الحادثة: مقتل مصور صحفي وإصابة آخرين في تعز
النوع: طلقات نارية
الموقع: منطقة عقاقة بمديرية صبر الموادم غربي مدينة تعز
التاريخ: 21 مارس/آذار 2016
التوقيت: بين الساعة 15:30 والساعة 16:43 مساءً
الضحايا: قتيل وأربعة مصابين إصابات طفيفة جميعهم مصورين صحفيين.
المسؤول المحتمل: جماعة أنصار الله الحوثيين.

المقدمة

قُتل مصور صحفي وجرح أربعة آخرون مساء 21 مارس/آذار 2016 أثناء تغطيتهم للمواجهات العسكرية غربي مدينة تعز بين قوات تابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً و فصائل "المقاومة الشعبية" وبين قوات جماعة أنصارالله الحوثيين، بعد تعرض تجمع يضم مصورين صحفيين ومقاتلين عسكريين لوابل من الرصاص من مناطق تمركز الحوثيين في جبهة الضباب.

تحذير محتوى

يتضمن هذا التحقيق أو المصادر المرتبطة به، مشاهد وصورًا عنيفة تظهر إصابات وجروح جسدية.

المنهجية

أجرى الأرشيف اليمني تحقيقاً في الحادثة بناءً على:

جمع وحفظ وتحليل 36 فيديو وصورة وتقرير، نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر معلومات ومحتوى مرئي لحظة الهجوم وسياق وقوعه.
تحديد موقع التأثير من خلال المعلومات المتوفرة عن منطقة الهجوم في التقارير والبلاغات المرتبطة بالحادثة، والوصف المكتوب للمنطقة، والمعالم التي ظهرت في المحتوى البصري لمنطقة المواجهات في جبهة الضباب غرب مدينة تعز، ومطابقتها مع صور الأقمار الصناعية.
تحديد توقيت الهجوم من خلال تتبع السياق الزمني عبر تحليل وقت نشر الضحايا تفاصيل تحركاتهم وتحديد وقت تواجدهم قبل الاصابة من خلال الظل في الصور التي ظهروا بها مع أولى بلاغات وسائل الإعلام المحلية عن وقوع الحادثة في منصات التواصل الاجتماعي.
تحديد المسؤولية من خلال فحص المحتوى المرئي المنشور من قبل الحوثيين الذي يظهر المواجهات في الضباب والتأكد من توقيت التوثيق وتحديد مواقع التمركز ومطابقته مع ما أظهره المحتوى المرئي الذي وثق الحادثة والتثبت من إمكانية الاستهداف.
فحص المحتوى البصري ومنشورات الضحايا للتأكد من صحة المعلومات حول تعرضهم للإصابة.

حول المنطقة

أدت المواجهات العسكرية بين قوات الحوثيين وبين القوات التابعة للحكومة والمقاومة الشعبية في مدينة تعز مركز محافظة تعز منذ نهاية مارس/آذار 2015 إلى إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية من وإلى وسط المدينة. لذلك سعت القوات للحكومة إلى إحراز تقدم عسكري في الطريق الفرعي المؤدي إلى ريف تعز الجنوبي الذي يمر عبر منطقة الضباب المغلق في منطقة عقاقة بمديرية صبر الموادم، بسبب سيطرة قوات الحوثيين على جزء منه مشكّلةً فاصل عسكري حال دون التحام القوات في المدينة والريف، وعطل دخول وخروج المدنيين والبضائع الأساسية.

صورة معدة من خلال خاصية التحديد والتنقل من جوجل إيرث ويب تظهر نطاق المواجهات العسكرية في جبهة الضباب بمنطقة عقاقة مديرية صبر الموادم غربي مدينة تعز مركز المحافظة، قام الأرشيف بتحديد منطقة التركيز باللون الأحمر.

في 12 مارس/آذار 2016 تمكنت القوات الحكومية من فتح الطريق بعد معارك عسكرية في جبهة الضباب، وأتيح للمدنيين الدخول والخروج لمدة 8 أيام، قبل أن تعاود قوات الحوثيين السيطرة على الطريق وقطع الخط مجددًا في 22 مارس/آذار بعد معارك استمرت يومين.

شارك المصور الصحفي محمد اليمني في تغطية المعارك العسكرية في تعز بما في ذلك تغطية معركة فتح طريق الضباب السابقة وتعرض لإصابة في فخذه وصفها بأنها طفيفة.

*لقطة شاشة من* *منشور المصور الصحفي محمد اليمني* على منصة فيسبوك، أفاد فيه بتعرضه لإصابة ليست خطيرة أثناء توثيقه للمعارك في جبهة الضباب بتاريخ 12 مارس/آذار 2016 قبل تسعة أيام من مقتله في نفس المنطقة التي شارك في تغطية معارك السيطرة عليها.

في منتصف ليل يوم 20 مارس/آذار وفجر يوم 21 مارس/آذار أفاد اليمني في صفحتة على فيسبوك أن معارك عنيفة تشهدها جبتهيّ الضباب غربًا والشرقية في تعز.

*لقطة شاشة منشور* *أخر للمصور الصحفي محمد اليمني على منصة فيسبوك، أشار فيه إلى إندلاع مواجهات عسكرية عنيفة في جبهة الضباب عند ساعات الفجر الأولى من يوم 21 مارس/آذار 2016.*

بعد ظهر يوم 21 كتب محمد اليمني أخر منشور له على فيسبوك قبل مقتله بساعات أشار فيه إلى توجهه لتغطية المعارك مجددًا، ليظهر في صور نشرها المصور تقي الدين الحذيفي وهو يوثق قوات المقاومة في منطقة الضباب.

*لقطة شاشة* *لأخر منشور نشره محمد اليمني على حسابه* *في فيسبوك قبل ساعات من مقلته، أكد فيه خروجه لتغطية المعارك في جبهة الضباب يوم 21 مارس/آذار 2016.*

بعد المعارك التي قتل فيها المصور الصحفي محمد اليمني وإصابة مصورين آخرين، ظل خط الضباب مقفلاً تسيطر عليه قوات الحوثيين لخمسة أشهر، حتى فتح للمرة الأخيرة في أغسطس/آب 2016 بعد معارك عسكرية مع القوات الحكومية.

ماذا (ومتى)

أبلغت مصادر على منصات التواصل الاجتماعي في مساء 21 مارس/آذار 2016 عن مقتل مصور صحفي وإصابة مصورين آخرين، نتيجة تعرضهم لطلقات نارية أثناء تغطية المواجهات العسكرية في منطقة الضباب غربي مدينة تعز، بين القوات الحكومية مسنودة بالمقاومة الشعبية وبين قوات الحوثيين.

*لقطة* *شاشة منشور شبكة تعز الأخبارية* على فيسبوك في مساء 21 مارس/آذار 2016 يفيد بمقتل المصور الصحفي محمد اليمني برصاص قناصة الحوثيين أثناء تغطيتها للمواجهات العسكرية في منطقة الضباب غربي مدينة تعز.

*لقطة شاشة منشور* *قناة بلقيس الفضائية في حسابها على فيسبوك* *في مساء 21 مارس/آذار 2016 بشأن مقتل المصور الصحفي محمد اليمني وإصابة صحفيين آخرين بقصف للحوثيين في مدينة تعز.*

نشر المصور الصحفي تقي الدين الحذيفي صورة على فيسبوك للمصور الصحفي محمد اليمني في يوم الحادثة، وهو يوثق قائد المقاومة الشعبية في مدينة تعز أثناء المعارك الجارية بنطقة الضباب، وظهر أيضًا بفيديو أيمن القرشي من نفس المكان ولم يكن مصاباً.

*صورة نشرها المصور الصحفي* *تقي الدين الحذيفي* في حسابه على فيسبوك تظهر المصور الصحفي محمد اليمني أثناء توثيقه لكلمة قائد المقاومة الشعبية في تعز من منطقة الضباب قبل وقت قصير من مقتله، نشر تقي الصورة حوالي الساعة 19:30 مساء يوم 21 مارس/آذار 2016 بعد الحادثة بساعات.

*لقطة شاشة من فيديو* *أيمن القرشي* نشره في حسابه على فيسبوك يوم 21 مارس/آذار 2016 تعزز معلومات تواجد المصور الصحفي محمد اليمني في جبهة الضباب غربي تعز وهو يوثيق كلمة لقائد المقاومة الشعبية بتعز بالتزامن مع المعارك الدائرة.

في نفس يوم الحادثة نشر حساب أخبار تعز تقرير لقناة اليمن -حذف من على يوتيوب- عرض التقرير مشاهد لحظة ركض تجمع كبير يضم مصورين صحفيين ومقاتلين ومركبات عسكرية على الطريق الاسفلتي، بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف يمكن سماعه في الفيديو.

*لقطة شاشة من تقرير* *قناة اليمن الفضائية نشر* في حساب أخبار تعز على فيسبوك مساء 21 مارس/آذار 2016 تناول التقرير وقوع ضحايا من المصورين الصحفيين أثناء تغطية المواجهات بمنطقة الضباب، ويظهر الفيديو لحظة تعرض تجمع عسكري لوابل من الرصاص.

في 2019 عرضت قناة يمن شباب حلقة حول المصور الصحفي محمد اليمني، أظهرت مشاهد من يوم الحادثة أثناء إطلاق النار وتضمنت الحلقة لقطة أثناء إسعاف اليمني على متن مركبة عسكرية بعد تعرضه للإصابة.

*لقطة شاشة من* *فيديو برنامج المغامر* الذي عرضته قناة يمن شباب في مايو/آيار 2019 حول قصة المصور الصحفي محمد اليمني، يظهر في أحد مشاهده لحظة إسعاف المصور محمد اليمني على متن مركبة عسكرية بعد تعرض للإصابة، وهو يرتدي ذات الملابس التي ظهر بها في *فيديو القرشي* *وصورة الحذيفي*.

إلى جانب اليمني أظهر تقرير قناة اليمن إصابة المصور الصحفي هيكل العريقي، والمصور الصحفي عبدالحكيم مغلس بجروح طفيفة فيما أفادت شبكة تعز إصابة مراسل يمن شباب عبدالقوي العزاني والمصور نائف الوافي.

*لقطة شاشة منشور شبكة* *تعز الأخبارية* على فيسبوك في 21 مارس/آذار 2016 تفيد بإصابة أربعة مصورين آخرين في الهجوم الذي أودى بحياة محمد اليمني وتظهر صور إصابة أثنين منهما.

في الحلقة حول محمد اليمني في قناة يمن شباب ظهر عبدالحكيم مغلس وهو يركض أثناء إطلاق النار وهو يرتدي ذات الملابس التي عرضت في تقرير قناة اليمن وهو في المستشفى وعليه جروح طفيفة من الإصابة.

*لقطة شاشة من* *برنامج المغامر على قناة يمن شباب* الفضائية في مايو/آيار 2019 حول الصحفي محمد اليمني عرضت فيه مشاهد أثناء الحادثة ويظهر لقطة المصور الصحفي عبدالحكيم مغلس ضمن التجمع الذي أطلق نحوه النار في 21 مارس/آذار 2016.

*لقطة من فيديو قناة اليمن المنشور عبر حساب أخبار تعز* على فيسبوك، يوم 21 مارس/آذار 2016 تظهر المصور الصحفي عبد الحكيم مغلس في داخل أحدى المستشفيات وهو يعاني من جروح طفيفة في ساقه الأيسر.

موقع التأثير

بتتبع أخبار المعارك في تعز وجدنا خريطة تفصيلية للمواجهات نُشرت بعد يومين من الحادثة على فيسبوك حُدد فيها مواقع السيطرة والاشتباك في جبهة الضباب غربي مدينة تعز -من قبل متخصص عسكري متتبع لسير المعارك في المنطقة-، تحديدًا في 23 مارس/آذار 2016، مما ضيق نطاق البحث في مساحة تقع بين اللونين الأزرق والأحمر المحصورة بين السجن المركزي ونقطة الهنجر على الطريق الاسفلتي، عند تحديد المواقع المذكورة في الصورة غربي تعز، فإن مسافة الطريق الذي من مرجح أن الحادثة وقعت في نقطة معينة منه يبلغ حوالي 1.7 كم متر وفقاً لمقياس المسافة من جوجل إيرث، وهي المسافة بين السجن المركزي ونقطة الهنجر.

*صورة نشرها حساب على* *فيسبوك* بتاريخ 23 مارس/آذار 2016 أي بعد يومين من المعارك يوضح فيه الوضع الميداني بجبهة الضباب غربي تعز، وحدد مناطق سيطرة طرفي الصراع في المنطقة، مما ساعد في تضييق نطاق البحث عن موقع التأثير المحتمل.

*صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو التقطت في مايو/آذار 2016، حددت فيها نقاط المواجهات المذكورة في المنشور* السابق، والمسافة التي حصرت بداخلها عملية البحث عن موقع التأثير بعد تضييق النطاق والأخذ بعين الاعتبار أن الحادثة وقعت على الطريق الأسفلتي.

تضمن تقرير قناة اليمن معلم بصري هام وواضح عبارة عن هنجر كبير بمحاذاة منعطف في مسار الطريق مقابل مكان تجمع المصورين والمقاتلين قبل مشاهد الفرار جراء إطلاق النار الذي تسبب بمقتل مصور صحفي وإصابة آخرين وفقًا للتقرير.

*لقطة شاشة من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر هنجرًا بمحاذاة المنعطف على الطريق الأسفلتي بالقرب من موقع التأثير حيث يتجمع المصورين الصحفيين.

يظهر الهنجر والمنعطف بعد مطابقة لقطة قناة اليمن مع صورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث عند إحداثية 13.572153, 43.946223 في الجزء الغربي من الطريق المحدد، وفي لقطة آخرى من الفيديو يتواجد مبنى من ثلاثة طوابق يغطي الدور الأرضي لون ابيض مميز يقع في الجانب الآخر للطريق.

*لقطة شاشة من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر الهنجر الحديدي والمنعطف على الطريق الأسفلتي بالقرب من موقع التأثير حيث يتجمع المصورين الصحفيين، صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو التقطت في مايو/آذار 2016 تظهر الهنجر والمنعطف البارز في المحتوى المرئي.

*لقطة شاشة أخرى من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر مبنى مميز ذا لون أبيض في الدور الأرضي مقابل الهنجر على الجانب الآخر من الطريق الاسفلتي، ومطابقته مع صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو الملتقطة في مايو/آذار 2016.

وتتطابق هيئة الجبال في لقطة قناة اليمن قبل المنعطف مع هيئة الجبال في أداة مستكشف الجبل من النقطة المحتملة لوقوف المصور.

*لقطة شاشة أخرى من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر هيئة السلاسل الجبلية من زاوية وقوف المصور في منطقة الضباب ودمجها مع هيئة الجبال في المنطقة التي توفرها أداة *مستكشف الجبل* *للتأكد من التطابق وصحة الموقع.*

في الفيديو يمكن ملاحظة وقوف المقاتلين والمصورين بجانب مباني غير مكتملة، وتتواجد مركبة عسكرية كما لو أنها معطوبة في وسط الطريق المتجه نحو الهنجر، بمطابقة العناصر المرئية مع صورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث الملتقطة في مايو/آذار 2016، فمن المرجح أن موقع التأثير يقع عند إحداثية 13.574056, 43.947752 على الطريق المؤدي إلى الضباب وريف محافظة تعز الجنوبي، بمنطقة عقاقة غربي مدينة تعز.

*لقطة شاشة أخرى من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر مباني غير مكتملة البناء يقف بجانبها المقاتلين والمصورين الصحفيين أثناء الهجوم الناري ومركبة عسكرية معطوبة في وسط الطريق الاسفلتي ، صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو التقطت في مايو/آذار 2016 تظهر موقع المباني والمركبة المعطوبة.

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث ألتقطت في يونيو/حزيران 2023 تظهر موقع الحادثة المحتمل غربي مدينة تعز مركز محافظة تعز .

توقيت القصف

وفر المحتوى المتاح معلومات مهمة حول السياق الزمني للحادثة من خلال الطابع الزمني لبلاغات منصات التواصل الاجتماعي وظل الشمس الظاهر في مشاهد ما قبل الحادثة.

عند الساعة 14:31 مساء يوم 21 مارس/آذار نشر المصور الصحفي محمد اليمني آخر منشور له على حسابه في فيسبوك أشار فيها إلى ذهابة لتغطية المعارك دون تحديد وجهته.

*لقطة شاشة* *لأخر منشور نشره محمد اليمني على حسابه* *في فيسبوك قبل ساعات من مقلته، أكد فيه خروجه لتغطية المعارك في جبهة الضباب يوم 21 مارس/آذار 2016 ولقطة شاشة* *لأداة تحليل الطابع الزمني* *للنشر عند الساعة 14:31 مساء ذلك اليوم.*

ظهر اليمني بعد ذلك في صور نشرها مصور في حسابه على فيسبوك في نفس اليوم أشار فيها إلى تواجد اليمني لتوثيق المعارك الجارية في الجبهة الغربية بمنطقة الضباب، الأمر الذي أكدته مقارنة هذه الصور مع مشاهد تقرير قناة اليمن.

*صورة نشرها* *مصور* في حسابه على فيسبوك تظهر المصور الصحفي محمد اليمني يوم 21 مارس/آذار 2016 بعد الحادثة بساعات، بجانب مركبة عسكرية رملية اللون أثناء توثيق قائد المقاومة.

*لقطة شاشة من فيديو* *قناة اليمن الفضائية المنشور من قبل حساب أخبار تعز على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر المركبة العسكرية رملية اللون والأخرى المموه بتمويه عسكري مميز مركونة بجانب الطريق الاسفلتي قبل وقوع حادثة إطلاق النار، حيث كان يقف بجانبها المصور محمد اليمني في *الصور الأخرى*

تحليل طول واتجاه الظل في الصورة التي ظهر فيها المصور محمد اليمني بمنطقة الضباب وهو ما زال سليمًا يشير إلى أن توقيت اللقطة كان بين الساعة 15:30 - 15:55 مساءًا في يوم 21 مارس/آذار 2016، عند إحداثية: 13.573848, 43.947573 بعد تحليل الموقع الجغرافي للصورة

*صورة* *نشرت من حساب على فيسبوك* يوم 21 مارس/آذار 2016، تظهر محمد اليمني قبل الحادثة وقد رسم جسده مسار وطول ظل الشمس مما أتاح إمكانية تقدير وقت الصورة التقريبي قبل تعرضه للإصابة.

*صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث التقطت* في مايو/آيار 2015 لموقع اللقطة التي أظهرت محمد اليمني بجانب مبنى ذو أحجار رخامية بيضاء ومحلات صغير في وسطها سور وبوابة بمحاذاة الطريق الرئيسي، إذ يساهم تحديد موقع اللقطة من تحليل الظل بشكل أكثر دقة.

*لقطة شاشة من أداة* *قياس الظل sun calc* في يوم 21 مارس/آذار 2016 من نفس مكان التقاط الصورة، يشير الاحتمال الأول في حال كان طول ظل اليمني المرسوم على المركبة العسكرية يبلغ ضعف ونصف ضعف طول جسده فضلاً عن انحراف الظل، يشير إلى الساعة الـ 15:55 تقريبًا مساء اليوم.

*لقطة شاشة من أداة قياس* *الظل sun calc في يوم* 21 مارس/آذار 2016 من نفس مكان التقاط الصورة، يشير الاحتمال الثاني في حال كان طول ظل اليمني المرسوم على المركبة العسكرية يبلغ 1.2 طول جسده فضلاً عن انحراف الظل، فإن الساعة تشير إلى الـ 15:30 تقريبًا مساء ذلك اليوم.

فيما نشر حساب اخبار تعز على فيسبوك أول إبلاغ عن إصابة المصور محمد اليمني بطلقة قناص وإصابة مصورين آخرين في الضباب عند الساعة 16:43 مساءً، وتوالت الأنباء بعد ذلك الحين، مما يجعل النطاق الزمني المحتمل للحادثة بين الساعة 15:30 والساعة 16:43 مساء يوم 21 مارس/آذار 2016.

*لقطة شاشة لأول إبلاغ عن حادثة إصابة مصورين صحفيين في جبهة الضباب عبر حساب اخبار تعز على فيسبوك، ووفقًا* *لأداة تحليل الطابع الزمني* *للمنشور فإن الساعة تشير إلى 16:43 مساء يوم 21 مارس/آذار 2016.*

المسؤول المحتمل

القت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية ووسائل الإعلام الموالية لهما، مسؤولية الهجوم على قوات الحوثيين، في وقت نشر الإعلام الحربي للحوثيين مقطع فيديو على تيليجرام في اليوم التالي للحادثة قال انه لمعارك قواتهم في منطقة الضباب يوم 22 مارس/آذار 2016.

*لقطة شاشة من* *قناة المركز الاعلامي لأنصار الله* على تيليجرام توثق رسالة نشرت في يوم 22 مارس/آذار 2016 أي بعد يوم من الحادثة، تتضمن الرسالة مقطع فيديو يحتوى على مشاهد لقوات الحوثيين أثناء المواجهات العسكرية في جبهة الضباب.

تحليل مشاهد فيديو الإعلام الحربي التابع للحوثيين المنشور في 22 مارس/آذار، ومقارنتها مع مشاهد فيديو قناة اليمن الذي وثق الحادثة يوم 21 مارس/آذار، أظهر تطابق في مشاهد وثقها الطرفين لنفس اللحظة في المعركة حيث تصاعد دخان من وسط الطريق الاسفلتي وركض أحد المقاتلين على الطريق مما يؤكد أن فيديو الحوثيين تم توثيقه في نفس يوم الحادثة.

فيديو

مشاهد لموقف متطابق ظهر في كلا فيديوهات اليمن والمركز الإعلامي لأنصار الله أثناء المواجهات في جبهة الضباب على بعد أمتار من مكان تواجد التجمع الذي يضم مصورين صحفيين وقوات عسكرية تابعة للحكومة.

يوضح المحتوى البصري مواقع تمركز قوات الطرفين ومناطق تواجدهم وتحركاتهم بمنطقة الضباب في يوم المعركة، إذ يسهم تحديد نقاط التمركز بشكل دقيق في تشكيل فهم واضح لسياق الحادثة وطبيعة المسؤولية.

الموقع الأول

يقف مصور قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين بجانب مقاتلين من قوات الحوثيين أثناء المواجهات المباشرة، وهم على تلة جبلية صغيرة، بجانبها معالم عثر عليها في محيط المنطقة التي أشير إليها كمنطقة اشتباك في الأعلى والتي تقع بين السجن المركزي ونقطة الهنجر.

برزت معالم مميزة في فيديو المسيرة قريبة موقع المقاتلين والمصور التابعين للحوثيين أبرزها محطة تعبئة غاز بخزانات بيضاء وهنجر أبيض اللون فضلاً عن شجرة ومبانِ صغيرة على بعد أمتار سهلت من تحديد موقع التواجد المحتمل عند إحداثية 13.576363, 43.944859 شمالي غرب الطريق.

*لقطات شاشة من فيديو قناة المسيرة المنشور من قبل المركز الإعلامي لأنصار الله على* تيليجرام في 22 مارس/آذار 2016، تظهر تواجد شجرة كبيرة ومبنى صغير بجانب تل صخري يقف عليه المصور، إلى جانب خزانات وهنجر ذات لون أبيض، تم تحديد موقعها في الصورة الملتقطة عبر *الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو* *في يناير/كانون الثاني 2017*

ويوضح الفيديو أيضًا إطلاله قوات الحوثيين على مناطق كانت تتواجد بها القوات الحكومية وقوات المقاومة في حدائق الصالح وبعض المباني بمحاذاة الطريق.

*لقطات شاشة من فيديو قناة المسيرة* في 22 مارس/آذار 2016، تظهر إطلالة قوات الحوثيين المتواجدين بالقرب من المصور على الطريق المؤدي على حدائق الصالح أعلى التبة، صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2015 توضح اتجاهات تغطية المصور للمنطقة.

*لقطات شاشة من فيديو قناة المسيرة* في 22 مارس/آذار 2016، تظهر أماكن إضافية وثقها المصور مثل عبارة المياه اسفل الطريق وسور يحيط بهنجر يقعان في جانبي الطريق حيث يتواجد تجمع القوات الحكومية والمصورين، كما وضحتها المقارنة مع صور الأقمار الصناعية من جوجل إيرث الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2015

يفصل بين قوات الحوثيين والقوات الحكومية حوالي 400 متر فقط في الموقع الأول، مع تواجد مباني تشكل جدار حماية وحجب نسبي للرؤية تساعد على الاحتماء من أي طلق ناري قادم من هذا الاتجاه كما تظهر لقطة قناة اليمن.

*لقطات شاشة من فيديوهات* *قناتي المسيرة* و*اليمن* *الفضائيتين، تظهر لقطة* *المسيرة* *التلة الصخرية التي يقف عليها مقاتلي الحوثيين فيما تظهر لقطة* *قناة اليمن* *موقع تمركز القوات الحكومية والمصورين على* *بعد 400 متر تقريبًا* *من التلة بحسب أداة قياس المسافة من جوجل إيرث برو.*

الموقع الثاني

توجهت كاميرا مصور قناة المسيرة إلى التلة المقابلة غربًا، حيث يتواجد مقاتلين لقوات الحوثيين سيطروا على المنطقة أظهرهم الفيديو بين المدرجات الزراعية.

*لقطات شاشة من فيديو قناة المسيرة* في 22 مارس/آذار 2016، كشفت عن وجود مقاتلين للحوثيين بين المدرجات الزراعية في التلة المقابلة لمكان وقوف المصور بعد السيطرة عليها.

عند عودة الكاميرا من وضع التقريب أتاحت مجال رؤية أوسع للمعالم فوق التلة الذي يتواجد به مقاتلي الحوثيين، وظهور مبنى في القمة بجانبه حائط قصير مبنى من الطوب -يستخدم محليًا في رسم حدود قطع الأرض الخاصة بالمُلكية- يقع عند إحداثي 13.570893, 43.942086 يفصل بينه وبين موقع المصور حوالي 700 متر، وعلى بعد 650 متر تقريبًا غرب مكان تواجد القوات الحكومية.

*لقطة شاشة من فيديو قناة المسيرة* في 22 مارس/آذار 2016، تظهر منزل وحائط قصير يحيط بمساحة على التلة بعد رفع المصور للكاميرا نحو أعلى التلة، وصورة عبر الأقمار الصناعية *من جوجل إيرث برو ملتقطة في* *ديسمبر/كانون الأول 2015 تفيد بتواجد المنزل والحائط أعلى التلة.*

*لقطات شاشة من فيديوهات* *قناتي المسيرة* و*اليمن* *الفضائيتين، تظهر لقطة* *المسيرة* *التلة المقابلة للمصور حيث يتواجد مقاتلي الحوثيين، فيما تظهر لقطة* *قناة اليمن* *موقع تمركز القوات الحكومية والمصورين على* *بعد 650 متر تقريبًا* *غربي التلة بحسب أداة قياس المسافة من جوجل إيرث برو.*

ويؤكد فيديو المسيرة أيضًا سيطرة الحوثيين على الشق الآخر من التلة حيث يظهر مقاتلين حوثيين متمركزين بين المباني المطلة على الطريق بالقرب من نقطة الهنجر عند إحداثية تقريبي 13.567728, 43.939908 ما يعني أن التلة بشقيها في أيدي الحوثيين.

*لقطة شاشة من فيديو قناة المسيرة* في 22 مارس/آذار 2016، تظهر مقاتلي الحوثيين في الشق الثاني من التلة المطل على نقطة الهنجر كما تبين المعالم الظاهرة في الفيديو بعد مقارنتها مع صورة عبر *الأقمار الصناعية من جوجل إيرث* *برو ملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2015 للمنطقة.*

صورة عبر الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو ملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2015، توضح المواقع التي ثبت تواجد قوات الحوثيين فيها من خلال *فيديو قناة المسيرة* *تم تحديدها بالعلامة الخضراء، وموقع تواجد القوات الحكومية والمصورين* *بحسب فيديو قناة اليمن أثناء المواجهات العسكرية يوم 21 مارس/آذار 2016 تم تحديده بالعلامة الزرقاء.*

في فيديو قناة اليمن لحظة الركض على وقع إطلاق النار تظهر التلة التي يسيطر عليها الحوثيون بوضوح ضمن إطلالة كاملة على الطريق والمنطقة، مما يجعلها موقعًا مرجحًا لإطلاق العيارات النارية باتجاه تجمع القوات والمصورين التابعين للحكومة اليمنية.

*لقطة شاشة من فيديو* *قناة اليمن* يوم 21 مارس/آذار 2016، لحظة ركض قوات الحكومة والمصورين جراء إطلاق النار يوم الحادثة، تظهر في اللقطة التلة حيث تتواجد قوات الحوثيين والتي تطل بشكل مباشر على مكان التجمع، كما هو مبين في صورة الأقمار الصناعية من جوجل إيرث برو الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2015. العلامة باللون الأخضر تشير إلى مواقع تمركز الحوثيين، العلامة باللون الأزرق تشير إلى موقع وقوف الصحفيين.

وبالنظر إلى الصورة المشكلة للحادثة قد يكون الحوثيين مسؤولين بشكل كبير عن إطلاق النار باتجاه تجمع المصورين والمقاتلين، الذي ضم كذلك مركبات عسكرية، الأمر الذي يشير إلى أن مقتل وإصابة المصورين الصحفيين الذين كانوا في مهمة توثيق للمواجهات العسكرية، ربما لم يكن متعمدًا لتواجدهم بالقرب من هدف عسكري.

الضحايا

تتفق معظم المعلومات المتاحة والمحتوى المرئي أن الحادثة أسفرت عن مقتل مصور صحفي وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة من حيث خطورتها لحظة تعرض تجمع لهم بجانب القوات الحكومة الحكومية والمقاومة الشعبية لوابل من الرصاص في جبهة الضباب غربي تعز.

القتلى

محمد محمد غالب المجيدي. المعروف بـ محمد اليمني (مصور صحفي)

ملخص

بناءًا على المعلومات الواردة أعلاه، خلص الأرشيف اليمني، إلى مقتل مصور صحفي وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوته إثر تعرضهم لوابل من الرصاص أثناء تغطيتهم للمواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية وبين قوات الحوثيين في جبهة الضباب بمنطقة عقاقة مديرية صبر الموادم غربي مدينة تعز مساء 21 مارس/آذار 2016.

ضم التجمع الذي تواجد به المصورين قوات عسكرية لحظة تعرضهم لإطلاق ناري كثيف، يرجح التحليل أن مصدره قوات الحوثيين التي سيطرت على تلة جبلية في المنطقة تطل على مكان تواجد التجمع.

.css-68jq5d{padding-bottom:1.45rem;color:#ffffff;-webkit-transition:0.25s;transition:0.25s;}.css-68jq5d:hover{-webkit-text-decoration:underline;text-decoration:underline;}التحقيقات

مقتل مصور صحفي وإصابة آخرين في تعز

جدول المحتويات

التحقيقات