logo
الأرشيف اليمني
logo
الأرشيف اليمني

التحقيقات

استهداف القاعة الكبرى في صنعاء

٨ كانون الأول ٢٠٢٠

تحقيق يتناول استهداف القاعة الكبرى في صنعاء

اطبع المقال

ملخص الحادثة:

  • مكان الهجوم: العاصمة صنعاء
  • التاريخ: 8 تشرين الأول/أكتوبر 2016.
  • التوقيت: حوالي الساعة 15:20 عصراً
  • الأضرار المادية: احتراق بعض السيارات في المواقف التابعة للقاعة، حفرتين في سقف القاعة
  • نوع الهجوم : غارات جوية
  • الذخائر المحتملة : قنابل GBU-12 Paveway II 500-pound أمريكية الصنع
  • المسؤول المحتمل : التحالف العربي بقيادة السعودية.

استهداف القاعة الكبرى في صنعاء

أربع سنوات مضت على قصف القاعة الكبرى الواقعة في العاصمة صنعاء، ففي اليوم الثامن من شهر تشرين الثاني/أكتوبر سنة ٢٠١٦ تداولت مواقع الأخبار ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أنباءً وصورًا ومقاطع فيديو عن استهداف طيران قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة موقع القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء بغارتين جويّتين، إذ أن غارة جويّة استهدفت المكان في حوالي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة عصرًا حسب التوقيت المحلي، تلتها بسبع دقائق غارة ثانية. كان المُعزون يتوافدون بكثرة على القاعة في ذلك الوقت، من أجل تقديم العزاء بوفاة والد جلال الرويشان، والذي تمّ تعيينه من قبل الحوثيين، المسيطرين على صنعاء، وزيرًا للداخليّة.

يهدف هذا التحقيق إلى محاولة فهم تفاصيل الحادثة، وذلك لأنّ الضحايا مدنيين ولأنّ المكان المستهدف هو منشأة مدنيّة.

بعد جمع وتحليل الصور والأدلّة البصريّة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الأخبار؛ تحقق الأرشيف اليمني من أنّ القاعة الكبرى (قاعة مناسبات) التي تقع في شارع الخمسين مديرية السبعين قد استُهدفت بغارات جويّة بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016 .أثناء مراسم عزاء، راح ضحيتها العديد من المدنيين. وبعد إنكار الاستهداف من قبل التحالف أول الأمر، ادعى الفريق المشترك لتقييم الحوادث بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة في بيان له بأنّ الغارة تمّت دون الموافقة النهائيّة لقيادة التحالف بينما أكد مستشار القائد الأعلى للقوات المسلّحة اللواء محمد علي المقدشي في الفيلم الوثائقي ”الموت في العزاء”: “إنّ عناصر التحالف يتواجدون دائمًا مع الجيش اليمني في غرف العمليات، والأحداث تكون واضحة بحيث يكون التنسيق بيننا جميعًا في ضرب الأهداف، وكلّ قرار يصدر يجب أن يمرّ على قوات التحالف”. وهذا يناقض ادعاء بيان الفريق المشترك مما يرجح بأنّ المسؤوليّة الكاملة لاستهداف موقع القاعة الكبرى، والذي أودى بحياة مدنيين، يقع على عاتق قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة.

ادعى الفريق المشترك لتقييم الحوادث بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة في بيانه المذكور سابقًا أنّه سيقوم باتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا في الحادثة، والعمل على تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا والمتضررين.

حول المنطقة

في عام 2014 سيطرت جماعة أنصار الله والمعروفة باسم الحوثيين على أمانة العاصمة صنعاء، وهي العاصمة السياسيّة للجمهورية اليمنية، حيث تتركز فيها الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكوميّة والهيئات السياسيّة وتقسّم أمانة العاصمة إداريًا إلى عشر مديريات، منها مديرية السبعين والتي تعتبر أكبر مديريات العاصمة من حيث الكثافة السكانيّة وتقع في جنوبها. في اليوم الثامن من تشرين الثاني/أكتوبر سنة ٢٠١٦، قصف التحالف مجلس عزاء في القاعة الكبرى التي تقع في شارع الخمسين في حيّ حدّة في مديرية السبعين جنوب العاصمة.

GrandHall1 صورة من الأقمار الصناعية ملتقطة عن طريق تطبيق google earth pro لموقع القاعة الكبرى

ماذا حدث ومتى ؟

في اليوم السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر، أيّ قبل وقوع الاستهداف بيوم واحد، نشر عمار الرويشان على صفحته الشخصيّة في موقع فيسبوك خبر وفاة عمه علي بن علي الرويشان وأنّ مراسم العزاء ستتم يومي السبت والأحد، الثامن والتاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2016 في القاعة الكبرى في شارع الخمسين.

كانت قوات التحالف بقيادة السعودية على درايّة بأنّ مراسم العزاء ستقام في القاعة الكبرى، كما أنّ مخبرين لقوات التحالف كانوا قد زوّدوا غرف العمليات بآخر المستجدات حول الحاضرين حسب ما ذكرت الصحافيّة نوال المقحفي في فيلمها الوثائقي ”الموت في العزاء“.

في يوم العزاء تداولت العديد من الشبكات الإخباريّة وصفحات الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنباءً حول استهداف قوات التحالف بقيادة السعوديّة للقاعة الكبرى بغارتين جويتين، كما ظهر في مقطع فيديو تمّ تداوله لتصاعد الدخان بسبب الغارة الاولى ولحظة سقوط الصاروخ في الغارة الثانية، أثناء مراسم عزاء والد وزير الداخلية المُعين من قبل الحوثيين جلال الرويشان، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المعزّين بينهم شخصيات بارزة في الوسط السياسي.

نشرت قناة آر تي العربيّة على حسابها على موقع يوتيوب شهادة للطبيب محمد الهميس الذي قال: “سمعنا الانفجار الأول. عندما خرجنا رأينا الناس تخرج أفواجًا، منهم ملطخ بالدماء، منهم من فقد رجله ومنهم من فقد يده ومنهم من سالت دماؤه، لن نقول بالعشرات بل بالمئات”. ثم أضاف: “وإذ بالناس يهبّون لإسعاف الجرحى وإذ بالغارة الثانيّة تنزل. كانت أكبر قاعة في صنعاء وكانت مليئة بالمعزين”.

في اليوم التالي بثت قناة اليمن اليوم تغطية خاصة من أمام القاعة الكبرى يظهر فيها عدد من القتلى والمصابين جراء القصف، وقد عُرضت العديد من شهادات شهود العيان أثناء نزول الصاروخين. وفي مقطع فيديو آخر يُمكن رؤية ما جرى داخل القاعة الكبرى بعد استهدافها من قبل الطيران بالصاروخ الأول وقبل استهدافها بالصاروخ الثاني.

في شهادة أحد الناجين من القصف، قال يوسف عادل العماد، في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ أكتوبر سنة 2018، أي بعد الحادثة بسنتين، لبرنامج “الناجون” الذي تبثّه قناة اللحظة الفضائية: “أتوقع آخر اتصال وصلني في الساعة 03:24 عصرًا، هذا حسب ما رأيته على الهاتف. كان أحد الأقارب يسألني عن موقع القاعة وعندما أغلقت الخط، لا أذكر ما حدث بعد ذلك. حينها حدثت الضربة الأولى”.

في تقرير مفصّل عن الحادث نشرته قناة اليمن موثقةً به الهجوم، أوردت شهادة الناجي نصر الرويشان، وهو أحد أقارب المتوفى، حيث قال: “في الساعة الثانية بدأ المعزّون بالتوافد إلى القاعة، وقد امتلأت القاعة بالمعزّين خلال ساعة واحدة، ومن شدّة الازدحام كان من يأتي متأخرًا يكتفي بالسلام على أهل الفقيد الواقفين عند مدخل القاعة”. ثم أضاف: “كان هناك أكثر من ألفي شخص اكتظت بهم القاعة. وقرابة الساعة 03:20 عصرًا تفاجأنا بسقوط صاروخ فوق القاعة، سقط مباشرة في وسطها بالقرب من الجهة الشماليّة من مدخلها، حيث كنّا نقف لاستقبال المعزّين، ليقذف الصاروخ بي أمتارًا نحو بوابة القاعة، وقد شعرت بالنار وهي تشتعل في ملابسي”. ومن ثم تابع الرويشان في نفس الفيديو: “أثناء خروجي من القاعة، شاهدت المسعفين وكان من ضمنهم أمين علي مشلي الرويشان، دخل ليسعف المصابين لكنه لم يخرج بسبب وقوع الصاروخ الثاني الذي هدف للإجهاز على الناجين واستهداف المسعفين”.

صحيفة العربي نشرت تقريرًا حول الحادثة يذكر فيه محمد المسوري، وهو أحد شهود العيان ما يلي: “توجهت برفقة الأستاذ محمد البكولي نحو القاعة الكبرى في شارع الخمسين، بالعاصمة صنعاء… وصلنا إلى مدخل مواقف السيارات في وسط شارع الخمسين المُمتلئ بمئات السيارات. كان المعزّون حينها يدخلون ويخرجون من القاعة، وبأعداد كبيرة جدًا، لأنّ العزاء كان ليوم واحد حسبما تناقلته وسائل الإعلام في اليوم السابق. وفي الساعة 03:20 أو 03:25 بالتحديد من عصر يومنا هذا، السبت، الثامن من تشرين الثاني/ أكتوبر 2016. وأثناء قيامي بإيقاف السيارة والاستعداد للنزول منها للتوجه نحو القاعة التي كانت تقع على يسارنا، سمعنا صوت انفجار الصاروخ الأوّل، وكان مختلفًا عن الانفجارات التي تعوّدنا على سماعها يوميًا لأنّنا كنّا على مقربة كبيرة من انفجار الصاروخ. فورًا، وفي ثوان أو أجزاء منها، كان الأستاذ محمد البكولي يقول: أين هذا القصف؟ وشاهدنا في تلك اللحظة قاعة العزاء تتطاير في الهواء نحو الأعلى… شاهدنا سقف القاعة يتطاير في السماء محاطًا بكميّة كبيرة وكثيفة جدًا من الغبار والدخان وهو يرتفع للأعلى أكثر فأكثر. وكانت الأعمدة الحديديّة وأجزاء كثيرة من الهنجر (سقف القاعة) تتطاير داخل هذه الهالة الضخمة من الدخان والغبار، والتي لم تخلّ أيضًا من أشلاء الشهداء والجرحى”.

قناة الحرّة نشرت مقابلة مع أحد جرحى الصالة الكبرى، في واحدة من تقاريرها الإخباريّة، الذي قال: “تمّ سقوط الصاروخ وانتشرت النيران في كلّ مكان. تعرضتُ أنا للنيران، وقمت بحمايّة وجهي من النار بيدي. فاحترقت يدي ورأسي ورجلي. من كلّ أسرة هناك اثنين ثلاثة -مصابين- منهم أطفال وكبار وشيوخ”.

توقيت الهجوم

توالت الأنباء عن استهداف القاعة الكبرى بعد الساعة الثالثة عصرًا، ولتحقق أكثر دقة قام الأرشيف اليمني بتحليل توقيت المنشورات المتعلقة بالاستهداف عن طريق أداة Unix Timestamp.

أول منشور عن الحادثة نشره الإعلامي والناشط سياسي، صادق الدغار على صفحته على موقع فيسبوك، تحدث فيه عن قصف القاعة الكبرى، وذلك في تمام الساعة 03:44 عصرًا حسب التوقيت المحلي.

GrandHall2

و نشرتْ عبير أبو طالب على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك منشورًا حول الحادثة في تمام الساعة 03:45 عصرًا حسب التوقيت المحلي.

GrandHall3

كما نشر الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي مقطع فيديو على صفحته الشخصيّة في موقع تويتر للقاعة الكبرى بعد الاستهداف يُظهر أعمدة الدخان تتصاعد من القاعة في تمام الساعة 05:39 عصرًا حسب التوقيت المحلي.

GrandHall4

كما نشر الموقع الإخباري منبر اليمن على موقع تويتر مقطع فيديو من داخل القاعة بعد الاستهداف في تمام الساعة 07:11 مساءً حسب التوقيت المحلي في اليمن، ويظهر فيه أشلاء الضحايا المتناثرة ومدنيون يحاولون اسعاف الجرحى كما يظهر أثرُ حفرة خلفتها إحدى الغارات في القاعة.

GrandHall5

موقع الهجوم

بعد تحليل الأدلّة البصريّة والمعالم التي ظهرت في المحتوى مفتوح المصدر، ومطابقتها مع صور الأقمار الصناعيّة، تبيّن أنّ الهجوم استهدف القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء، الواقعة في مديرية السبعين في حيّ حدة في شارع الخمسين عند إحداثيات 15.289537, 44.200518.

GrandHall6

تتطابق الأدلّة البصريّة للقاعة مع المشاهد التي نشرتها قناة euronews وقناة مصر العربية وقناة الميادين وقناة بلقيس الإخبارية في مقاطع فيديو أوليّة بعد الاستهداف حيث تظهر معالم البيت الواقع بجانب القاعة ويظهر تصاعد الدخان في بعض اللقطات.

كما نشرت قناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله مقطع فيديو مصوّر من الأعلى للقاعة الكبرى بعد الحادثة. أخذ فريق الأرشيف اليمني لقطة من مقطع الفيديو وقارنها مع صورة من الأقمار الصناعيّة ملتقطة عن طريق تطبيق Google Earth، بهدف تحديد موقع القاعة والمباني المجاورة لها.

فيما نشرت قناة CCTV الإخباريّة مقطع فيديو على صفحتها على موقع يوتيوب بعد استهداف القاعة الكبرى. أخذ فريق الأرشيف اليمني لقطة من مقطع الفيديو تظهر فيها التضاريس الجبليّة خلف القاعة وتمت مقارنتها مع صورة من الأقمار الصناعيّة مأخوذة عن طريق تطبيق Google Earth بهدف تحديد موقع القاعة والتضاريس الجبليّة.

تحليل الدمار الناجم عن الاستهداف

من خلال الفيديوهات التي نُشرت لاستهداف القاعة الكبرى لاحظ فريق الأرشيف اليمني أنّ المباني المجاورة للقاعة لم تتعرض للدمار بل لأضرار طفيفة، حيث احترقت السيارات في المواقف التابعة للقاعة، كما خلّف الصاروخان حفرتين في سقف القاعة ظهرتا في مقطع فيديو نشرته قناة المسيرة على موقع يوتيوب، مما يؤكد بأنّ القصف كان عاموديًا قادمًا من الأعلى. وبعد أكثر من عام على الحادثة، في تاريخ الثالث عشر من تشرين الثاني/ أكتوبر من العام 2017، نشرتْ وكالة أسوشيتد برس على قناتها على موقع يوتيوب فيديو يُظهر لقطة الحفرتين بعد القصف. كذلك نشرت صحيفة عرعر على موقعها الإلكتروني صورًا للسيارات المحترقة بعد وقوع الحادثة.

GrandHall11 صورة مأخوذة من الموقع الإخباري “هنا تعز” للقاعة الكبرى من الداخل قبل الاستهداف تمت مقارنتها مع صورة ملتقطة عبر Google Earth Pro للقاعة الكبرى من الداخل، وصورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته قناة المسيرة بعد الاستهداف، تُظهر نفس معالم المجلس العربي داخل القاعة.

GrandHall12 صورة للسيارات المحترقة في المواقف التابعة للقاعة

الذخيرة المُستخدمة في الهجوم

نشرت قناة المسيرة مقطع فيديو يحتوي على أجزاء من بقايا القنابل المستخدمة في الغارتين، ويمكن أن تُقرأ بيانات الصنع المكتوبة فوق هذه البقايا. وفي تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش خاص بالحادثة، حددت أنّ الذخائر المستخدمة في القصف كانت قنابل GBU-12 Paveway II 500-pound صنع شركة رايثون الأمريكيّة والتي توجّه بأشعة الليزر. وتعتبر شركة رايثيون الأمريكيّة واحدة من أهم شركات تصنيع الأسلحة الأمريكيّة، ولها مقر في المملكة العربيّة السعوديّة في العاصمة الرياض.

الضحايا

آثار الدمار لم تقتصر على انفجار القاعة وتضرّر المباني المجاورة، بل تعدّت ذلك، حيث كانت آثار الهجوم شديدة على المدنيين، فلم يتم العثور على أجساد بعض الضحايا، فضلًا عن وجود جثث متفحمة لم تُعرف هويات أصحابها، إضافة إلى إصابة عشرين طفلًا.

معظم الجرحى لم يستطيعوا السفر للعلاج نتيجة الحصار. بينما لم يحصل أهالي الضحايا على أيّ تعويض رغم وعود قوات التحالف بتعويضهم بحسب ما نشر المركز القانوني للحقوق والتنمية التابع لجماعة أنصار الله بعد الحادثة بعامين.

نشر الموقع الأخباري يمنات على موقعه نقلًا عن صحيفة “اليمن اليوم” كشفًا بأسماء ضحايا استهداف القاعة الكبرى، فكان عدد الضحايا قرابة 800 ضحية منهم 115 قتيلًا. وبعد عام من الحادثة نشرت صحيفة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله والمعروفة باسم الحوثيين، ضمن ملف خاص بالقاعة الكبرى، أسماء وصور القتلى والجرحى فكانت أعدادهم 140 قتيلًا و735 جريحًا. فيما قالت منظمة مواطنة في تقرير لها إنّ أعداد ضحايا الاستهداف هي 84 قتيلًا و550 جريحًا على الأقل. كما ادعى منسق لجنة دعم الصحفيين الدولية في اليمن حسن شرف الدين أن من بين هؤلاء الجرحى ستة اعلاميين.

مواقف مختلفة

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان له “إنّ الهجمات الجويّة من قبل التحالف بقيادة السعوديّة، تسببت بالفعل في مذبحة هائلة ودمرت معظم المنشآت الطبية وغيرها من البنية الأساسيّة الحيويّة. التقارير الأوليّة من الموقع تشير إلى أنّ هذه (الحادثة) أيضًا كانت هجومًا من التحالف. إنّ الأعذار جوفاء، بالنظر إلى نمط العنف خلال الصراع. لا يمكن أن تختبئ الأطراف خلف ضباب هذه الحرب. إنّ كارثة، من صنع البشر، تتكشف أمام أعيننا.” بينما شدد على ضرورة “أن تقوم جهة دوليّة مستقلة بإجراء تحقيقات شاملة في الادعاءات بارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.

الولايات المتحدة الأمريكيّة قالت في بيان صدر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس: “منزعجون جدًا من التقارير حول غارة استهدفت اليوم قاعة للعزاء في اليمن، والتي تُعتبر، إذا صحت الأنباء، استمرارًا لسلسلة الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في اليمن”. ثم تابع البيان: “التعاون الأمريكي مع المملكة العربيّة السعوديّة ليست شِكّاً على بياض. ففي الوقت الذي نستمر فيه بمساعدة المملكة فيما يتعلق بالدفاع عن سلامة أراضيها، سنستمر في التعبير عن قلقنا حول الصراع في اليمن”.

فيما أقرّ الفريق المشترك لتقييم الحوادث بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة في بيان له بأنّ رئاسة هيئة الأركان العامة أرسلت معلومات مغلوطة عن أهداف عسكريّة وصممت على استهداف الموقع فورًا على أنّه استهداف عسكريّ مشروع. وقال المحققون في بيان لهم بأنّ الغارة تمّت دون الموافقة النهائيّة لقيادة التحالف ودون اتباع الإجراءات الاحترازيّة المعتمدة للتأكد من عدم وجود الموقع ضمن المواقع المدنيّة محظورة الاستهداف. وعليه توصل الفريق إلى أنّه يجب اتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا في الحادثة، والعمل على تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا والمتضررين.

logo

الأرشيف اليمني

الأرشيف اليمني هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع اليمني. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

Mnemonicالأرشيف السوريالأرشيف السودانيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية