملة:  أجسام محترقة أو ذخائر
  • المسؤول المحتمل: قوات “أنصار الله” الحوثيين

مقدمة   

تعرضت مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة المخا غربي محافظة تعز لأضرار بالغة في بعض مرافقها، نتيجة لإصابتها بذخائر أو أجسام محترقة تطايرت من مخازن أسلحة قريبة منها، إثر قصف صاروخي وبطائرات مسيرة من قبل الحوثيين على معسكر الإمداد والتموين العسكري في مدينة المخا مساء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

المنهجيّة

استخدم فريق التحقيق في الأرشيف اليمني مراحل متعددة من التحليل والتحقق من المصادر المتاحة في هذا التحقيق. زودت المصادر المتكاملة فيما بينها الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الاستهداف، وتوقيته، وموقعه، والأضرار الناجمة عنه. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر الأرشيف اليمني فهماً للحادثة والمسؤولين المحتملين.

  • حلل الفريق وتحقق من 50 مصدر من فيديوهات وصور وتقارير نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متعلقة بالحادثة. تظهر المصادر مكان التأثير، واللحظات الأولى للاستهداف، وجهة سقوط القذائف، والدمار، وتوزع القوى العسكرية في المنطقة.
  • التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية وأول البلاغات عن الاستهداف.
  • تحليل صور الأقمار الصناعية التي تظهر الموقع، إضافة لفيديوهات تظهر المكان المستهدف قبل تعرضه للقصف.
  • تحليل المحتوى البصري والسمعي الذي يُظهر لهجة الأشخاص في منطقة التوثيق، والوصف المكاني، إضافة لطبيعة المكان المستهدف.

للاطلاع على تفاصيل منهجية البحث في الأرشيف اليمني يرجى زيارة موقعنا.

حول مكان التأثير

مثّلت مدينة المخا منطلقاً للقوات المشتركة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية للتقدم نحو مركز محافظة الحديدة، وأعلن عن “انطلاق معركة تحرير الحديدة” من المخا في 12 يونيو/حزيران 2018

في 2 أغسطس/آب، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن افتتاح مستشفى ميداني جراحي، على بعد 180 كيلومتر جنوب الحديدة، “استجابة للاحتياجات الطبية المتزايدة”، حسب المنظمة.

تحظى مدينة المخا الساحلية الواقعة على شاطئ البحر الأحمر غربي محافظة تعز، بأهمية استراتيجية في اليمن إلى جانب مينائها البحري. اكتسبت أهميتها في الحرب اليمنية منذ مراحلها الأولى من أجل السيطرة على الممر الدولي البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتأمينه. مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2014، سيطرت قوات “أنصار الله” الحوثيين على المدينة لتكون منطلقاً للسيطرة على مضيق باب المندب، والتحرك باتجاه محافظة عدن وباقي مناطق محافظة تعز.

بعد تراجع قوات الحوثيين من عدن، تحركت القوات المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية على امتداد الشريط الساحلي لليمن من محافظتي عدن ولحج وصولأً إلى مضيق باب المندب في محافظة تعز حتى السيطرة الكاملة على مدينة المخا في فبراير/شباط 2017، واتخذت المدينة مقراً للقيادة ومنطقة تجمع للقوات العسكرية.

خلال معركة الحديدة في الفترة بين يونيو/حزيران وقبل توقيع اتفاق الحديدة الذي رعته الأمم المتحدة في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، الذي يدعو لوقف المعارك العسكرية في المدينة، أخذت معركة الحديدة منحىً تصاعديًا بين القوات المشتركة المدعومة من التحالف من جهة وبين قوات أنصار الله الحوثيين في محاولة لاقتحام مركز المحافظة. ظلت مدينة المخا خلال فترة المعركة هدفاً لمقذوفات الحوثيين لما تمثله من أهمية عسكرية للقوات المهاجمة.

أسفر الاتفاق إلى توقف المعارك مبدأياً نهاية عام 2018. تضمنت المرحلة التي تلت الاتفاق اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة. في إحدى الحوادث، أصابت هجمات صاروخية مباشرة عمق مدينة المخا التي كانت منطلقاً لهجمات القوات التي يدعمها التحالف، ولم تتمكن أنظمة التحالف للدفاع الجوي من إسقاط المقذوفات. أصابت إحدى الضربات مواقع قريبة من مستشفى منظمة أطباء بلا حدود مخلفةً أضراراً مادية في عدد من أقسام المستشفى.

unnamed 2

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Maps لموقع المستشفى الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في مدينة المخا بمحافظة تعز.

القوات المشتركة

القوات المشتركة هي كيان عسكري يضم كل التشكيلات العسكرية المتواجدة في الساحل الغربي لليمن تحت قيادة عليا مشتركة وغرفة عمليات مرتبطة بقوات التحالف العربي،من بينها ألوية العمالقة.

تتلقى هذه القوات دعماً مباشراً من التحالف العربي، وتحديداً من دولة الإمارات. لم تكن القوات ممثلة في وزارة الدفاع ضمن الهيكل الرسمي للحكومة اليمنية حتى أبريل/نيسان 2022 بعد تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن حين ضم قائد ألوية العمالقة عبدالرحمن المحرمي، الملقب “أبو زرعة المحرمي”.

ماذا (ومتى) حدث؟

مساء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تواردت أنباء في منصات التواصل الاجتماعي عن تعرض مدينة المخا غربي محافظة تعز لقصف بصواريخ بالستية، وطائرات مسيرة أصابت مواقع عسكرية ومدنية متفرقة في المدينة بما فيه مستشفى منظمة أطباء بلا حدود.

msf22 nr 02

 لقطة شاشة تغريدة ”وكالة خبر للأنباء” على تويتر.

\ أظهر مقطع فيديو من “اليمن اليوم” الفضائية   اعتراض منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي في المخا مقذوفات صاروخية في سماء المدينة. كان الفيديو معتماً ولا يوحي بوجود أي حرائق وانفجارات في المدينة. أول إبلاغ عن قصف المخا كان عبر منشور “المقداد المحمودي” على فيسبوك عند الساعة 07:01 مساءً وفقاً لتحليل الطابع الزمني للمنشور.

مقطع فيديو من اليمن اليوم يظهر اعترض منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي في المخا

msf22 nr4456

msf22 nr 05

لقطة شاشة منشور “المقداد المحمودي” على فيسبوك، وهو أول إبلاغ عن تعرض المخا لرشقات صاروخية. لقطة شاشة لتحليل معرف الطابع الزمني للمنشور.

بعد حوالي 50 دقيقة، تواردت أنباء عن استهداف مخازن دائرة الإمداد والتموين العسكري التابعة لقوات العمالقة في المخا بطائرة مسيرة. تلى ذلك منشورات تظهر مشاهد اندلاع حريق وانفجارات أضاءت سماء المخا تخللها تطاير للذخائر في اتجاهات متفرقة من المدينة. في مقاطع الفيديو الملتقطة من أماكن بعيدة عن مكان الانفجار نسمع صوت سقوط مقذوفات قرب موقع ملتقط الفيديو.

msf22 22234 2022 12 22 at 14 29 31

لقطة شاشة منشور “سمير أبو الوفاء المحرمي” على فيسبوك.

فيديو من موقع الامناء نت يظهر حرائق في وانفجارات في المخا

msf22 nr 07

لقطة شاشة تغريدة حساب “عربي - South 24” على تويتر بشأن قصف معسكر تابع لقوات العمالقة في المخا.

يمكن تقدير زمن القصف المحتمل وفقاً لمعلومات التسلسل الزمني للإبلاغ، إلى جانب وقت حلول الظلام في فصل الشتاء بمدينة المخا عبر أداة Sun Calc المحدد عند الساعة الـ 06:00 مساءً في نفس يوم القصف، بين الساعة 06:00 و07:51 ليلا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

msf 22 234me

لقطة شاشة من أداة Sun Calc، توضح وقت حلول الظلام في مدينة المخا بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

تضارب الأنباء

أدعت عدد من المصادر أن القصف أصاب مستشفى أطباء بلا حدود وكذا الاحياء السكنية ومخيم نازحين. أفادت بعض المصادر أن القصف طال مخازن أسلحة في المجمع الحكومي للمخا. فيما وصفت مصادر أخرى استهداف مقر التسليح التابع للتحالف والعمالقة. رغم تضارب المعلومات حول موقع القصف تتفق معظم المصادر أن مخزناً للسلاح تعرض للقصف.

لقطة شاشة منشور حساب “المشهد الشبواني” على فيسبوك. يذكر استهداف مخازن أسلحة في المجمع الحكومي لمدينة المخا، وكذا استهداف مخيم أطباء بلا حدود من قبل طائرات مسيرة للحوثيين.

msf 22 group 157

لقطة شاشة تغريدة من حساب  قناة “اليمن اليوم” الفضائية على تويتر. حيث أفاد في تغريدته عن اصابة طائرة مسيرة مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود بمدينة المخا. 

msf22 nr156

لقطة شاشة تغريدة من حساب “كامل الخوداني” على تويتر. حيث أفاد في تغريدته عن اصابة طائرة مسيرة مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود بمدينة المخا. 

msf22 group155 nr16

لقطة شاشة منشور حساب “مأمون عبد الجبار” على فيسبوك. نقل أنباء تتحدث عن استهداف مقر التسليح التابع للتحالف وقوات العمالقة في المخا بصاروخ باليستي

تساعد المعلومات المتوافرة رغم تضاربها، واختلاف توصيف موقع الاستهداف من قبل المصادر في التوصل لنتيجة دقيقة عن طبيعة ومكان موقع التأثير، بالاعتماد أيضاً على الأدلة البصرية المرتبطة بالحادثة التي وثقت في مساء يوم القصف وصباح اليوم التالي.

موقع التأثير 

مصادر المعلومات المختلفة والمعلومات المتاحة من خرائط غوغل والأدلة البصرية الليلية والنهارية، وصور الأقمار الصناعية المتوفرة ساعدت في التحقق من موقع التأثير في الحادثة.

معلومات متاحة من خرائط غوغل:

عند البحث عن المجمع الحكومي للمخا ومستشفى منظمة أطباء بلا حدود في خرائط غوغل،  نجد أنهما قريبان من بعضهما، ويفصلهما نحو 150 متر فقط، في الطرف الشرقي من المدينة بمحاذاة طريق المخا الرئيسي المؤدي إلى مركز محافظة تعز عند إحداثية 13.321237, 43.266472 للمجمع الحكومي، واحداثية: 13.321049, 43.268049 لمستشفى منظمة أطباء بلا حدود.

msf22 344nr

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google maps، توضح موقع كلاً من المجمع الحكومي ومستشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخا.

تمثل معرفة موقع المستشفى والمجمع الحكومي خطوة مساعدة في تضييق نطاق البحث عن موقع مخازن الذخائر والمعسكرات التي اتفقت معظم الأنباء عن تعرضها للقصف في الدائرة القريبة من الموقعين.

الأدلة البصرية في النهار:

نُشرت في اليوم التالي من القصف مشاهد مصورة لمواقع متفرقة شملها ضرر القصف. بمقارنة لقطة شاشة من فيديو نشره موقع “يورو نيوز” على يوتيوب مع فيديو  نشرته “منظمة أطباء بلا حدود” ضمن فيلم مكون من خمسة أجزاء يتناول عمل المنظمة في المخا استطعنا التثبت من أن المركز الطبي والمستشفى المذكور في المعلومات مفتوحة المصدر يقع في الاحداثية السابقة من خرائط غوغل.

msf22 13 copy

لقطات شاشة من فيديوهات موقع “euronews”، الجزء الخامس من فيلم منظمة “أطباء بلا حدود” حول مستشفى المخا على يوتيوب.

تتطابق أيضاً الأدلة البصرية التي ظهرت في فيديوهات نشرها يورو نيوز، و“المركز الإعلامي لألوية العمالقة”، وقناة “اليمن اليوم” الفضائية ، مع تفاصيل الموقع في صور الأقمار الصناعية من غوغل إيرث.

msf22 nr 144445

لقطات شاشة من فيديوهات “euronews”، “المركز الإعلامي لألوية العمالقة”، وقناة “اليمن اليوم” الفضائية

الموقع الثاني من مواقع التأثير الظاهر في المحتوى البصري لـ يورو نيوز  والمركز الإعلامي لألوية العمالقة إضافة إلى فيديو موقع “نيوز يمن” على يوتيوب، يقع على بعد 130 متر تقريباً  شمال المستشفى عند إحداثية: 13.321901, 43.266966.

لقطات شاشة من فيديوهات  “euronews”، “المركز الإعلامي لألوية العمالقة”، موقع “نيوز يمن” على يوتيوب.

بمقارنة معالم واضحة ظهرت في لقطة من فيديو نيوز يمن مع صور الأقمار الصناعية في محيط المستشفى،  يتضح أن الموقع الثالث ليس بعيداً عن الموقع السابق، وفي اتجاه مختلف، حيث يقع شرق المستشفى على بعد 400 متر تقريباً عند إحداثية: 13.321868, 43.264900.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، لقطة شاشة من فيديو قناة موقع “نيوز يمن” على يوتيوب للموقع الثالث.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، للموقع التي أظهرها المحتوى البصري كمواقع متأثرة من القصف وهي المستشفى باللون الأحمر وموقعين ذات استخدام مدني باللونين الأزرق والأصفر. 

الأدلة البصرية الليلية:

كان المحتوى البصري الليلي في منصات التواصل الاجتماعي كبيراً نظراً لعدد الانفجارات التي مثلت الحدث الأبرز في تلك الليلة. أخذنا في الاعتبار إمكانية نشر مقاطع فيديو غير مرتبطة بالحادثة، لذا قمنا بالتحقق من كل المحتوى البصري والسمعي المستخدم في التحقيق ضمن فقرة منفصلة.

اعتمدنا على اتجاه الرياح في المخا كنقطة ارتكاز لتحديد موقع وقوف ملتقطي ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة، للتثبت من تطابق وصف مكان الانفجارات في المعلومات مفتوحة المصدر وفي المحتوى البصري. نشر مقطعين “محمد يحي الدخين” على فيسبوك، وثالث نشره حساب “Erem News - إرم نيوز” على تويتر. 

لقطة شاشة من موقع ZOOM Earth تظهر اتجاه الرياح في مدينة المخا بشهر نوفمبر /تشرين الثاني المتجهة إلى شمال الشمال الغربي.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، تم رسم خطين باللون الأزرق لتوضيح اتجاه الرياح بناءًا على معلومات ZOOM EARTH، لقطات شاشة من فيديوهات “محمديحي الدخين”، “إرم نيوز”، وضعت وفقًا لمجال الرؤية للدخان من داخل المخا.

يعطي الإسقاط المبدئي اتجاهين محتملين للتصوير شرق وغرب مصدر الدخان المتجه شمالًا بميل غربي بسيط، في الفيديو الأول لـ “إرم نيوز” تظهر أمام المصور سواتر ترابية من صناديق قماشية إلى جانب منزل لا يبدو واضحًا لعوامل متعددة (جودة التصوير - الظلام - بعد المسافة) في خط التصوير المستقيم الذي يوثق الانفجارات، وجود السواتر رجح احتمالية أن يكون موقع التصوير الأول من اتجاه الغرب عبارة عن معسكر، وهو ما تأكد لنا عند مقارنة الأدلة البصرية وزاوية التصوير مع صور الأقمار الصناعية من Google Earth، لموقع عسكري يقع عند إحداثية: 13.309469, 43.256113

لقطة شاشة من فيديو “إرم نيوز” على تويتر، صورة عبر الأقمار الصناعية من google Earth.

من الشرق للدخان، يظهر فيديو مدته 12 ثانية نشره “محمديحي الدخين” على فيسبوك، مركبة أضاءت الطريق لثانية زمن تقريبًا مبينةً اتجاه السير، إلى جانب الرصيف الفاصل بين اتجاهي الذهاب والاياب من الطريق، ومبنى كبير بجانب الانفجارات، حزمة الأدلة البصرية تتطابق تماماً مع موقع على الطريق الدائري الشمالي (E20) يقع عند إحداثية: 13.323349, 43.270675 ويتضح أن المبنى الذي برز لحظة توهج الانفجارات هو مبنى المجمع الحكومي.

لقطات شاشة من فيديو نشره “محمديحي الدخين” على فيسبوك، صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth لموقع التصوير المحتمل بناءًا على حزمة الأدلة البصرية في الفيديو.

 عند التدقيق في المقطع الثالث نرى أن زاوية توثيقه من نفس زاوية توثيق المقطع الثاني بإختلاف ضيل، تظهر ذات الأضواء في المقطعين لكن الموقع الثالث يقع أبعد قليلًا، تم توثيقة من على منزل في محيط الاحداثية: 13.327204, 43.272020 شمال موقع الانفجارات.

msf 22 235g

لقطات شاشة من مقطعين من فيديوهات “محمديحي الدخين” على فيسبوك، الصورتين في اليمين(إطار أحمر): تطابق زاوية التصوير - الصورتين في اليسار (إطار أزرق): ظهور الأضواء في المقطعين.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، تظهر موقع التصوير الثالث المحتمل، إلى جانب موقع التصوير الثاني المحتمل.

تتقاطع خطوط التوثيق لمصدر الانفجارات بناءً على تحليل مواقع التصوير الثلاثة عند المساحة الواقعة بين المجمع الحكومي ومستشفى أطباء بلا حدود عند إحداثية: 13.321153, 43.267223

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، توضح تقاطع خطوط التصوير من المواقع الثلاثة التي خضعت للتحليل عند المساحة الواقعة بين المجمع الحكومي ومستشفى أطباء بلا حدود.

في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في اليوم التالي للقصف عبر موقع Sentinel Hub، نرى ظهور بقعة سوداء في المنطقة المحددة، كما تظهر الصور من غوغل إيرث  دماراً كبيراً في المباني إلى جانب فوهة بركان في موقع أحد المباني.  ما يؤكد أن المباني والمساحة الواقعة بين المجمع والمستشفى هي مخازن الإمداد والتموين العسكري التابعة لألوية العمالقة التي كانت مصدرًا للانفجارات في المخا على بعد 50 متراً فقط من مستشفى أطباء بلا حدود.

صورة GIF (متحركة) صنعت من صورتين عبر الأقمار الصناعية من Sentinel Hub في يومي 2 -7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تظهر تأثير الانفجارات في المباني المجاورة لمستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود.

صور عبر الأقمار الصناعية من Google Earth قبل وبعد القصف تظهر الدمار الذي حل بالمباني المجاورة للمستشفى والفجوة التي تشابه فوهة البركان.

اللون الأحمر: مخازن الذخائر

اللون الأخضر: مستشفى أطباء بلا حدود

صورة لأداة قياس المسافات من Google Earth، توضح المسافة بين موقع مخازن الذخائر وموقع المستشفى البالغ حوالي 50 مترًا.

تحليل الأثر 

نشرت منظمة أطباء بلا حدود في موقعها الإلكتروني الرسمي صورة التقطت صباح التالي للانفجارات تظهر دمار مرفق داخل مجمع المستشفى -لم تحدد نوع المرفق المتضرر. 

مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخا هو مستشفى ميداني مكون بمعظمه من خيام وساحة.

بمقارنة المعالم الظاهرة في الصورة  مع لقطة من مقطع فيديو قديم للمنظمة يتضح أن المرفق يقع في أقصى الشمال الغربي داخل أسوار المستشفى بمحاذاة مخازن الذخائر. 

لقطة شاشة من فيديو وصورة نشرتها منظمة أطباء بلا حدود في موقع الويب والقناة على يوتيوب الخاص بها.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، توضح موقع المرفق المتضرر الظاهر في صورة منظمة أطباء بلا حدود.

يبدو في الصورة أن المرفق تعرض لحريق، ويظهر أيضاً قضبان حديدية منحنية بشكل يوحي أن جسماً ثقيلاً مشتعلاً أو متفحما ويبث الدخان سقط دون أن ينفجر في المكان، نظراً لعدم وجود شظايا أو خدوش صغيرة في الجدران الملاصقة للمرفق وقماش الخيام. هذا يرجح احتمالين للسبب الرئيسي في إحداث الضرر: الأول سقوط مقذوف مشتعل ليس فيه أداة تفجير، والثاني سقوط جسم مشتعل من مكونات المخازن مثل قضيب حديدي أو قطعة خشبية …إلخ، في المكان.

صورة المرفق، السهم الأحمر موقع سقوط الجسم المشتعل المحتمل، اللون الأصفر: يبين سلامة الجدران و الغطاء القماشي من الشظايا.

تعرضت كذلك خزانات المياه التابعة لأحد مرافق المستشفى لبعض الأضرار. بتحليل الأدلة البصرية من فيديو قناة “الغد المشرق” الفضائية، يمكن تحديد موقع الخزانات على حاويات غربي المستشفى. تعرضت خزانات المياه لاختراق أعيرة نارية أو ربما شظايا.

لقطات شاشة من فيديو قناة “الغد المشرق” على يوتيوب، لخزانات مياه متضررة تابعة لأحد مرافق المستشفى.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، توضح موقع خزانات المياه واتجاه قدوم جسم الاختراق بناءًا على الأدلة البصرية من فيديو قناة “الغد المشرق” الفضائية.

كان المرفق الأكثر تضرراً في المستشفى مبنى جنوبي المستشفى ربما تكون الصيدلية -وفقًا للديكور الداخلي والأشياء المحترقة- التي تعرضت للحريق بالكامل. نرى في المحتوى البصري لقناة “الغد المشرق” فجوتين في المبنى الأولى جانبية اخترقت الحائط الاسمنتي وأخرى من الأعلى اخترقت السقف الحديدي. 

لقطة شاشة من فيديو “المركز الإعلامي لألوية العمالقة” على يوتيوب، لأحد مخازن الأدوية والمعدات الطبية المتضررة في المستشفى الذي تديره منظمة “أطباء بلا حدود”.

لقطات شاشة من فيديو قناة “الغد المشرق” على يوتيوب، تظهر الفجوتين على أحد مباني مرافق المستشفى.

أنشأنا صورة بانورامية من فيديو “الغد المشرق” للمبنى من الداخل، ولقطة من الفيديو لتأثير الاختراق الجانبي من الخارج. نلاحظ نفس التأثير في المرفق الأول، وهو حريق دون وجود شظايا في الجدران الداخلية والخارجية.

صورة بانورامية من فيديو “الغد المشرق” على يوتيوب، للمبنى المتضرر من الداخل توضح عدم وجود شظايا على الحيطان.

لقطة شاشة من فيديو “الغد المشرق” للفجوة الجانبية من الخارج، نرى عدم وجود شظايا في محيط الفجوة

إلى جانب المرافق السابقة، تضرر مولد الطاقة الكهربائية التابع للمستشفى بحسب بيان المنظمة. لم يظهر الضرر في المحتوى البصري المرتبط بالحادثة، واقتصر ظهور المولد في لقطات سريعة من مكان بعيد. تساعد اللقطة في تحديد مواقع المرافق المتضررة داخل المستشفى، ومع المرافق الأخرى خارج المستشفى نستطيع إيجاد تصور محتمل لبعض من التأثير القريب للانفجارات.

لقطة من فيديو “المركز الإعلامي لألوية العمالقة” تظهر موقع المولد الكهربائي للمستشفى، إضافة إلى تأثير انفجارات المخازن على مبنى المركز الثقافي سابقًا الواقع مع مخازن الذخائر داخل سور واحد.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، توضح المواقع المتأثرة من الانفجارات بمحيط موقع مخازن الذخائر.

بالعودة للمقاطع الليلية التي وثقت الانفجارات نلاحظ وجود مكان مشتعل ودخان متصاعد شمال وجنوب موقع الانفجارات، عند إسقاط الموقعين على المواقع المتأثرة من القصف نجد أن المكان المشتعل يقع في نفس مكان صهريج المشتقات النفطية شمال موقع مخازن الذخائر، والدخان المتصاعد قادم من اتجاه المستشفى من المرجح أن يكون دخان مبنى المستشفى (الصيدلية). 

لقطة شاشة من فيديو “محمد يحي الدخين” على فيسبوك.

لقطات شاشة من فيديوهات ""euronews”، “المركز الإعلامي لألوية العمالقة” على يوتيوب، “محمد يحي الدخين” على فيسبوك، صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth.

بالنظر إلى اتجاه تطاير الذخائر من المخازن في كل الاتجاهات بما فيه باتجاه مستشفى أطباء بلا حدود كما ظهر في الفيديو الليلي، إضافة إلى سقوط ذخائرة لم تنفجر داخل المستشفى -لا تحتوي على أداة تفجير أي أنها ذخائرة مخزنة وليست مهيئة للاستخدام الآني- يكون من المرجح أن الأضرار التي لحقت بالمستشفى ناجمة عن تطاير الذخائر، ولا توجد مؤشرات تدل على أن هناك استهداف مباشر.

فيديو تطاير صواريخ باتجاه المستشفى.

المسؤول المحتمل

لم يتبنى القصف أي طرف. اتهمت القوات المشتركة بالساحل الغربي في بيان قوات أنصار الله الحوثيين باستهداف المستشفى التابع لأطباء بلا حدود.

static/assets/msf_stetment_22.png

بيان القوات المشتركة حول قصف المخا من حساب “صحيفة عدن الغد” على تويتر.

إطلاق الصواريخ والطائرات

اتهمت القوات المشتركة الحوثيين بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مدينة المخا. أفادت الأنباء الواردة بالتزامن مع القصف عن قيام الحوثيين بقطع طريق مفرق منطقة الوازعية المؤدي إلى مركز المديرية، وأنها أطلقت عدداً من الصواريخ باتجاه المخا وفقاً لتغريدة “زياد الجابري” على تويتر عند الساعة 07:22 أي بعد 20 دقيقة على أول إبلاغ عن اعتراض صواريخ في سماء المخا.

لقطة شاشة تغريدة “زياد الجابري zeyad aljaberi” على تويتر.

بعد دقائق من تغريدة “زياد”، غرد حساب “رمزي المعمري” على تويتر، مفيداً عن رؤيته لثلاث كرات حمراء انطلقت من منطقة بعيدة من الوازعية متسائلاً إن كانت صواريخ. في رد عليه من أحد المستخدمين قال إنه شاهد الصواريخ من منطقة الموجود -يقصد الأمجود- في مديرية شرعب السلام.

لقطة شاشة تغريدة “رمزي المعمري” والردود عليها على تويتر. 

تحققنا من المناطق المذكورة في التغريدات والردود السابقة من خلال خريطتي غوغل إيرث و open street map. عثرنا على المناطق جميعها في اتجاه واحد شرق مدينة المخا، ومن المنطقي والمتاح رؤية الصواريخ من المنطقتين في حال أطلقت الصواريخ -حسب قولهم- من الشرق، وهي مناطق خاضعة لسيطرة قوات أنصار الله الحوثيين.

لقطة شاشة صورة مركبة من خريطتي Google Earth، open street map، الدائرة الحمراء: مفرق الوازعية، المربع الأحمر: الطريق المؤدي إلى مفرق الوازعية، الدائرة الزرقاء: منطقة الأمجود بمديرية شرعب السلام محافظة تعز، الدائرة الصفراء: مديرية الوازعية محافظة تعز، الدائرة الخضراء: مدينة المخا. المثلثات: مجال الرؤية المحتمل.

يُظهر المحتوى البصري في مقطع فيديو قناة يورو نيوز على يوتيوب هيكل حديدي لأجنحة طائرة مسيرة تتطابق مع الطائرات من نوع “قاصف-1” التي تملكها قوات “أنصار الله” الحوثيين ضمن سلاح الجو المسير، وهي نسخة مشابهة لطائرات “أبابيل” الإيرانية المسيرة.

لقطات شاشة من فيديو “euronews” على يوتيوب، تظهر لقطات لطائرات مسيرة مستخدمة في قصف المخا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019

 لقطات شاشة من فيديوهات قناة “الميادين” الفضائية، و“الإعلام الحربي” التابع للحوثيين.

صورة لطائرة من عائلة “أبابيل” الإيرانية المسيرة من وكالة الأنباء الإيرانية “ارنا”.

حققنا في المحتوى البصري المتعلق بهيكل الطائرة المتبقي لمعرفة موقع التصوير. تبين أن موقع تصوير الهيكل كان خلف مبنى المركز الثقافي بمحاذاة الجدار الفاصل بينه وبين المستشفى عند إحداثية: 13.320693, 43.267634، وهو دليل إضافي يؤكد مسؤولية الحوثيين عن قصف مخازن الذخيرة في مدينة المخا بطائرة مسيرة وصواريخ -كرات اللهب التي شوهدت قادمة من اتجاه الشرق-.

لقطات شاشة من فيديو “المركز الإعلامي لألوية العمالقة” على يوتيوب، صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth، تبين موقع تصوير الهيكل المتبقي من الطائرة المسيرة.

معسكر بجانب المستشفى

لم تذكر القوات المشتركة في بيانها وجود معسكر أو مخازن أسلحة بالقرب من مستشفى أطباء بلا حدود رغم تأكيد المعلومات مفتوحة المصدر وجود المخازن ، كما رد الصحفي “نبيل الصوفي” على تغريدة له بشأن الحادثة في تويتر، أن الموقع ليس فقط مخازن أسلحة بل يعد من أكبر معسكرات المخا.

لقطة شاشة رد الصحفي “نبيل الصوفي” على تعليق أحد المستخدمين في تغريدته على تويتر.

نبيل الصوفي: هو صحفي يمني مقرب من العميد طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) إحدى أقوى وأكبر التشكيلات العسكرية في القوات المشتركة بالساحل الغربي.

بحثنا في السياق الزمني لوجود المعسكر والمستشفى في المنطقة من خلال صور الأقمار الصناعية والمعلومات المتاحة بهذا الشأن لتطوير فهم أشمل يمكن من خلاله تحديد نوع المسؤولية المحتملة للأطراف المرتبطة بالحادثة.

سيطرت القوات المشتركة على مدينة المخا في فبراير/ِشباط 2017. تظهر صور الأقمار الصناعية في أبريل/نيسان 2017 وجود مبنى المركز الثقافي فقط بجانب المجمع الحكومي. في الصورة التالية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تم استحداث مبنيين صغيرين بالقرب من السور في الاتجاه الشمالي والجنوبي.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth  في أبريل/نيسان 2017، لموقع المعسكر قبل إنشاء المستشفى (قبل وجود أي استحداث أو استخدام للمكان). الأحمر: المجمع الحكومي، الأصفر: المركز الثقافي

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth  في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لموقع المعسكر قبل إنشاء المستشفى (استحداث مبنيين بجانب السور من اتجاهي الشمال والجنوب).

بدأت المركبات والحشود بالظهور فضلاً عن استحداث بقية المباني التي استخدمت لتخزين الذخائر في صور الأقمار الصناعية بتاريخ مايو/آيار 2018 -قبل إنشاء مستشفى أطباء بلا حدود وافتتاحه بثلاثة أشهر. من خلال السياق العسكري في الساحل الغربي يبدو أن الحشود كانت ضمن الاستعدادت لإطلاق معركة الحديدة في يونيو/حزيران 2018 بعد شهر من الصورة.

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth في يونيو/حزيران 2018.، لموقع المعسكر قبل إنشاء المستشفى (تظهر استكمال الاستحداث إضافة لوجود مجموعة من المركبات) 

في 2 أغسطس/آب 2018 أعلنت منظمة أطباء بلا حدود افتتاح المستشفى وبدأت مزاولة النشاط الطبي بالتزامن مع معارك الحديدة. المساحة الخالية في الصور السابقة بجانب المعسكر خُصصت لبناء المستشفى.

كما تظهر الصورة الوحيدة المتوفرة في عام 2019 من صور غوغل إيرث الأرشيفية، وجود عدد من المركبات في المعسكر في فترة توقف المواجهات العسكرية بعد إبرام اتفاق الحديدة بين أطراف الصراع برعاية الأمم المتحدة. 

صورة عبر الأقمار الصناعية من Google Earth في سبتمبر/أيلول 2019 لموقع المعسكر بعد إنشاء المستشفى

منظمة أطباء بلا حدود

قالت “منظمة أطباء بلا حدود” في بيان لها على موقعها الرسمي أنها أبلغت جميع الأطراف المتحاربة بموقع المستشفى، وكان معروفاً جيداً من قبل الجميع منذ افتتاح المستشفى في عام 2018.

فقرة من بيان منظمة أطباء بلا حدود بشأن حادثة قصف مباني بجانب المستشفى الذي تديره المنظمة.

يعتقد فريق التحقيق من خلال المعلومات مفتوحة المصدر أن منظمة أطباء بلا حدود أيضاً كانت على علم بوجود المعسكر بالقرب من المستشفى، إذ يتزامن تاريخ إنشاء المستشفى مع سير معارك الحديدة بالقرب من أكبر المعسكرات في المدينة والوارد أن يشهد نشاطًا ملحوظًا لتحرك القوات. 

التحقق من المحتوى البصري

اعتمدنا في التحقق من المحتوى البصري على تطابق المحتوى البصري الليلي، ولهجة ملتقط الفيديو، ومضمون الحديث المسموع في الفيديو، مع الأخذ بالاعتبار نوع المصدر الناشر إن كان وسيلة إعلام موثوقة لها حضور فعلي بالمخا أو حساب شخصي لمستخدم متواجد في مدينة المخا. 

جمعنا كل المحتوى البصري المرتبط بالحادثة الذي استطعنا العثور عليه. وجدنا أن أربعة مقاطع فيديو ليلية تم تداول إثنين منها بشكل كبير نشرت كلها في حساب “محمد يحي الدخين” على فيسبوك، وهو شخص يسكن مدينة المخا وفقاً لمعلومات السكن في الحساب. ثلاثة من الفيديوهات التي نشرها التقطت من نفس المكان. أوضح تحليل موقع التصوير الرابع وقوعه قرب مكان تصوير بقية المقاطع. كما أن لهجة المتحدثين في المقطع وذكرهم ان الانفجارات في مدينة المخا تعزز من مصداقية الفيديوهات.

لقطة شاشة من منشور “محمد يحي الدخين” على فيسبوك، للمقاطع الفيديو التي نشرها أحد مقاطع الفيديو مكرر مرتين لذا ذكرنا أن عدد مقاطع الفيديو المختلفة في المحتوى أربعة فيديوهات.

فيديو آخر مستخدم في التحقيق نشر من قبل موقع “إرم نيوز” على تويتر، وهو موقع الكتروني يصف نفسه بأنه مستقل ومقره في دولة الإمارات، أحد أعضاء التحالف العربي في اليمن، ولها حضور عسكري وإعلامي كبير في الساحل الغربي. ما يجعل مقطع الفيديو ذات موثوقية وصلة بالحادثة هو تمكننا من تحديد موقع التقاطه وتطابق اتجاه الانفجارات في الفيديو مع موقع مخازن الذخائر شرق المخا.

ضحايا

قالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أن الانفجارات في مخازن الذخائر بالقرب من المستشفى  لم تخلف أي ضحايا مدنيين من المرضى والكادر الطبي العامل في المستشفى.

الإطار القانوني

الأعيان المدنية محمية بموجب القانون الدولي

يتطلب القانون الإنساني الدولي من أطراف النزاع خلال العمليات العسكرية، اتخاذ الإجراءات المستطاعة لتفادي إصابة المدنيين والأعيان المدنية.

تنص المادة 57 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977 على أنه يجب على من يخطط لهجوم أو يتخذ قرار بشأنه “أن يتخذ جميع الاحتياطات المستطاعة عند تخير وسائل وأساليب الهجوم من أجل تجنب إحداث خسائر في أرواح المدنيين، أو إلحاق الإصابة بهم أو الأضرار بالأعيان المدنية، وذلك بصفة عرضية، وعلى أي الأحوال حصر ذلك في أضيق نطاق”.

لا يبدو أن أنصار الله الحوثيين التزموا باتخاذ الاحتياطات الواجبة عند استهدافهم معسكر القوات المشتركة، رغم علمهم بوجود المستشفى وإحداثياتها، التي زودتهم بها منظمة أطباء بلا حدود حسب تصريحاتها.

مخازن السلاح ليس هدفاً عسكرياً عادياً، لأنها تضم ذخيرة قد تنفجر وتتطاير إثر استهدافها، بما يتجاوز الأثر التفجيري للسلاح المستخدم في استهداف المخزن. تستوجب طبيعة هذا الهدف من الطرف المهاجم اتباع احتياطات إضافية وأخذ الضرر الناتج عن انفجار الذخيرة في المخازن بالاعتبار، وإمكانية تضرر المواقع المجاورة التي قد تضم أعيان مدنية.

كما لا يبدو أن أنصار الله الحوثيين وجهوا إنذاراً مسبقاً أو أبلغوا المنظمة بنيتهم استهداف الموقع العسكري المجاور للمستشفى، وبذلك انتهك الحوثيين القاعدة ج من المادة 57 والتي تنص على توجيه “إنذار مسبق وبوسائل مجدية في حالة الهجمات التي قد تمس السكان المدنيين، ما لم تحل الظروف دون ذلك”.

التسلسل الزمني لطبيعة الموقع المستهدف

يفيد السياق الزمني لوجود المعسكر والمستشفى في المنطقة من خلال صور الأقمار الصناعية والمعلومات المتاحة في تطوير فهم أشمل للموقع المتضرر، يمكن من خلاله تحديد نوع المسؤولية المحتملة للأطراف المرتبطة بالحادثة:

  • مايو/آيار 2018: مركبات وحشود ومباني تخزين الذخائر في صور الأقمار الصناعية في معسكر القوات المشتركة.

  • 12 يونيو/حزيران 2018: انطلاق معركة تحرير الحديدة” من المخا.

  • 2 أغسطس/آب 2018: أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن افتتاح مستشفى ميداني جراحي على بعد خمسين متر من موقع عسكري.

  • 13 ديسمبر/كانون الأول 2018: اتفاق الحديدة/ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة، وتوقف المعارك.

  • فترة ما بعد الإعلان عن اتفاق الحديدة: اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة.

  • سبتمبر/أيلول 2019: صور الأقمار الصناعية تظهر مركبات في معسكر القوات المشتركة.

  • 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019: إصابة مشفى أطباء بلا حدود.

وفقاً لتحليل هذا التسلسل الزمني، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود أنشأت مستشفى )عين محمية في قوانين الحرب) على مسافة خمسين متر من مخازن سلاح (هدف مشروع حسب قوانين الحرب). يبدو أن المنظمة اعتمدت في تقييمها لمخاطر الموقع على إبلاغ أطراف النزاع بإنشاء المستشفى وبإحداثياته. لكن اعتماداً على حوادث سابقة في سوريا مثلاً، فإن إبلاغ أطراف النزاع بموقع عين مدنية مثل مستشفى لا يضمن حمايتها، ويعرض المرضى والكوادر الطبية فيها لخطر القصف المباشر وغير المباشر.

خلاصة

بناءً على المعلومات الواردة أعلاه، خلص الأرشيف اليمني إلى أن مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخا غربي محافظة تعز، دُمّر جزئياً بعد إصابته بذخائر أو أجسام محترقة تطايرت بعد قصف أنصار الله الحوثيين معسكر تابع للقوات المشتركة قرب المستشفى، بصواريخ وطائرة مسيرة ليل 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019. لم يُبلغ عن ضحايا في المستشفى.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية