logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

قصف منزل سكني في مديرية موزع خلال أيام العيد

٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٣

اطبع المقال

ملخص الحادثة:

الحادثة: قصف منزل سكني في مديرية موزع خلال أيام العيد

الموقع: قرية المجش الأعلى بعزلة العواشقة في مديرية موزع غرب محافظة تعز

التاريخ: 22 نيسان/أبريل 2023

التوقيت: 09:45 - 17:38 بالتوقيت المحلي

الضحايا: مقتل 3 مدنيين بينهم امرأة وطفل، وإصابة 9 آخرين

الأضرار المادية: تدمير شبه كامل للمنز.

الذخيرة المحتملة: صاروخ موجه من نوع 9M133 Kornet  أو  DEHLAVIEH

المسؤول المحتمل: قوات أنصار الله الحوثيين

مقدمة

بتاريخ 22 أبريل/نيسان 2023، تداولت وسائل إعلام محلية ومنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن إصابة منزل بقصف صاروخي في قرية المجش العلا وسط تجمع عائلي يحتفل بعيد الفطر. أدى القصف إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 9 آخرين، ودمار كبير في المساكن المدنية. تشير الادعاءات إلى مسؤولية قوات أنصار الله الحوثيين، نظرا لأن الحادث وقع في عزلة العواشقة بمديرية موزع غربي محافظة تعز، وهي منطقة تسيطر عليها “القوات المشتركة في الساحل الغربي”.

عن المنطقة

تتبع قرية المجش الأعلى عزلة العواشقة بمديرية موزع غرب محافظة تعز، وتخضع لسيطرة القوات المشتركة في الساحل الغربي بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، وهي إحدى القرى القريبة من خطوط الاشتباك في جبهة البرح، وتبعد عن مواقع قوات أنصار الله الحوثيين شمال المنطقة حوالي 3 كيلومترات.

group 382

لقطة شاشة من موقع لايف ماب Live Map تظهر نقاط سيطرة القوات العسكرية في مديرية موزع والمناطق المحيطة بها بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2023. تظهر عزلة العواشقة – حيث يقع المنزل المتضرر – في المنطقة الحمراء، بينما تظهر مديرية موزع بالأزرق. مناطق سيطرة قوات أنصار الله بالأحمر. مناطق سيطرة القوات المشتركة في الساحل الغربي المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية بالأزرق. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

المنهجية

أجرى الأرشيف اليمني هذا التحقيق بناءً على:

  • جمع وحفظ وتحليل مقاطع الفيديو والصور من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المنشورة يوم الهجوم وفي الأيام التي تلته.
  • تحديد تاريخ ووقت الهجوم من خلال عمليات البحث المتقدمة على تويتر وTweetedAt ، وهي أداة مفتوحة تستخرج التاريخ والوقت من معرف التغريدة عن طريق الهندسة العكسية، مما يؤكد التوقيت المحلي عند نشر أول تغريدة حول الهجوم، بالإضافة إلى جمع معلومات حول الأحوال الجوية باستخدام  World Weather Onlineوتحليل صور الأقمار الصناعية من  Open street Map، وGoogle Earth Pro، وتحليل الصور الملتقطة لموقع الهجوم في يوم الحادثة والتي تظهر طقساً غائماً على غير العادة في 22 نيسان/أبريل 2023.
  • تحديد الموقع الجغرافي للمنزل من خلال البحث عن اسم عزلة العواشقة في Open street Map، حيث تحتوي على بيانات أكثر دقة عن أسماء المناطق المحلية من Google maps  و Google Earth، ثم تحديد نطاق بحث 1.5 كم حول القرية والتعرف على المعرفات البصرية المميزة مثل سلسلة الجبال التي ظهرت في المحتوى المرئي ومقارنتها بالجبال الموجودة في المنطقة من خلال عرض مستوى سطح البحر في برنامج Google Earth الذي أظهر أن الجبال تظهر ميزات مماثلة.
  • تحديد اتجاه وصول الذخيرة التي أصابت المنزل، وذلك من خلال تحليل زاوية اختراق المنزل من عدة احتمالات وعرض البيانات في برنامج  Google Earth، حيث يتضح أن القصف أصاب الباب الأمامي للمنزل المواجه شمالاً، ويبدو أن نقطة الارتطام المباشر كانت على الجدار المواجه للشمال الغربي أو الشمالي الشرقي للمنزل.
  • تحديد هوية المسؤول المحتمل بناء على تحليل مسار الذخيرة، كما يتضح من موقع الضرر والأدلة على التأثير، وموقع المنزل، ومعلومات السيطرة على المنطقة والموقع العسكري في محيط المنطقة.

الحادثة

يوم السبت 22 نيسان/أبريل 2023، ذكر المتحدث الرسمي باسم “قوات المقاومة الوطنية”، في حسابه في تويتر، أن قوات أنصار الله الحوثية استهدفت منزل المدني عبد الباسط الحبشي في قرية المجش الأعلى بمديرية موزع  في محافظة تعز غرب اليمن، مما أدى إلى مقتل 3 وإصابة 9 آخرين معظمهم أفراد من عائلة واحدة. بحسب المصدر، وقع الهجوم ثاني أيام عيد الفطر، بينما كانت الأسرة تستقبل مجموعة من أفراد الأسرة الذين جاءوا لتبادل التهاني بالعيد.

يبدو أن لقطات الفيديو والصور في تويتر ويوتيوب تؤيد تصريح المتحدث الرسمي، وتظهر أن المنزل متضرر ولم يعد صالحاً للسكن.

تاريخ ووقت الهجوم

تظهر الصور ومقاطع الفيديو أن الهجوم وقع خلال ساعات نهار 22 أبريل/نيسان 2023، ثاني أيام عيد الفطر. تم استخدام مجموعات مختلفة من مصطلحات البحث في البحث المتقدم على تويتر ومن خلال أداة البحث ” Who Posted What” في فيسبوك.

أظهر البحث المتقدم في تويتر أن أول تغريدة بخصوص الحادثة نشرها حساب محمد علي قزيف، حيث أشار إلى سقوط ضحايا مدنيين جراء قصف أنصار الله الحوثيين لقرية المجش الأعلى بمديرية موزع الساعة 5:38. مساء يوم 22 نيسان/أبريل 2023 بالتوقيت المحلي لليمن، وفقاً للطابع الزمني للمنشور باستخدام TweetedAt.

group 383

لقطة شاشة من تحليل TweetedAt لتغريدة محمد علي قزيف، أول تغريدة تتعلق بالحادثة، تظهر في الساعة 17:38:16 كوقت النشر. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

تُظهر اللقطات التي تم نشرها طوال يوم الهجوم في 22 أبريل/نيسان 2023 من موقع القصف، طقساً غائماً في منتصف النهار.

group 384

لقطة شاشة من مقطع فيديو منشور على حساب شبكة إيجاز في تويتر، لحظة علاج الضحايا في أحد المستشفيات الميدانية، حيث يبدو أنه قريب من موقع المنزل. يبدو الطقس غائما في اللقطة. تغريدة نُشرت في 23 نيسان/أبريل 2023. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

group 386

group 387

صورتان نشرهما الصحفي علي السكني في تويتر يوم الهجوم في لقطتين مختلفتين، تظهر إحداهما أحد الضحايا محاطاً بالعائلة، وصورة أخرى تظهر المنزل حيث يبدو الطقس أيضا غائم. نشر نفس الصور بتاريخ الحادثة 22 نيسان/أبريل 2023 موقعي نافذة اليمن والمنتصف.

باستخدام هذه المعلومات المتعلقة بالحالة الجوية كمرجع لهذا اليوم، تظهر السجلات الجوية التاريخية لموزع أن يوم 22 نيسان/أبريل 2023 كان غائماً وعاصفاً، وهو ما يتطابق أيضا مع صور الأقمار الصناعية التي حصل عليها الأرشيف اليمني منPlanetScope Scene لنفس اليوم والتي تظهر نسبة الغطاء السحابي 94% فوق المنطقة في الساعة 09:45 صباحاً بالتوقيت المحلي، وهو اليوم الغائم الوحيد في ذلك الأسبوع، مما يؤكد أن 22 نيسان/أبريل كان يوم الحادثة.

group 388

لقطة شاشة من موقع world weather online. تشير بيانات الطقس التاريخية إلى أن يوم 22 نيسان/أبريل، يوم وقوع الحادث، كان غائماً شبه كلياً مع احتمال حدوث عواصف رعدية، وهو ما يتوافق مع حالة الطقس في المشاهد المرتبطة بالحادث وبيانات صور الأقمار الصناعية. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

group 389

صورة من PlanetScope Scene. تُظهر صور الأقمار الصناعية غطاءً سحابياً بنسبة 94٪ في 22 نيسان/أبريل 2023، يغطي منطقة موزع حيث وقع الهجوم. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

بناءً على تحليل الطابع الزمني للبلاغ الأول وتحليل الطقس يوم القصف حسب المحتوى المرئي ومقارنتها مع صور الأقمار الصناعية من موقع PlanetScope Scene لنفس اليوم، والبيانات التاريخية في World Weather Online,PlanetScope Scene، يكون الوقت المحتمل لقصف المنزل بين الساعة 09:45 و17:38 بالتوقيت المحلي بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2023.

الموقع الجغرافي

وقعت الحادثة في قرية المجش الأعلى التابعة لعزلة العواشقة بمديرية موزع في محافظة تعز. من خلال الاعتماد على أنظمة الملاحة وبرامج رسم الخرائط التي تحتوي على تسميات أكثر دقة، مثل Open Street Maps، تمكن الأرشيف اليمني من تضييق نطاق البحث وتحديد الإحداثيات الجغرافية للمنزل المتضرر في قطاع العواشقة.

group 390

لقطة شاشة من OpenStreetMap تظهر نتائج البحث عن عزلة العواشقة في مديرية موزع غرب تعز. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

تحتوي هذه المنطقة على منازل لها نفس خصائص المنزل المتأثر. غياب السمة التي تميز المنزل المتضرر عن المنازل الأخرى في الحي، جعل من الصعب تحديده بدقة، لولا وجود سلسلة جبلية ظهرت في فيديو للمركز الإعلامي للمقاومة الوطنية. شكلت هذه السلسلة الجبلية النقطة المحورية في البحث، وإن كانت مدعومة ببعض المعالم الأخرى بما في ذلك: 1) المساحات الخضراء بين المنزل المتضرر والجبال، 2) المباني المجاورة، وتحديداً مبنى على شكل حرف L، و3) العلامات المساعدة مثل الطرق الثانوية. ساهم الجمع بين هذه العلامات مقارنة بصور الأقمار الصناعية في التأكد بنجاح من إحداثيات موقع التأثير: 13.386378, 43.668547.

group 391

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية، تظهر معالم سلسلة الجبال على يسار موقع الحادثة.

group 392

لقطة شاشة مماثلة للمنظر الأيسر للتضاريس من فيديو قناة سهيل في يوتيوب تظهر محيط سلسلة جبال مطابقاً لذلك الموجود في لقطة شاشة من Google Earth Pro في موقع الحادثة في “صورة الشارع”. لقطات شاشة تم التقاطها في حزيران/يونيو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

بالنظر إلى الخطوط البيضاء، يظهر تطابق واضح بين الخطوط العريضة للجبال الخلفية على يسار موقع الحادثة وتلك الموجودة في صورة القمر الصناعي. لتأكيد هذه النتيجة، تم استخدام نفس التكتيك لتحليل التضاريس من الجهة اليمنى.

group 393 1

لقطة شاشة للمنظر الأيمن للتضاريس من فيديو قناة سهيل في يوتيوب تظهر محيط سلسلة جبال مطابقاً لما تم العثور عليه في لقطة شاشة من Google Earth Pro في موقع الحادثة في “صورة الشارع”. لقطات شاشة تم التقاطها في حزيران/يونيو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

لتصور هاتين الزاويتين معاً، قام الأرشيف اليمني بتركيب نسخ شبه شفافة من لقطات فيديو تلفزيون سهيل أمام لقطة شاشة من PeakVisor – وهو تطبيق ملاحة ثلاثي الأبعاد مع ميزة متقدمة لتحديد الجبال والتي تتيح نمذجة التضاريس بدقة عالية. النتيجة هي تطابق شبه كلي في شكل (القمم والانخفاضات) في المنطقة الطبيعية للحادثة.

group 394 1

لقطة شاشة من PeakVisor تعرض سلسلة الجبال الكاملة المطلة على موقع الحادث مع لقطات شاشة شبه شفافة للمناظر الجزئية لسلاسل الجبال على يسار ويمين الحادثة في فيديو قناة سهيل الموضح في الأعلى. التقطها الأرشيف اليمني في حزيران/يونيو 2023.

بالإضافة إلى سلسلة الجبال، ساعدت المعالم المحيطة وتضاريس موقع التأثير في التحقق من الموقع. باستخدام صور الأقمار الصناعية، حدد الأرشيف اليمني عديداً من المعالم مثل الممرات الترابية والمساحات الخضراء الواسعة والمنازل المجاورة.

group 396

مقارنة موقع التأثير. أعلى اليمين: لقطة شاشة من فيديو قناة سهيل في يوتيوب. أعلى اليسار وأسفل: لقطات من فيديو المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية. باللون الفيروزي: المنزل المتضرر، الخط الأحمر: طريق ترابي، الأخضر: شجيرات قرب المنزل المتضرر، منطقة خضراء واسعة: مزرعة مليئة بالأشجار. الأبيض: منزل على شكل حرف L. البرتقالي: الغرفة المجاورة. تم التقاط لقطات الشاشة في حزيران/يونيو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

group 397

مطابقة صورة القمر الصناعي من Google Earth Pro لموقع الارتطام. اللون الفيروزي : البيت المتضرر والشجيرات القريبة منه. الأبيض: منزل على شكل حرف L. الأحمر: الغرفة المجاورة. الخط المتقطع: الطريق الترابي. تم التقاط لقطة الشاشة في حزيران/يونيو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

الأضرار المادية

دُمر منزل العائلة التي استضافت الاحتفال بشكل شبه كامل ولم يعد صالحاً للسكن. تُظهر الصور ومقاطع الفيديو المنشورة في تويتر ويوتيوب أضراراً كبيرة في أحد الجدران وجزء من السقف. يمكن رؤية كسور وتشققات في باقي جدران المنزل نتيجة الهجوم. كما يوثق الفيديو تدمير خزان مياه بلاستيكي قرب المنزل بشكل كامل.

تُظهر صورة من حساب شبكة تعز الإخبارية قسي تويتر، في لقطة خارجية الأضرار التي لحقت بالمنزل نتيجة الهجوم. الجزء العلوي من المنزل الذي يظهر مكان الباب، والجزء الآخر الموجود بالأسفل، هُدما. نُشرت في 26 نيسان/أبريل 2023.

group 398

group 399

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية في يوتيوب، تظهر الأضرار والتشققات التي خلفها الهجوم على المنزل. التقطت في تموز/يوليو 2023.

group 400

لقطة شاشة من فيديو وكالة 2 ديسمبر الإخبارية في تويتر بتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول لخزان المياه الأبيض المجاور للمنزل المتضرر بالكامل. التُقطت في تموز/يوليو 2023.

الذخائر المستخدمة المحتملة

ظهرت بقايا ذخيرة صغيرة في مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية. تظهر في الفيديو بقايا الذخيرة يحملها صاحب المنزل المتضرر بين يديه، فيما تظهر أجزاء أخرى من الذخيرة في صورة نشرها حساب الحدث اليمني في تويتر. تحتوي الصورة على ما يبدو أنه نصف قرص مكسور، وقطع من شظايا مختلفة، وقطعة معدنية رفيعة تتميز بثقوب صغيرة في خطين متوازيين في أحد طرفيها.

group 401

group 402

لقطات من فيديو المركز الإعلامي لقناة المقاومة الوطنية في يوتيوب، يظهر فيها صاحب المنزل وهو يحمل في يديه قطعاً معدنية صغيرة تبدو وكأنها بقايا شظايا صغيرة من الذخيرة التي أصابت المنزل. تم نشر الفيديو في 23 نيسان/أبريل 2023. التقط الأرشيف اليمني الصورة في حزيران/يونيو 2023.

group 404

صورة من تغريدة الحدث اليمني لموقع الحادثة. يمكن رؤية قرص مكسور نصف دائري، وقطع شظايا مختلفة، وقطعة معدنية رفيعة عليها ثقوب صغيرة في خطين متوازيين في أحد طرفيه (محدد بشكل بيضاوي أبيض)، ربما يعود إلى الذخيرة التي أصابت المنزل. تغريدة نُشرت في 22 نيسان/أبريل 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

المسؤول المحتمل

اتهمت القوات المشتركة في الساحل الغربي قوات أنصار الله الحوثيين بالمسؤولية عن قصف المنزل، نظراً لسيطرتها على المنطقة التي يقع فيها المنزل. وجهت نفس الاتهامات وسائل إعلام محلية أغلبها مناهضة لجماعة أنصار الله الحوثية. لم يصدر أي تصريح من القوات التابعة لجماعة أنصار الله الحوثية أو من جهات مستقلة.

توفر الخصائص المرئية التي تمت ملاحظتها في المحتوى مفتوح المصدر المتاح معلومات تساعد في تحديد الاتجاه المحتمل لوصول المقذوف. يمكن لهذا المحتوى المرئي، إلى جانب المعلومات حول السياق العسكري ومنطقة السيطرة لكل طرف والمدى الأقصى للقذيفة، أن يوفر خيوطاً لتحديد القوات التي يحتمل أن تكون مسؤولة عن الهجوم.

في مقطع فيديو المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية، يظهر باب الطابق العلوي من المنزل ملقى على الأرض، ويظهر انحناء في الجانب الأيمن العلوي إلى الداخل – في وضع الباب العادي قبل القصف. كما أنه يحتوي على ما يبدو أنها علامة بيضاء قد تكون مؤشراً على الارتطام المباشر بالمقذوف وانفجاره. من هناك، يبدو أن الذخيرة المحتملة ربما اتخذت مساراً أفقياً مستقيماً نحو الجانب الشمالي الغربي من المنزل، وهو ما يمثل اتجاه وصول القذيفة المحتمل.

الصورتان التاليتان تسلطان الضوء على الملاحظات المستخلصة من تأثير اصطدام المقذوف بباب المنزل، والتي توفر نظرة معمقة لاتجاه وصول المقذوف.

group 405

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي المقاومة الوطنية في يوتيوب. يظهر باب الطابق العلوي من المنزل ملقى على الأرض، وله انحناء في الجهة اليمنى العليا إلى الداخل (محدد بدائرة بيضاء) في الوضع الطبيعي للباب قبل القصف. تم التقاطها في تموز/يوليو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

group 406

لقطة شاشة من فيديو المركز الإعلامي المقاومة الوطنية. دائرة بيضاء: تحتوي على ما يبدو أنه علامة بيضاء بجوار الإطار الداخلي للباب والتي قد تشير إلى الاصطدام المباشر بالمقذوف وانفجاره. تم التقاطها في تموز/يوليو 2023. الرسوم التوضيحية أنشأها الأرشيف اليمني.

أدناه مخطط مبسط للمنزل. يساعد منظور عين الطائر على تحديد موقع الباب (جسم صغير مستطيل الشكل) ونقطة التأثير المحتملة للقذيفة (النقطة الحمراء).

group 447a

رسم توضيحي أنشأه الأرشيف اليمني، يُظهر الاتجاه المحتمل لوصول الذخيرة وتأثيرها على الباب، بناءً على آثار الأضرار التي لحقت بالباب العلوي للمنزل في أعلى اليسار. تم إنشاء الرسم التوضيحي في تموز/يوليو 2023.

يشير تحليل الأضرار إلى أن مسار الذخيرة المحتملة يظهر المسار المنعكس في هذا التصور:

group 429

لقطة شاشة من Google Earth Pro توضح موقع المنزل المتأثر. الخط الأبيض المستقيم الخط المحتمل للذخيرة المحتملة القادمة من الشمال الغربي للمنزل. اعتماداً على تحليل الأضرار على الباب العلوي للمنزل، تم رسم الخط. لقطة شاشة ورسوم توضيحية أنشأها الأرشيف اليمني في تموز/يوليو 2023.

يشير اتجاه تقلب الركام إلى احتمال آخر. أحدث القصف فجوة في الزاوية الشرقية من المنزل، فيما يبدو أن الركام قد اتخذ مساراً معاكساً للاختراق باتجاه الشمال الشرقي، مما يشير إلى منطقة وصول أخرى. مع ذلك، من غير المعروف ما إذا كان المدنيون نقلوا الأنقاض جانباً قبل توثيق المشهد والتقاطه بالكاميرا. إذا كان الأمر كذلك، فإن زاوية الاختراق الأكثر احتمالاً تبقى من الشمال الشرقي للمنزل. على العكس من ذلك، إذا لم يتم تحريك الأنقاض، فإن اتجاه الذخيرة المحتملة يظل غير حاسم إلى حد ما بين الشمال الغربي والشمال الشرقي للمنزل.

الصورتان التاليتان تقدمان معلومات جغرافية عن المنزل وبقايا الاصطدام من خلال تحديد النقطة باتجاه الشمال.

group 426

group 427

لقطات من فيديو المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية. أعلى، المستطيل الأحمر: منطقة الأنقاض. المستطيل الأبيض: منطقة خالية من الركام. السهم باتجاه الشمال في الخريطة. الأسهم الحمراء بالأسفل: اتجاه الركام عكس اتجاه الارتطام. أنشأ الأرشيف اليمني الرسوم التوضيحية في تموز/يوليو 2023.

على افتراض أن التوزيع الأصلي للأنقاض لم يتم المساس به، فإن المسار البديل للذخيرة المحتملة يظهر في هذا التصور:

group 421

لقطة شاشة من Google Earth Pro توضح موقع المنزل المتأثر. الخط الأبيض يمثل الخط المحتمل للذخائر المحتملة القادمة من الشمال، مع انحراف طفيف نحو الشرق. اعتماداً على تحليل الأضرار، وشكل الفجوة في الزاوية اليمنى من المنزل، واتجاه الأنقاض، تم رسم الخط. أنشأ الأرشيف اليمني لقطة شاشة والرسوم التوضيحية في تموز/يوليو 2023.

تطلب تحديد المواقع العسكرية للطرفين في اتجاه الإطلاق المحتمل، تتبع متعدد الخطوات للحصول على نتائج دقيقة. يقدم موقع Liveuamap خريطة أولية للصراع في المنطقة، معززة بمعلومات من قناة حروب وخرائط في يوتيوب بخصوص الوضع العسكري في جبهة البرح – موزع، وعلى أساسها أجرى فريق التحقيق عمليات رصد للتحصينات والسواتر الترابية لكلا الجانبين في صور الأقمار الصناعية في Google Earth.

group 420

لقطة شاشة من Google Earth Pro لأقرب تحصين تتمركز فيه قوات أنصار الله الحوثية في منطقة موزع، الواقعة على بعد 2.9 كيلومتر شمال المنزل تقريباً. المربع الأبيض: معلومات عن قياس المسافة بين المنزل والتحصين، الخط الأبيض هو أداة القياس عن بعد على الخريطة. أنشأ الأرشيف اليمني الصورة في تموز/يوليو 2023.

group 419

لقطة شاشة من Google Earth Pro لتحديد مساحة الخط الأمامي. الخط الأبيض لتحديد البعد بين أقرب موقع تحصينات لقوات أنصار الله الحوثيين وتحصينات القوات المشتركة في الساحل الغربي. يظهر المربع الأبيض أداة القياس على الخريطة حيث يقدر الفاصل الزمني للجبهة بحوالي 1.56 كم. أنشأ الأرشيف اليمني الصورة في تموز/يوليو 2023.

يتضح من خلال التتبع والرصد أن أقرب مكان يتمركز فيه الحوثيون شمال المنزل يبعد حوالي 2.9 كيلومتر، فيما تسيطر القوات المشتركة على مسافة 1.3 كيلومتر من الخط الممتد شمالاً.

هنا، يمكننا أن نرى كيف تم تقسيم السيطرة على المنطقة المحيطة بالمنزل بسبب السياق العسكري وقت الهجوم.

group 422

لقطة شاشة من Google Earth Pro لمناطق السيطرة في مناطق موزع. الأزرق: القوات المشتركة في الساحل الغربي، الأخضر: قوات أنصار الله الحوثية، الأحمر: الجبهة الفاصلة. الدبوس الفيروزي: موقع المنزل. أنشأ الأرشيف اليمني الصورة والرسوم التوضيحية في تموز/يوليو 2023.

يقدر المدى المشترك لذخائر النوعين بـ 5 كيلومترات أو أكثر، مما يضع المنزل في مرمى الحوثيين والقوات المشتركة التي تسيطر على المنطقة.

أشارت وسائل إعلام رسمية ومحلية ووسائل إعلام موالية للقوات المشتركة والتحالف العربي وصحفيين محليين إلى مسؤولية الحوثيين عن الهجوم، فيما لم يصدر الحوثيون أي تعليق بخصوص القصف.

تُظهر مسارات الوصول المحتملة والمرسومة ضمن دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات، سيطرة الحوثيين على جزء أوسع من ميدان الإطلاق المحتمل مقارنة بالقوات المشتركة، إضافة إلى تمركز الحوثيين في المناطق المرتفعة المقابلة للمنزل.

group 430

لقطة شاشة من Google Earth Pro تُظهر نصف قطر يبلغ 5 كيلومترات (متوسط النطاق التشغيلي للذخائر المحتملة) من نقطة تأثير الصاروخ، مما يشير إلى النطاق المحتمل لمنشأ الذخيرة. يشير الدبوس المسقط إلى موقع المنزل المتضرر. يمثل الخطان الفيروزيان النظريتين العمليتين لاتجاه وصول الصاروخ: إما من الشمال الغربي أو من الشمال الشرقي للمنزل المتضرر. المنطقة الواقعة فوق الخط الأخضر هي المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات أنصار الله الحوثية، بينما المنطقة الواقعة تحت الخط الأزرق هي المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات المشتركة في الساحل الغربي. نظراً لمناطق السيطرة الفعلية لهذه المناطق إلى جانب المنطقة المحتملة لإطلاق الصاروخ، يمكن ملاحظة أن الجزء الأكبر من المنطقة المتداخلة يقع تحت سيطرة أنصار الله الحوثيين. أنشأ الأرشيف اليمني الصورة والرسوم التوضيحية في تموز/يوليو 2023.

لكن نظراً لمحدودية المعلومات المتوفرة حول التفجير وغياب الأدلة المادية القاطعة في المحتوى المتعلق بالحادثة، فإنه لا يمكن التأكد بشكل مستقل من مسؤولية قوات أنصار الله الحوثيين عن الهجوم.

الضحايا

ذكرت مواقع إخبارية تابعة للقوات المشتركة في الساحل الغربي، أن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة 12 شخص. نشرت وكالة 2 ديسمبر الإخبارية والساحل الغربي أرقاماً تشير إلى مقتل 3 مدنيين بينهم امرأة وطفلة تبلغ من العمر 12 عام. قالت المصادر أيضاً إن امرأة و9 آخرين معظمهم من عائلة واحدة أصيبوا.

القتلى:

  1. نجوى حسان مقبل بجاش (12 سنة)
  2. محمد عبدالباسط محمد الحبشي
  3. وشقيقته مريم عبد الباسط محمد الحبشي

المصابون:

  1. عبدالباسط محمد الحبشي
  2. أسامة عبد الباسط محمد الحبشي
  3. عبدالغفار عبدالله محمد الحبشي 
  4. محمد عبدالغفار عبدالله الحبشي 
  5. فكري عبد الحافظ محمد الحبشي
  6. شهاب سعيد مهيوب أحمد عبداللطيف الحبشي
  7. أسامة سعيد مهيوب أحمد عبداللطيف الحبشي
  8. سعيد طالب أحمد قميعو
  9. أحمد سعيد طالب أحمد قميعو

خلاصة

تشير المعلومات مفتوحة المصدر المتوفرة إلى أنه في ثاني أيام عيد الفطر الموافق 22 أبريل/نيسان 2023، أصاب صاروخ منزلاً مدنياً في قرية المجش الأعلى التابعة لعزلة العواشقة الواقعة في مديرية موزع بمحافظة تعز غرب البلاد. أدى الهجوم إلى مقتل 3 أشخاص، بينهم امرأة وطفل، وإصابة 9 آخرين من أفراد الأسرة. كما تسبب الهجوم بأضرار جسيمة في المنزل، مما جعله غير صالح للسكن.

الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي

ينطوي هذا الحادث على انتهاكات لحقوق المدنيين والأعيان المدنية في الحماية من الهجمات العشوائية بموجب القانون الإنساني الدولي. في السياق اليمني، تثير هذه الحادثة القضايا التالية، التي تحكم مدى تطبيق القوانين الدولية المختلفة وأهميتها:

  • ما هي الصكوك القانونية التي تحظر صراحة الهجمات على الأهداف المدنية؟
  • ما مدى انطباق تلك القوانين على نزاع غير دولي (داخل الحدود)

الهجوم على هدف مدني

يعد مبدأ التمييز حجر الزاوية في القانون الإنساني الدولي وينص على وجوب حماية بعض الأشخاص والأعيان من الهجمات أثناء النزاع المسلح بسبب وضعهم المدني. تتحمل جميع أطراف النزاع المسلح مسؤولية التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، والامتناع عن استهداف الأشخاص أو الأعيان المدنية. يدور الصراع اليمني بين جهات حكومية وغير حكومية، وبالتالي يتم تصنيفه على أنه نزاع مسلح غير دولي. في حين أن الخطوط الفاصلة بين الأهداف المدنية والعسكرية قد تصبح غير واضحة في بعض الأحيان في سياق النزاعات المسلحة غير الدولية، فإن عدم اليقين هذا لا يعفي جميع الأطراف من التزامهم بالامتناع عن استهداف أهداف مدنية بشكل واضح.

هناك ثلاثة مصادر رئيسية للقانون الدولي الإنساني التي تنطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية مثل النزاع في اليمن: المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف، والبروتوكول الإضافي الثاني (1997)، والقواعد العرفية للقانون الإنساني الدولي (اللجنة الدولية للصليب الأحمر). تحمي كل من المادة 3 المشتركة والبروتوكول الإضافي الثاني المدنيين والمجتمعات المدنية، لكنهما لا يحميان صراحة الأعيان المدنية، مثل المنزل. مع ذلك، حظر استهداف الأهداف المدنية أصبح قاعدة عرفية مقبولة عالمياً ومنصوص عليها في القاعدة 7 من القواعد العرفية للقانون الإنساني، التي وضعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. تنص القاعدة 7 على أنه لا يجوز مهاجمة جميع الأعيان المدنية ما لم يتم إعادة توجيهها لتحقيق أهداف عسكرية. تم تجسيد هذا المبدأ أيضاً في قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1970 في قرار الجمعية العامة رقم 2675 وتم تضمينه أيضاً في القرارات الأخيرة، مثل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة r2624 (2022) الذي يدين توجيه الهجمات على وجه التحديد ضد الأهداف المدنية في اليمن، وقانون المعاهدات الأخير، أي في البروتوكول الثاني المعدل لاتفاقية الأسلحة التقليدية المعينة (المادة 3 (7)). بالإضافة إلى ذلك، في مشروعية التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها أمام محكمة العدل الدولية، استشهدت عدة دول بمبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية. ذكرت المحكمة في رأيها أن مبدأ التمييز هو أحد “المبادئ الأساسية” للقانون الإنساني الدولي في جميع النزاعات.

في هذه الحالة، لم يكن المنزل المستهدف هدفاً قانونياً للهجوم. كان هدفاً مدنياً لم يتم تحويله إلى هدف عسكري أو إعادة استخدامه ليناسب الأهداف العسكرية. لم يكن المنزل يساهم بأي حال من الأحوال في عمل أي طرف من أطراف النزاع، وبالتالي لا يمكن اعتباره هدفاً عسكرياً. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك عديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين المرتبطة بالهجوم، وهو انتهاك للحماية المقدمة للمدنيين غير المشاركين في الأعمال العدائية المباشرة بموجب المادة 3 المشتركة، والمادة 13 (2) من البروتوكول الإضافي، والقانون الدولي الإنساني العرفي.

شكّل هذا الهجوم انتهاكاً للمبادئ الأساسية المتجذرة لقانون النزاعات المسلحة. قد يخضع هذا الانتهاك للمحاكمة بموجب القانون الجنائي الدولي، بما في ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة 8 (2) (هـ) (ط) من نظام روما الأساسي التي تحظر توجيه الهجمات ضد السكان المدنيين، والمادة 8 (2) (هـ) (12) التي تحظر تدمير ممتلكات الخصم ما لم يكن هذا التدمير “ضرورياً بشكل حتمي لضرورات النزاع”. في التحليل أعلاه، تم اعتبار الحوثيين جهة فاعلة “غير حكومية”، باعتبارهم المسؤول المحتمل. رغم أن بعض أدوات وسبل الانتصاف بموجب القانون الدولي تنطبق على الجهات الحكومية، فإن الأدوات التي تنطوي عليها وقائع هذه الحادثة تنطبق بنفس القدر من القوة على الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية. رغم أن اليمن وقع على نظام روما الأساسي ولكن لم يصادق عليه، فإن الدولة التي وقعت على معاهدة ولم تصادق عليها لا تزال ملزمة بالامتناع عن “الأفعال التي من شأنها أن تتعارض مع موضوع المعاهدة والغرض منها”، وفقاً لاتفاقية فيينا لقانون المعاهدات.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية